الجزائر: مقاضاة مواطن حاول احتجاز موظفين في القنصلية المغربية

مصادر أمنية: الرجل تصرف احتجاجا على قطعة أرض حدودية

TT

قررت السلطات الجزائرية مقاضاة أحد رعاياها، بسبب احتجاز موظفين في القنصلية المغربية بالجزائر العاصمة أول من أمس. ونفت مصادر أمنية أن يكون سبب الحادثة، رغبة الجزائري في السفر إلى المغرب وإنما يعود إلى نزاع حول أرض تقع قرب الحدود بين البلدين.

وخضع شخص للتحقيق بأمن ولاية الجزائر العاصمة لمدة يومين قبل تقديمه إلى القاضي تمهيدا لمحاكمته بتهمة التعدي على موظفي القنصلية العامة المغربية، الموجودة بحي المرادية بأعالي العاصمة. ونقلت مصادر مطلعة عن الشخص الذي يرمز لاسمه بـ م. ر، قوله للشرطة إنه احتجز موظفي القنصلية بسلاح أبيض «حتى أثير انتباه أعلى السلطات المغربية والجزائرية، إلى الظلم الذي لحق بي بسبب السطو على قطعة أرض ملك لي». وفوجئ موظفو القنصلية المغربية صباح أول من أمس، بشخص دخل إلى مبنى القنصلية طالبا في أول الأمر الاستفسار عن شأن إداري. وذكر مصدر بالقنصلية أن الموظفين، اعتقدوا أنه مغربي يسعى لتسوية مشكلة تتعلق بإقامته في الجزائر. وما هي إلا لحظات حتى أخرج من جيبه خنجرا وأمسك أحد الموظفين من رقبته وهدد بقتله، إن لم ينزل إليه القنصل في الحين ليبلغه شكوى تتصل بقطعة أرض تقع بين مدينة مغنية الجزائرية ومدينة وجدة المغربية. ويزعم الشخص المعني، أن السلطات المغربية ضمت جزءا من أرضه إلى التراب المغربي. وقال وهو يصرخ في وجه الموظفين إنه يملك كل الوثائق التي تثبت ملكيته الأرض التي ورثها عن أجداده، والتي تقع في مكان معزول قريب من الحدود المغلقة منذ 1994.

وقال نفس المصدر إن أجهزة الأمن الجزائرية لما علمت بخبر الاحتجاز، ظنت في بادئ الأمر أن المسألة تتعلق بعملية إرهابية. وقد انتشر رجال الأمن بكثافة في محيط مبنى القنصلية، وخلال تدخل سريع وخاطف داخل المبنى تمكنوا من شل حركة محتجز الموظفين، وتم اقتياده إلى مركز الشرطة. ونفت مصادر أمنية جزائرية بأن الشخص المعني كان يطالب بالذهاب إلى المغرب.

وكانت وكالة الأنباء المغربية الرسمية نقلت عن مصدر مقرب من القنصلية قوله إن المواطن الجزائري اقتحم، مبنى القنصلية، وهدد بالسلاح الأبيض سويسريا كان يوجد بقاعة الانتظار، واحتجزه كرهينة. وأضافت أن هذا الشخص طلب مغادرة التراب الجزائري مرفوقا برهينته في اتجاه المغرب. وذكرت الوكالة، نقلا عن المصدر نفسه، أن سفارة سويسرا في الجزائر أوفدت، إثر إشعارها بالوضع، دبلوماسيا لمساعدة المسؤولين المغاربة في القنصلية، وطمأنة المواطن السويسري الذي يعاني، حسب زوجته الرواندية، من مشاكل في القلب. وتحسبا لتفاقم الوضع، طلبت سفارة المغرب، يضيف المصدر، تدخل السلطات الجزائرية المختصة التي انتقل ممثلون عنها إلى المكان. وبعد فشل محاولات إقناع الشخص المذكور، تحركت وحدة للتدخل السريع وسيطرت على المعني بالأمر الذي أحيل إلى مديرية الأمن الوطني بالجزائر العاصمة للتحقيق معه.