حكومة جنوب السودان تعطي الضوء الأخضر لقواتها لنزع السلاح من المدنيين

بعد سلسلة من المعارك القبلية راح ضحيتها المئات

TT

أعطى النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، الضوء الأخضر إلى قواته لنزع السلاح بالقوة من المدنيين ورجالات القبائل، في جنوب السودان، فيما قرع وزير الطاقة السوداني ناقوس الخطر بأن بيئة عمليات التنقيب عن النفط في ثلاث ولايات بالجنوب والشمال أصبحت غير صالحة أمنيا تماما، وقال إن زيادة الإنتاج في تلك المناطق باتت أمرا صعبا.

وأمر سلفا كير، وهو يخاطب دورة جديدة لبرلمان الجنوب، الأجهزة الأمنية كافة بضرورة إيجاد آلية لضمان استتباب الأمن وفرض سيادة القانون واحترام المواطنين لضمان الوصول إلى سلام حقيقي، وأكد عدم رغبة الجنوب في العودة للحرب، لكنه قال: «إذا فرض علينا ذلك فنحن قادرون على الدفاع عن أنفسنا». كما أمر قوات الجيش الشعبي والأجهزة الأمينة الأخرى بنزع السلاح بالقوة من المدنيين.

وتشتكي الحركة الشعبية منذ وقت بعيد من ما تسميه تصاعد انتشار الأسلحة في أيدي المواطنين في الجنوب. ويعتقد مسؤولون في الحركة أن قبائل في الجنوب تحولت إلى ميليشيات مسلحة، كما يتهم مسؤولون في الحركة الشعبية حزب المؤتمر الوطني بتسليح قبائل في الجنوب، وهو الاتهام الذي ينفيه الأخير بشدة. وفي سياق حديث حول النزاع القبلي والأمني في الجنوب، اتهم كير أطرافا خارجية، لم يسمها، بالوقوف وراءه بهدف التشويش على الانتخابات واستفتاء الجنوب.

وقال إن حكومته في جنوب السودان تسعى إلى مجابهة الأزمة الاقتصادية بالإقليم ومحاربة الفساد، ودعا المسؤول الأول في حكومة الجنوب إلى خلق مصادر بديلة للنفط، كما دعا لإشاعة حرية العمل السياسي بين أحزاب البلاد كافة، وطالب بأولوية دعم الجيش الشعبي في الميزانية لتطويره ودفع مرتبات منسوبيه. ورفض الاعتراف بنتيجة التعداد، وقال: «إنها لن تساعد في التوزيع العادل للثروة والسلطة». وأكد التزام الحركة بما تخرج به محكمة التحكيم الدولي في لاهاي حول منطقة «أبيي» الغنية بالنفط المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.

وحث سلفا كير أعضاء البرلمان على دعم تنفيذ اتفاق السلام الذي قال إنه مسؤولية الجميع، وجدد تمسك الحركة بإجراء استفتاء الجنوب الخاص بتقرير مصيره في موعده على الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذ اتفاقية نيفاشا بين الطرفين: حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.

وقبيل توجهه إلى واشنطن، لم يستبعد الدكتور غازي صلاح الدين العتباني مستشار الرئيس السوداني، ومسؤول ملف دارفور أن تتم مناقشة العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن خلال زيارته للولايات المتحدة، وقال إن الإدارة الأميركية الجديدة جاءت بحديث جديد، فيما نوه: «لم نر تطبيقا واقعيا لرغبات الإدارة الأميركية لتطبيع العلاقات الثنائية»، وتابع: «لا نتصور كيف يمكن أن تؤدي الولايات المتحدة دورا إيجابيا في ظل علاقة تصفها هي نفسها بالمأزومة وغير الطبيعية». في الأثناء، دق وزير الطاقة السوداني الزبير أحمد الحسن ناقوس الخطر بأن بيئة عمليات التنقيب عن النفط في ولايات جنوب كردفان والوحدة وأعالي النيل أصبحت غير صالحة تماما، وقال إن الاختلالات الأمنية لا تزال موجودة في مناطق إنتاج البترول في هذه المناطق. وكشف في بيان له أمام البرلمان عن اختطاف اثنين من عمال النفط المحليين قبل يومين في الجنوب وأن مواطنين مجهولين هم الذين قاموا بخط العاملين، من دون أن يخوض في تفصيلات أخرى. وقال: «هناك تتم السرقات وتوقيف وخطف الآليات».

وحمل الحسن «المحافظين» في الولايات الجنوبية مسؤولية حدوث الإختلالات الأمنية في مناطق استخراج النفط، وقال: «المحافظون هم سبب سوء بيئة العمل في مناطق البترول»، وأضاف: «يحدث ذلك رغم أن زعيم الحركة الشعبية سلفا كير وجه بمنع المحافظين من الاعتداء على أعمال النفط التي تتم عبر الشركات»، وحسب وزير الطاقة السوداني، فإن زيادة إنتاج النفط من مناطق الإنتاج الحالية في الولايات الثلاث صارت أمرا «صعبا».