رؤية نتنياهو للدولة الفلسطينية تثير مخاوف من خطر التوطين في لبنان

سليمان يدعو القادة العرب إلى «الوحدة والحفاظ على روح المقاومة»

TT

اعتبر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أن «الموقف الإسرائيلي الذي عبر عنه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واتسم بالتصلب سواء على مستوى التعاطي مع موضوع السلام أو على مستوى حل مسألة اللاجئين الفلسطينيين، يتطلب من القادة العرب المزيد من الوحدة والحفاظ على روح وإرادة المقاومة وتمتين الموقف لمواجهته». ورأى أن «المبادرة العربية تشكل فرصة سانحة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وفقا لما أكدت ذلك القمة العربية الأخيرة في الدوحة، ما يستوجب يقظة عربية لمواجهة كل التحديات في حال استمر التصلب».

ودعا المجتمع الدولي، وفي طليعته الولايات المتحدة وأوروبا، إلى «المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بالمبادرات السلمية العادلة، وخصوصا أن التجارب العسكرية الإسرائيلية العدوانية على لبنان وغزة أثبتت أن هناك إرادة وتصميما على المواجهة العسكرية، موازية للإرادة العربية للسلام التي لا تزال إسرائيل تحاول التهرب منها».

ولاحظ الرئيس الأسبق أمين الجميل أن نتنياهو «أسقط بشكل نهائي حق العودة. وهذا ما يتناقض مع القرار الدولي 194 ومع كل القرارات اللبنانية والعربية. وهو ما يقتضي وقفة مسؤولة لبنانيا وعربيا ودوليا. فمن الضروري أن نعود ونلتقي على الصعيد اللبناني إلى طاولة الحوار لبحث هذا الأمر بجدية. فنحن نعرف انعكاس هذا الأمر على الوضع اللبناني».

وقال رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» «أطل علينا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب حربي نسف وعطل عمليا كل فرص التسوية، لا بل إنه دفنها ولم يبق سوى إعلان مواعيد تقبل التعازي». وأضاف لقد سبق وذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي أن وجود وطن لإسرائيل والشعب اليهودي «أمر محسوم لدى الولايات المتحدة». واعتبر أن «أي كلام عن يهودية دولة إسرائيل سوف يعني إغلاق ملف العودة والدخول في عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من الداخل. ويعني المزيد من التهويد في الضفة الغربية واستكمال التوسع الاستيطاني الطبيعي كما وصفه نتنياهو. أما كلامه عن القبول بقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، فهذا يعني قيام دولة هجينة لا هوية لها ولا سيادة».

ورأى وزير الأشغال العامة والنقل، غازي العريضي، أن ما ورد على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والكنيست الإسرائيلي يؤكد أن السلام «مرتبط باعتراف الفلسطينيين بحقيقة إسرائيل دولة لليهود». وقال إن ذلك يعني أن المبادئ التي أطلقها نتنياهو «تشكل ردا واضحا على ما أعلنته الإدارة الأميركية من رغبة في حل يقوم على أساس الدولتين». وأضاف أن هذا يعني أيضا «اندفاع مشروع توطين الفلسطينيين حيث هم في الخارج. وبالتأكيد لا يمكن أن يشكل هذا الأمر حلا بل يبقي الصراع متفجرا».

وأصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بيانا قال فيه إن خطاب بنيامين نتنياهو «وضع خارطة طريق إسرائيلية تملي على الفلسطينيين والعرب طرائق العمل وتحدد لهم سلوكهم للمساهمة في تصفية المسألة الفلسطينية، عبر الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية عاصمتها الأبدية القدس كلها والتخلي عن المطالبة بعودة اللاجئين وبإزالة المستوطنات، واضعا هذه الثوابت كشروط غير قابلة للنقاش، حتى تقبل إسرائيل بقيام دويلة فلسطينية منزوعة السيادة والسلاح ومقطعة الأوصال».