العفو عن 25 من مطاردي «الأقصى»..والزبيدي يؤكد أن «المالية» قطعت راتبه

مسؤول سابق في «الكتائب»: الخطة الأمنية الأميركية ليست على مقاسي

TT

أكد مصدر أمني فلسطيني، أن الحكومة الإسرائيلية، أبلغت الجانب الفلسطيني خلال اجتماع عقد أول من أمس بقرارها العفو عن 25 عنصرا من كتائب شهداء الأقصى، التابعة لفتح في الضفة الغربية.

ويأتي ذلك في إطار اتفاق سابق تم بموجبه حل كتائب الأقصى، وسحب أسلحتها والانخراط في الأجهزة الأمنية، مقابل وقف ملاحقتهم، لكن عددا من عناصر الكتائب ظل محجوزا لدى الأجهزة الأمنية من دون منحه عفوا.

ويقضي القرار الإسرائيلي بمنح عفو شامل وجزئي لعناصر من الأقصى، وبناء عليه سمح لعدد من عناصر الكتائب بمغادرة مقرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمبيت في البيت، وسمح لآخرين بالتجول بحرية.

ومع ذلك، يشكو مطاردون سابقون في كتائب الأقصى، من إهمال ملفهم، وتركهم محتجزين أو قطع رواتبهم، وقبل أسبوع شرب عناصر الكتائب، «الشامبو» في سجن بنابلس احتجاجا على ظروف احتجازهم.

في السياق ذاته، أوضح النشطاء، أن قيادة منطقة طولكرم تتعامل معهم وكأنهم «مشاغبون» حيث تحتجز، وفي ظروف سيئة، الناشط عيسى الأشقر من بلدة صيدا شمال طولكرم، وتحرمه من الزيارة، وتضعه في غرفة منفردة، على الرغم من حصوله على «عفو جزئي»، وكذلك الحال مع الناشط بكر سنيورة حيث صودر سلاحه من دون مقابل وتم احتجازه في وضع سيئ.

وتحدث مطاردون سابقون من بيت لحم لـ«الشرق الأوسط»، عن استمرار احتجازهم منذ أشهر من دون آفاق للحل، وتحدث آخرون من طولكرم عن قطع رواتبهم وعدم معاملتهم بطريقة لائقة. واتهم أمس زكريا الزبيدي، الذي كان قائد كتائب الأقصى في شمال الضفة الغربية، الرقابة المالية في السلطة بقطع راتبه، منذ 3 أشهر، ردا على طلبه الانتقال إلى وزارة مدنية. وقال الزبيدي لـ«الشرق الأوسط»، إن الرقابة المالية رفضت تنفيذ قرار الرئيس الفلسطيني، ووزارة الأسرى، بتحويله من الكادر العسكري إلى المدني، لكنه أوضح: «وعدوني اليوم (أمس) بحل الإشكالية وسأنتظر».

وعمل الزبيدي في الأمن الوطني، بعد أن سلم سلاحه، ووقع على تعهد بعدم مهاجمة إسرائيل، شأنه شأن عشرات المطاردين. وقال إنه لم يستطع العمل ضمن الخطة الأمنية التي وصفها بـ«الأميركية»، وتابع القول: «الخطة مش على مقاسي.. مش راكبة».

ويعتبر الزبيدي أحد أشهر المطلوبين للسلطات الإسرائيلية سابقا، وأوضح أن العمل عسكريا لم يعد ممكنا في ظل وجود الخطة الأمنية الحالية، وعدم وجود برنامج سياسي واضح. وأضاف: «في زمن أبو عمار (الرئيس الراحل ياسر عرفات) كان هناك برنامج، أما اليوم، فلا».

ويرى الزبيدي أن الخطة الأمنية لن تنجح، من دون خطط سياسية واقتصادية، ولذلك فهو يريد العمل في وزارة مدنية. وهاجم الزبيدي معاملة السلطة لكتائب الأقصى بهذه الطريقة، وقال إنهم إما يخضعون لإملاءات أميركية، وإما يعملون على معاقبة المطاردين، وإما يسعون إلى خلق مشكلات دائمة للمطاردين حتى لا يفكرون في خيارات أخرى. وتحول الزبيدي من مطارد مسلح، إلى مدير لمسرح الحرية بجنين. ويشرف الزبيدي على تدريب أطفال على الأداء المسرحي، ويعتبر ذلك، كما يقول، شكلا آخر من أشكال النضال.