حماس تتهم السلطة بإعدام أحد عناصرها المعتقلين

قريع: الحوار يستأنف أواخر الشهر.. والمصري: لا حوار مع القتلة

TT

فجرت وفاة أحد معتقلي حركة حماس لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في الضفة الغربية، أمس، الخلافات مجددا بين حركتي حماس وفتح، بعد اتهام الأولى للثانية بالسعي لعرقلة الحوار الفلسطيني، من خلال تصعيد الهجمة على عناصرها في الضفة، تنفيذا للإملاءات الإسرائيلية. وقال مصدر أمني فلسطيني إن هيثم عمرو (33عاما) من عناصر حماس، والموقوف لدى جهاز المخابرات العامة في الخليل، جنوب الضفة الغربية، «توفي خلال محاولته الهرب من خلال القفز من الطابق الثاني، وتم نقله إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه».

أما رسميا، فأكد العميد عدنان الضميري الناطق باسم الأجهزة الأمنية، أن «الأجهزة الأمنية تحقق بالحادثة، وتتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة أي موقوف لديها، وسيتم إعلان سبب الوفاة كما هي وبكل أمانة فور وصول تقرير الطب الشرعي».

لكن حماس اتهمت جهاز المخابرات بقتل عمرو أثناء التعذيب. وقالت في بيان رسمي، «إنه توفي نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له في سجن المخابرات في الخليل».

وجاءت الحادثة بعد يوم من اجتماع لجان المصالحة بين حركتي فتح وحماس، لأول مرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ سيطرت حماس على القطاع منتصف يوليو (حزيران) من عام 2007.

وكان الاجتماع عقد برعاية مصرية، وتم الاتفاق في نهايته على إنهاء عملية الاعتقال السياسي في الأراضي الفلسطينية وتسليم قوائم كل حركة للأخرى من أجل المسارعة في الإفراج عن المعتقلين.

واتهم القيادي في حماس صلاح البردويل حركة فتح بالتراجع عن الاتفاق على إنهاء ملف الاعتقال السياسي منذ اللحظة الأولى، وقال: «لقد اجتمعنا في الضفة والقطاع واتفقنا على إنهاء ملف الاعتقال السياسي، لكن فتح تراجعت فورا، وأكد عزام الأحمد أن هذا الأمر منوط بالرئيس محمود عباس، ثم جاء الرد بقتل أحد عناصر حماس في سجون السلطة بالضفة، وهو ما يثبت أنه ليس بمقدورهم إنهاء هذا الملف».

وقالت حماس في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «نؤكد أن جريمة إعدام الشهيد هيثم عمرو هي جزء من مساعي الأجهزة الأمنية لعرقلة الحوار الفلسطيني، وهي الهدية التي ساقتها أجهزة أمن السلطة للقاءات المصالحة بين حماس وفتح في رام الله وغزة، وهي جزء من ممارسات يومية تتصاعد كلما لاحت في الأفق بوادر للتقارب الفلسطيني الداخلي، ومحاولات جدية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة». واعتبر فوزي برهوم الناطق باسم حماس أن ما حدث كان «بمثابة رسالة سريعة وفورية من أبو مازن وحركة فتح إلى الرعاية المصرية للحوار وللجنة الميدانية التي بدأت لقاءاتها أمس (أول من أمس)». ورفضت حماس رواية السلطة بأن عمرو توفي وهو يحاول الهرب، معتبرة ذلك «محاولة فاشلة للتغطية على هذه الجريمة البشعة». كما هاجمت حماس فصائل فلسطينية أخرى غير فتح، ووصفتها بـ«المتخارسة» لأنها «تصمت صمت الأموات إزاء ما يجري في الضفة الغربية المحتلة»، داعية إياها «إلى الخروج من مربع الاسترزاق والنفاق السياسي غير المشروع».