اليمن: رصد 25 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان خاطفي الأجانب

وزير الخارجية اليمني يؤكد ملاحقة الأمن للخاطفين وقتلة الألمانيتين والكورية

مروحية تابعة للجيش اليمني تحمل جثامين الألمانيتين والكورية الجنوبية أثناء هبوطها في مطار صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد وزير الخارجية اليمني أن أجهزة الأمن تواصل التحقيقات حول مقتل ممرضتين ألمانيتين ومدرسة كورية وخطف 6 آخرين لا يزالون في عداد المخطوفين، بعد العثور على جثث 3 نساء، منهن ممرضتان ألمانيتان من العاملين في الهيئة الطبية العالمية الذين يعملون في المستشفى الجمهوري بصعدة، ومدرسة كورية. جاء ذلك في اتصال هاتفي للوزير القربي بوزير الخارجية الألماني فرانك شتاينمار، حيث أعرب فيه عن تعازي اليمن في هذا الحادث الإجرامي. وقال إن أجهزة الأمن تواصل تعقبها للجناة المرتكبين لهذه الجريمة لكي ينالوا جزاءهم الرادع من أجهزة العدالة، فيما أكد وزير الخارجية الألماني على ضرورة التعاون بين ألمانيا واليمن لإجراء التحقيقات الخاصة بالحادث، وجدد وقوف ألمانيا إلى جانب اليمن في مواجهة الإرهاب واستعداد الحكومة الألمانية لتقديم الدعم في هذا الأمر.

في غضون ذلك أعلنت قيادة محافظة صعدة عن رصد مكافأة مالية قيمتها 25 ألف دولار لكل من يدلي بمعلومات عن مكان الخاطفين والمختطفين الـ6، وهم: مهندس ألماني، وزوجته، و3 أطفال لهما، ومهندس بريطاني، يعملون في المستشفى الجمهوري بصعدة. وأدان المكتب التنفيذي والمجلس المحلي بمحافظة صعدة العملية الإجرامية بقتل ثلاث نساء يعملن في الخدمات الصحية بصعدة ضمن العاملين بالهيئة الطبية العالمية الذين يعملون في خدمة المرضى من مواطني صعدة.

وقال بيان صدر عن الاجتماع الذي ضم المكتب التنفيذي والمجلس المحلي لهذه المحافظة أمس ورأسه المحافظ حسن مناع، إن هذه الجريمة لا تمت بصلة إلى الدين الإسلامي ومبادئه وإلى الشعب اليمني وقيمه، وإن مرتكبي ذات الجريمة مجردون من الإنسانية، مؤكدا أنهم لن ينجوا من العقاب. وعبرت قيادة المحافظة عن رفض أبناء صعدة وأنهم ينددون بهذا السلوك الإجرامي في حق رعايا أجانب يعملون على خدمة مواطني المحافظة والسهر من أجل خدمتهم وهم يعيشون في أمن وأمان، وعرفوا صفات أبناء صعدة وإنسانيتهم.

وطالبت قيادة المحافظة من أبناء محافظة صعدة المشاركة بملاحقة مقترفي هذه الجريمة البشعة والقبض عليهم بهدف إنزال أشد العقوبات بحق الخاطفين القتلة. وطالب المكتب التنفيذي والمجلس المحلي الأجهزة الأمنية بملاحقة هذه العصابات الإجرامية، وقال البيان إن مواطني صعدة واليمنيين قاطبة بريئون من الخاطفين القتلة، وعبر ذات البيان عن تقدير المواطنين للخدمات التي قدمها الضحايا والمختطفون من خلال أعمالهم في المستشفى الجمهوري بصعدة في رعاية المرضى وعلاجهم ومساهمتهم في الخدمات الصحية والطبية في محافظة صعدة.

ونقلت طائرة عسكرية جثامين الضحايا النساء الـ3 اللائي قُتلن بعد خطفهن يوم الجمعة الماضي إلى صنعاء، ووضعت جثامين الممرضتين الألمانيتين والمدرسة الكورية في المستشفى العسكري قبل أن يتم نقل الجثامين إلى ألمانيا وكوريا. وتؤكد المصادر الأمنية أن أجهزة الأمن لم تعثر إلا على جثامين النساء الـ3 اللائي قُتلن بالرصاص بعد عملية الاختطاف، مشيرة إلى أن عملية العثور من قبل الأمن بمحافظة صعدة كانت في منطقة عكوان بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، فيما جددت وزارة الداخلية اليمنية اتهامها للحوثيين بعملية القتل والخطف التي كان ضحاياها 3 نساء، ممرضتان ألمانيتان ومدرسة كورية، بينما لا يزال 6 من المخطوفين في قبضة الخاطفين.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن وفدا ألمانيا يضم عددا من المحققين وصل أمس إلى اليمن، وذلك للمشاركة في التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن اليمنية لحل لغز اختطاف الأجانب التسعة ودوافع قتل ثلاث رهائن وإخفاء بقية الرهائن حتى اللحظة، إضافة إلى البحث عن الهوية الحقيقية للخاطفين في ظل اتهامات أولية من الحكومة اليمنية للحوثيين الشيعة بالتورط في خطف وقتل الأجانب، ونفي من الحوثيين لتلك الاتهامات، بل وإدانة للعملية برمتها. وللتدليل من جانبه على صحة موقفهم دعا القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي أنصاره للخروج في مسيرة سلمية اليوم (الأربعاء) في مدينة ضحيان للتنديد بالحادث.

ويعتقد مراقبون أن الحوثيين لن يغامروا بالقيام بعملية كبيرة كهذه يعرفون عواقبها، وأيضا لعوامل أخرى، منها أنهم لا يرغبون في تأليب المجتمع الدولي ضدهم وتعزيز موقف السلطات اليمنية، إضافة إلى أن ألمانيا تستضيف شقيق عبد الملك الحوثي، النائب يحيى بدر الدين الحوثي، الذي ينشط من أراضيها لطرح قضيته على العالم. وأدانت الأحزاب السياسية اليمنية عامة ومنظمات المجتمع المدني عملية اختطاف الأجانب في صعدة وقتلهم.