كارتر: إسرائيل تعامل الفلسطينيين كالحيوانات

شرطة الحكومة المقالة تنفي إحباط محاولة لاغتياله

الرئيس الاسبق جيمي كارتر مع عدد من الاطفال الفلسطينيين ومن ورائه رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية في غزة، امس (إ. ب. أ)
TT

قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إن «إسرائيل تعامل الفلسطينيين معاملة الحيوانات»، وأدان كارتر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى رفعه والسماح بإدخال المواد الأساسية من أجل إعادة ما تم تدميره خلال الحرب الأخيرة على القطاع. وخلال تفقده المدرسة الأميركية الواقعة شمال القطاع، التي دمرت خلال الحرب الأخيرة، قال كارتر إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية عن قصف المدرسة على اعتبار أنها قصفت بطائرات صنعت في الولايات المتحدة. وأضاف: «جئت إلى المدرسة الأميركية.. التي كانت تعلم أطفالكم.. ويمولها بلدي.. وأرى أنها دمرت عمدا بقنابل أسقطتها طائرات إف 16 المصنوعة في بلدي.. أشعر أنني مسؤول جزئيا.. ولا بد أن يحمل جميع الأميركيين والإسرائيليين نفس المشاعر».

وأبدى كارتر تأثره الشديد إزاء ما حدث، قائلا إنه حبس دموعه عندما رأى الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة. وشدد كارتر على أنه يتوجب على كل الأميركيين والإسرائيليين أن يشعروا بالمسؤولية إزاء الدمار الذي لحق بالمنطقة. ودعا كارتر إسرائيل إلى وقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وخصوصا تلك التي ترتكب ضد الأطفال، مشيرا إلى أنه من بين 11 ألف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال هناك 400 طفل.

وكان كارتر قد التقى في زيارته الثانية للمنطقة برئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية، وبحث معه قضايا كثيرة. وأكد في مؤتمر صحافي معه أنه في غزة لا يمثل حكومة بلاده، وأضاف كارتر أنه بحث مع قادة حماس في غزة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي وتطورات القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن مسؤولي حماس حثوه على الضغط على الإدارة الأميركية لكي تعمل على إنهاء الحصار الإسرائيلي، وتمكين الفلسطينيين الذين دمرت إسرائيل منازلهم ومؤسساتهم خلال الحرب بأن يعيدوا بناءها. وأضاف: «لقد أوضح أوباما رؤية إدارته لحل الصراع، التي تتمثل في إقامة دولتين، وأنا أؤكد على هذا الحل على أساس سلام دائم للمنطقة بأسرها».

ودعا كارتر حركة حماس إلى وضع حد للعنف واحترام الاتفاقات الموقعة والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ووقف إطلاق الصواريخ نحو البلدات الإسرائيلية، وقال إنه يجب إجراء الانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية في موعدها المحدد في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل، مشددا على ضرورة احترام نتائج الديمقراطية. وحمل كارتر رسالة من عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط لقادة الحركة. من ناحية أخرى قال الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني، إن زيارة كارتر «تمثل جزءا من التحولات الإيجابية في التعاطي مع حركة حماس والحكومة في غزة»، مضيفا أن هذه التحولات بدأت كنتيجة مباشرة لصمود الشعب الفلسطيني وتحديه الآلة العسكرية الإسرائيلية. وأكد في بيان أن الفلسطينيين «ينظرون بتقدير جيد إلى هذه الزيارة التي يقوم بها كارتر، لا سيما أنه رجل ذو خبرة سياسية، ومقرب من الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما، وبالتالي بإمكانه حمل رسالة من الحكومة في غزة إلى واشنطن، وهو لا يمثل نفسه، لكنه يمثل الحزب الديمقراطي، فهو شخصية مرموقة فيه».

إلى ذلك نفت شرطة الحكومة المقالة ما ذكرته صحيفة «معاريف» في عددها الصادر أمس إحباط محاولة لاغتيال كارتر في غزة. وقال إسلام شهوان الناطق باسم الشرطة المقالة إن أجهزة الأمن في غزة قامت بإجراء مسح أمني للمنطقة قبل الزيارة، مشددا على عدم العثور على أي نوع من أنواع المتفجرات. وأضاف في تصريح صحافي أن الترتيبات الأمنية للزيارة تجري وفق ما تم التخطيط له مسبقا، مؤكدا أنه لم يحدث أي شيء يمكن أن يعكر الأجواء التي تتم فيها الزيارة.

يذكر أن «معاريف» قد ذكرت أمس أن أجهزة أمنية لحماس وضعت عبوتين ناسفتين على الطريق الذي يصل معبر «ايرز» بمدينة غزة، الذي سلكه الرئيس كارتر.