واشنطن تلتزم الحذر تجاه إيران.. وتنوي مواصلة جهود الحوار بمعزل عن نتائج الانتخابات

الناطق باسم البيت الأبيض يقول إن مصادر قلق إدارته من إيران لم تتغير

TT

التزمت الإدارة الأميركية الحذر حتى يوم أمس في الحديث عن التطورات الأخيرة في إيران على خلفية الانتخابات الرئاسية، في وقت تبدي رغبة في مواصلة جهود الحوار مع طهران بغض النظر عن نتائج الانتخابات. وعلى الرغم من تصريح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس أن هناك «تساؤلات كثيرة عن نتائج الانتخابات»، فإن الإدارة الأميركية تؤكد حرصها على انتظار التطورات على الأرض. وأقر بايدن بأنه «ليس لدينا معلومات كافية لاتخاذ حكم صلب» حول الانتخابات.

وكان هذا التصريح الأول من مسؤول أميركي رفيع المستوى علنا منذ إجراء الانتخابات يوم الجمعة الماضي. وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد قالت الجمعة الماضية: «الولايات المتحدة قد امتنعت عن التعليق على الانتخابات في إيران. نحن بالطبع نأمل أن تعكس النتيجة الرغبة الحقيقية للشعب الإيراني». إلا أنه سرعان ما كانت هناك تساؤلات إذا كانت نتائج الانتخابات وإعلان إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هي الرغبة الحقيقية للشعب الإيراني. وخلال اليومين الماضيين مع تصاعد التوتر في شوارع إيران بين مؤيدي أحمدي نجاد والإصلاحيين المؤيدين لخصمه مير حسين موسوي، التزم المسؤولون الأميركيون والناطقون باسمهم بالصمت والحذر حيال إيران. واكتفى الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس بالتعليق يوم السبت: «مثل باقي العالم، نحن معجبون بالحوار النشط والحماسة التي ولّدتها هذه الانتخابات، خصوصا بين الشباب الإيرانيين». وأضاف: «نحن نواصل مراقبتنا للوضع كله عن كثب، بما فيه التقارير حول خروقات». وامتنع مسؤول في واشنطن عن التعليق مباشرة على الأحداث في إيران وتأثيرها على استعداد واشنطن للحوار المباشر مع طهران. ولكنه قال، شريطة عدم نشر اسمه، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «من المستبعد أن يتغير موقفنا، فالرغبة في الحوار غير مرتبطة بالانتخابات». ولفت إلى أن مصالح الولايات المتحدة مرتبطة بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ومنعها عن تأييد المتطرفين في المنطقة، وهذا لن يتغير رغم نتيجة الانتخابات.

وهذا ما ألمح إليه غيبس يوم أمس ردا على أسئلة الصحافيين حول التطورات في إيران، قائلا: «المهم هو أن قلقنا تجاه برنامجهم العسكري النووي وقلقنا تجاه دعمهم للإرهاب ليس مختلفا عما كان عليه يوم الجمعة» الماضي، أي يوم إجراء الانتخابات. وامتنع الناطق باسم البيت الأبيض أمس عن الحديث عن رأي الإدارة في الانتخابات، قائلا: «ليس لدي الكثير لأقوله منذ البيان الذي خرجنا به وتصريحات نائب الرئيس بايدن». وأضاف: «بالطبع ما زال لدينا قلق مما رأينا وبالطبع الإيرانيون يبحثون في ذلك أيضا، نحن ما زلنا نشعر بالأمل في حماس الشباب في إيران». وتابع: «هناك عدد من العناصر التي تقلقنا حول ما رأيناه». وكان بايدن قد ألمح إلى هذا الموقف في تصريحاته أول من أمس في برنامج «ميت ذا بريس» على قناة «إن بي سي»، حيث قال: «المحادثات مع إيران ليست جائزة للتصرفات الجيدة، إنها فقط نتيجة إذا كان الرئيس يقدر أنها في مصلحة الولايات المتحدة». وتعالت أصوات الإيرانيين المعارضين لأحمدي نجاد مطالبة الإدارة الأميركية بعدم التعامل مع حكومة إيران بسبب الخروقات التي يقولون إنها حصلت. وقال أحد المدونين «قفوا نجاد»، وقال على موقعه الإلكتروني إن على أوباما التحرك، بينما وضعت عدة رسائل من معارضين لأحمدي نجاد على مواقع تتابع الشأن الإيراني تطالب بـ«النجدة». ولكن حذر المدير التشريعي لـ«المجلس الإيراني ـ الأميركي»، وهو معهد فكري مختص بالعلاقة بين الطرفين في واشنطن، باتريك ديزني، من أي تصريحات أميركية. وقال إن المسؤولين الأميركيين «ملتزمون جدا في تصريحاتهم، وهذه مقارنة شاسعة بأسلافهم الذين كانوا يقفزون لأي فرصة ممكنة للانقلابات في الشرق الأوسط»، في إشارة إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وأضاف ديزني في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إدارة أوباما تقوم بالخطوات الصحيحة تماما. أسوأ ما يمكن أن تقوم به الإدارة حاليا هو دعم جهة معينة في الصراعات السياسية الداخلية الإيرانية قبل أن تعرف أن مثل هذه المساعدة ستكون مرحبا بها». وتابع: «قبل أن نتدخل بعرض المساعدة في عملية الديمقراطية في إيران، يجب أن نكون على يقين بأن جميع الأطراف على واقع الأرض يرحبون فعلا بدورنا وأنه لن يؤدي إلى ضرر أكثر من مساعدة».