«واعدون».. أول مشروع لدعم طلبة الجامعات العراقية المتفوقين

برهم صالح: نسعى لمساعدة الشريحة الطلابية من المنطلق الوطني

TT

تزخر الجامعات والمعاهد العراقية بالعديد من المواهب والخامات الواعدة التي تحتاج للرعاية والدعم كي تثبت وجودها في ميادين العلم وتطلق مواهبها العلمية على طريق التفوق والإبداع، وبالتالي الإسهام في تعزيز مسيرة النهوض العلمي والتعليمي في العراق الجديد وفي هذه المرحلة من تاريخه. وقد شهدت الجامعات العراقية انطلاق أول مشروع من نوعه لدعم ورعاية الطلبة المتفوقين والذي يؤكد اسمه «واعدون» حرصه على تحفيز إطلاق الطاقات الكامنة لدى الشباب الجامعي لتمكينهم من مواصلة التفوق العلمي وإبداء روح الإبداع والمنافسة المشروعة فيما بينهم.

وقال الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي، الذي يتولى رئاسة هيئة أمناء منظمة الملتقى العراقي التي تعد مشروع «واعدون» أحد نشاطاتها المتعددة «يعد مشروع واعدون من مشاريع منظمة الملتقى العراقي الأساسية، فنحن في الوقت الذي ننظر فيه إلى الحاضر العراقي نحاول من المنطلق الوطني أن نساعد الشريحة الطلابية، هذه الشريحة التي يتحدد وينطلق منها مستقبل العراق الجديد فليس كثيرا في حقهم أن نمد يدنا بهدف المكافأة والتشجيع للطالب المتفوق وهو بحالة العوز المادي، هو بكل مقاييس هذا الزمن الصعب متميز عن كثير من أقرانه سواء أكان داخل العراق أو خارجه، فكان من ضمن مشاريع المنظمة هو مشروع واعدون الذي يعنى بهؤلاء الطلبة المتفوقين والذي نأمله أن يثمر هذا الجهد بما يمهد لعراق آمن متطور علمياً وثقافياً بكوادره وطاقاته الفذة والرصينة». أما نزار الزبيدي مدير مشروع رعاية الطلبة المتفوقين «واعدون» فقد اعتبر المشروع باكورة مشاريع منظمة الملتقى العراقي التي هي إحدى منظمات المجتمع المدني العراقي والمعنية برعاية الطلبة المتفوقين العراقيين أثناء مرحلتهم الدراسية الأولية في الجامعات العراقية الحكومية حصراً، من خلال تقديم منحة مالية شهرية يتسلمها الطالب المتفوق طيلة العام الدراسي الواحد. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إن التقديم لمنحة واعدون هو تقديم سنوي، أي بمعنى أن الطالب يجتهد طيلة السنة الدراسية ليتفوق ويصبح من الثلاثة الأوائل على المرحلة الدراسية من كل فرع وقسم علمي أو إنساني ليتمكن من الترشح والانضمام لأسرة واعدون المتنامية». وأضاف « للمشروع أهداف عديدة سعى ويسعى لتحقيقها تتمثل في تقديم منحة مالية شهرية للطلبة المتفوقين من ذوي الحاجة المالية والمقبولين في صفوف واعدون وعلى مدى العام الدراسي الكامل؛ وتوفير المصادر والكتب الالكترونية المهمة بالتعاون مع الكليات والمكتبات الوطنية والعالمية للطلبة كمصادر تدعم تفوقهم العلمي ولمختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية؛ كما ويقدم واعدون باسم المنظمة جوائز لأفضل مشاريع تخرج والمرشحة من قبل الجامعات العراقية وبمختلف الاختصاصات (العلمية، الأدبية والثقافية، التقنية، الفنية، الرياضية)؛ فضلا عن أننا نسعى إلى وضع اسم الطالب المتفوق على لائحة المنح الدراسية في خارج العراق والتي يسعى واعدون للحصول على بعض المقاعد الدراسية بالتعاون مع الجامعات والكليات العالمية ولمختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية؛ ورعاية ودعم المسابقات العلمية والثقافية التي ينظمها واعدون مع الجامعات والكليات المختلفة في العراق.

ويسعى المشروع إلى تنظيم رحلات علمية وثقافية للطلبة المتفوقين إلى مختلف جامعات وكليات محافظات العراق أو الدول الصديقة كجزء من برنامج تعريفي ثقافي علمي ولتعزيز أواصر الاتصال بين الطلبة المتفوقين والمقبولين في «واعدون» مع الطلبة المتفوقين في تلك الجامعات؛ ووضع أسماء الطلبة المتفوقين على لائحة توفير الوظائف الخاصة بهذا المشروع والمقدمة إلى المؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية لغرض إيجاد فرص عمل للمتخرجين من الطلبة وللاختصاصات كافة.

وحول ما حققه المشروع حتى الآن، قال الزبيدي «مشروع واعدون المسؤول عن جامعات وسط وجنوب العراق ومشروع هيوا المسؤول عن جامعات إقليم كردستان وشمال العراق شمل هذا العام أكثر من 4000 طالب وطالبة بمنحة واعدون المالية الشهرية في محافظات العراق كافة، والتي استخدمنا لصرفها هذا العام بطاقة الائتمان الصادرة من مصرف (الوركاء الأهلي) لنستطيع نشر الوعي التكنولوجي الجديد في مجتمعنا الطلابي الصغير، فضلا عن قيامنا بأنشطة علمية وثقافية متنوعة كرعاية ودعم مسابقة مركز تقنية المعلومات والاتصالات السنوية وللسنة الثانية على التوالي، كذلك رعاية مسابقة الفنون التشكيلية الأولى في العراق والتي يشارك فيها الطلبة من سبعة جامعات ومعاهد الفنون من كل محافظات العراق، ونحن لا نزال نسعى لتحقيق أهدافنا المرسومة تباعاً ومجمل عملنا طيلة الفترة الماضية منذ بداية عمل مشروع واعدون وتحديداً انطلاقته الأولى في شهر مايو (أيار) من عام 2008 هو تحقيق الهدف الأول بشمول أكبر عدد ممكن من الطلبة المتفوقين في الجامعات».