البطريرك صفير يفسر دعوته للدفاع عن «الكيان والعروبة» في لبنان: لأننا رأينا البلد يذهب في اتجاه آخر

«14 آذار» ترفض «الثلث المعطل» ودعوات للتعامل بإيجابية مع ترشيح بري

الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، لدى استقباله أمس في القصر الرئاسي في بعبدا أعضاء مجلس القضاء الأعلى بحضور وزير العدل ابراهيم نجار (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

دافع البطريرك الماروني نصر الله صفير، عن الموقف الذي أطلقه عشية الانتخابات النيابية الأخيرة، الذي رأت فيه قوى المعارضة دعوة إلى الاقتراع لمرشحي قوى «14 آذار» وأحد أسباب فوز هذه القوى بغالبية مقاعد البرلمان. وأعلن تعليقا على تحذيره اللبنانيين من «خطر يتهدد كيان لبنان وعروبته»: «قلنا ما قلناه قبل الانتخابات لأننا رأينا أن الأمور في البلد كانت تتجه في اتجاه آخر».

وأمل صفير، خلال استقباله أمس أعضاء لائحة قوى «14 آذار» الفائزة في دائرة زحلة، أن «تكون أيامنا المقبلة أفضل من الأيام السابقة، وأن يذهب البلد إلى الأمام وليس إلى الوراء من خلال التعاون بين الجميع في سبيل الخير والإعمار» مشددا على أن «البلد يزدهر إذا توافقنا مع بعضنا بعضا».

وذكر رئيس اللائحة النائب نقولا فتوش، عقب اللقاء، أن الوفد «أهدى النصر إلى البطريرك». وقال: «اعتذرنا لغبطته عن الذين تحاملوا على كلامه، واعتبروا أنه يفرق ويقسم. ونحن على اقتناع تام بأنه المرجعية الوطنية التي تجمع وتهدي».

إلى ذلك، تمنى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد، أن «تستمر المناخات الإيجابية من كل الفرقاء اللبنانيين»، مشددا على «دور رئيس الجمهورية في قيادة لبنان إلى بر الأمان، والعبور بالدولة إلى بسط سلطانها على كل الأراضي اللبنانية، وحماية السلم الأهلي والعيش الواحد وتكريس عمل المؤسسات، واحترام نتائج الانتخابات، التي أفرزت أكثرية نيابية لقوى 14 آذار، متمنيا سحب منظومة الثلث المعطل من التداول «لأنها غير سارية المفعول بعد الانتخابات الأخيرة». ولفت إلى «أن قوى 14 آذار ستذهب برؤية موحدة لانتخاب رئيس للمجلس النيابي، ونحن في اللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط، سيكون لنا موقفنا الوطني في هذا الاستحقاق، لما فيه مصلحة لبنان العليا، وهو موقف ينسجم مع حلفائنا وشركائنا في 14 آذار». وأشار إلى «أن النائب سعد الحريري، هو رئيس أكبر كتلة نيابية في المجلس الحالي ومن الطبيعي أن يكون هو رئيسا للحكومة المقبلة».

وقال الرئيس اللبناني الأسبق، رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، تعليقا على اقتراح ترشيح الرئيس بري، لولاية جديدة: «لا أعرف أين نحن من مبدأ تداول السلطة؟ نحن من المطالبين بتداول السلطة في لبنان. هناك تداول للسلطة على صعيد رئاسة الجمهورية. وهناك مبدأ تداول السلطة على صعيد رئاسة الحكومة. ولا أعرف أين هو تداول السلطة في ما يتعلق برئاسة مجلس النواب، وخصوصا أن تجربتنا مع الرئيس بري لم تكن إيجابية وموفقة. نعلم كيف التزم التزاما كاملا وفئويا مع فريق معين من اللبنانيين هو فريق 8 آذار، أكان في موقفه من الحكومة السابقة حيث اعتبرها غير شرعية، أو من حيث إقفال مجلس النواب لفترة طويلة. فتجربتنا لم تكن موفقة معه. ونعتبر أن تداول السلطة أساسي ومن صلب نظامنا الداخلي. والرئيس بري هو منذ بداية التسعينات رئيس للمجلس. وأعتقد أن هناك العديد من الطاقات الخيرة في المجلس، يفترض أن تعطى فرصة لتتحمل المسؤوليات. هذه وجهة نظري وهذا هو موقف الكتائب. وأتمنى أن يتفهم حلفاؤنا هذا الموقف. والموقف الأخير سيكون بالتشاور معهم».

من جهته، أكد النائب بطرس حرب، أن «لا رغبة لدى قوى 14 آذار في استغلال مناسبة انتخاب رئيس المجلس، لوضع الشروط والشروط المضادة، لكننا مصممون على جعل المناسبة مناسبة لتجديد الحياة النيابية، وطرح الأفكار الإصلاحية لتطوير عمل مجلس النواب».

وتمنى على «كل القوى السياسية، بمن فيها فريق 14 آذار، الذي أنا منه، عدم ربط عملية انتخاب الرئيس بري لرئاسة المجلس بسلة سياسية متعلقة بالحكومة». وردا على سؤال عن تصويت نواب «14 آذار» للرئيس بري، أفاد حرب: «لقد بدأ التشاور داخل 14 آذار. وآمل أن يكون لدينا موقف موحد، ونتمنى أن يبادر الرئيس بري إلى شيء أبعد مدى مما بادر إليه عند انتخابه في المرة الماضية، وأن يفسح المجال أمام من يريد تأييده انطلاقا من برنامج إصلاحي، ومن دون أن يعني ذلك أن كل نواب فريق 14 آذار سيكون تصويتهم للرئيس بري. فهناك احتمال للتصويت بورقة بيضاء كما فعلت في المرة الماضية».