مستشار أوباما لـ«الشرق الأوسط»: عدم فهم لغة المال يجعلك عبدا اقتصاديا

حركة أميركية تطالب بـ«حقوق فضية» لحماية حقوق الفرد المالية

جون براينت مؤسس ورئيس شركة «أوبريشن هوب» (عملية الأمل) يتحدث في الجلسة الختامية بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

تنشط في الولايات المتحدة حاليا حركة جديدة باسم «حقوق فضية»، تشير إلى حقوق الفرد المالية وضرورة حمايته من المصاعب التي تواجه من لا يفهم الاقتصاد وتبعات التكاليف المصرفية وغيرها التي تقع على الفرد. ويقود هذه الحملة جون هوب براينت، الذي يعمل نائب رئيس «مجلس الرئيس الأميركي الاستشاري حول الثقافة المالية»، وهي لجنة استشارية للرئيس الأميركي باراك أوباما. كما أن براينت مدير «عملية الأمل»، أول مؤسسة أميركية غير ربحية تعمل في الاستثمار الاجتماعي في 68 مدينة أميركية وجنوب إفريقية، جمعت حتى الآن 500 مليون دولار من القطاع الخاص لمساعدة المحتاجين.

وشكا براينت من أن «معرفة الاقتصاد لا تدرس عادة، وعندما تدرس يتم تدريسها كمادة رياضيات، ولكن في الواقع المال ليس الرياضيات، المال يثير المشاعر، وهو موضوع نفسي ومرتبط بالشعور بالثقة والثقافة». ولفت في حوار خاص بـ«الشرق الأوسط» إلى أن في الولايات المتحدة «في عصر الديمقراطية، إلا إذا كان لك حق التصويت، فإنك عبد، وحق التصويت جعل الديمقراطية استهلاكية». وأضاف: «في نظام اقتصادي عالمي، من الواضح على خلفية هذه الأزمة الاقتصادية، إذا لم يكن لديك معرفة بلغة المال وليس لديك حساب بنك، فأنت عبد اقتصادي».

وانشغل براينت خلال الأشهر الماضي بالإعداد لمؤتمر مفصل يُعقد في واشنطن اليوم, وهو الأول من نوعه، يلقي رئيس مجلس الاحتياط الأميركي بين برنانك الكلمة الرئيسية فيه، بالإضافة إلى مسؤولين من إدارة أوباما والبنك الدولي ومؤسسات خيرية عدة. وحول توقيت المؤتمر مع الأزمة الاقتصادية قال براينت: «بدأت عملي قبل 17 عاما وتعلمت خلال هذه الأعوام أنه يجب أن تربط فكرة جيدة مع فرصة جيدة، ومع الأسف مع بعض الألم»، موضحا: «نحصل على قوس قزح بعد الأمطار والعواصف، بناء مؤسسات مكافحة السرطان عادة تأتي بعد فقدان عزيز للمرض نفسه». وأضاف: «خلال السنوات الماضية شهدنا ازدهارا غير مسبوق، وعندما كنت أتحدث عن هذه المسائل حينها لم يهتم الكثيرون، الآن الكل بدأ ينتبه ويريد مني المزيد من المعلومات، اليوم الجميع يرى أهمية هذه القضية». وشرح براينت أن موضوع «معرفة قراءة الاقتصاد» قريب من قلبه، موضحا: «هذه قضية شخصية بالنسبة إليّ، لقد تربيت في جنوب وسط لوس أنجليس ووالداي انفصلا بسبب المال. السبب الرئيسي للطلاق في الولايات المتحدة وربما حول العالم هو المال». وأضاف: «الكل يريد المال ولكن لا يرتاح في الحديث عنه».

ولا يتردد براينت في استخدام الألفاظ المثيرة لتسليط الضوء على أهمية معالجة عدم المعرفة في عالم الأعمال، ولا يعتبر مصطلح «العبودية الاقتصادية» شديدا، قائلا: «معرفة الاقتصاد قضية حقوق مدنية جديدة، وتسعى إلى بسط (حقوق فضية) عالمية». ومصطلح «حقوق فضية» يعود إلى حقوق الفرد بالحياة الكريمة مبنية على القدرة الاقتصادية التي تعتمد على معرفة خلفيات الاقتصاد والمؤشرات المالية التي تؤثر على كل فرد. وأضاف براينت: «بعد تخطي ألم هذه الأزمة العالمية والنظر إلى الجهة الأخرى من أجل حدوثها مجددا، يجب أن نتعلم هذا الدرس، أن لغة المال يجب أن تصبح عالمية، وأنه من خلال معرفة قراءة الاقتصاد نفتح أبواب الطموح ونساعد على خلق التجارة العادلة والرأسمالية الجيدة». وتابع: «هذه هي مهمتي، إطلاق حملة عالمية لدفع (الحقوق الفضية)».

واعتبر براينت أن قضية «الثقافة الاقتصادية» ضرورية في الشرق الأوسط كغيره من مناطق العالم. وحول تقديرات دولية بأن الشرق الأوسط بحاجة إلى خلق ما بين 150 و200 مليون وظيفة خلال العقد المقبل، قال: «لا يمكن خلق 200 مليون وظيفة أو 100 مليون أو حتى 50 مليون وظيفة، هذا أمر مستحيل وغير منطقي، ولكن من الممكن خلق 50 مليون مشروع و100 مليون رائد في العمل، وهذا من خلال لغة المال وتمكين الجميع». وأضاف: «مهمتي هي تمكين الآخرين، تمكينهم من السيطرة على أوضاعهم الحالية»، مشددا على أهمية «وضع النماذج السليمة للأطفال والشباب حول الحصول على المال من خلال التعليم وشرح كيف يمكن الوصول إلى الثراء من خلال فعل الخير والالتزام بالطرق الشرعية والابتكار».

ولفت براينت إلى أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش هو الذي عينه في يناير (كانون الثاني) 2008 في منصب «نائب رئيس مجلس الرئيس الأميركي الاستشاري حول القراءة المالية»، وقرر أوباما إبقاءه بهذا المنصب. ويُذكر أن اللجنة الاستشارية غير حزبية ومطلوب منها تقديم الاستشارة البعيدة عن الانقسامات الحزبية.