3 نساء يقدن أحزابا ويقتحمن معترك السياسة «الرجالي» في موريتانيا

زعيمة «حواء» لـ«الشرق الأوسط»: كنت وراء إقناع رئيس السنغال بالدخول على خط الأزمة

موريتانيتان تنتظران في مركز اقتراع للتصويت في استفتاء 25 يونيو (حزيران) 2006 (أ.ب) وفي الاطار سهلة بنت أحمد زايد
TT

يحاول الحزب الوطني للإنماء (حواء) في موريتانيا إيجاد موطئ قدم له في ساحة سياسية يشتد التنافس بين مكوناتها بحدة، مع اقتراب أي موسم انتخابي. «حواء» هو أول حزب سياسي تؤسسه امرأة في موريتانيا، هي سهلة بنت أحمد زايد، بعد حزب «الاتحاد من أجل الديمقراطية والوحدة» الذي تقوده الناهة بنت مكناس منذ وفاة مؤسس الحزب والدها حمدي ولد مكناس نهاية تسعينات القرن الماضي، وتحية بنت الحبيب التي تقود هي الأخرى حزب «الأمل» الموريتاني المعروف بـ«أم». واللافت في تسمية الحزب بـ«حواء» هو خروجه عن المألوف في القاموس السياسي، إذ في العادة يختار أصحاب الأحزاب أسماء لأحزابهم لها دلالة سياسية تجذب إليه المنخرطين.

ويرى محلل اجتماعي تحدثت إليه «الشرق الأوسط» أن الدلالة السياسية موجودة في اسم الحزب لما ترمز له «حواء» من بُعد اجتماعي، وكذلك من نمو ديمغرافي. ويؤخذ على حزب بنت أحمد زايد أنه حزب لشريحة معينة، والقانون يمنع تأسيس الأحزاب على أساس الطائفة أو العرق أو اللون.

وقالت بنت أحمد زايد لـ«الشرق الأوسط» إنها أسست حزبها واختارت أن تطلق عليه اسم «الحزب الوطني للإنماء» ليكون اختصاره «حواء»، وهو يهدف أساسا إلى المساهمة في رقي المرأة الموريتانية، وجعلها قادرة على مواكبة الحياة المعاصرة، ومزاحمة الرجال في مختلف الميادين، مع مراعاة التقاليد الاجتماعية، فالمرأة ـ في رأيها ـ يجب أن تلعب دورها السياسي والثقافي والمجتمعي. وتؤكد سهلة أن حزبها لا يهتم بالقضايا الاجتماعية فقط، بل لديه اهتمامات بكل الجوانب وإسهامات في كل القضايا، وخصوصا القضايا السياسية. وتؤكد سهلة بنت أحمد زايد أنها هي التي أقنعت الرئيس السنغالي عبد الله واد في الآونة الأخيرة بالدخول على خط الأزمة السياسية الموريتانية، والقيام بوساطته التي ساهمت في حلحلة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ نحو 10 أشهر. وتنفي سهلة بشدة الاتهامات التي توجّه إلى حزبها بكونه يفرق بين الرجل والمرأة، وتقول إن حزبها يضم شخصيات رجالية يتقلدون مناصب قيادية في الحزب، كالأمين العام والنائب الأول للرئيس.

ويمتاز حزب «حواء» منذ إنشائه نهاية عام 2007 بقربه للخيار الداعم للنظام الحاكم، فمنذ اختارت بنت أحمد زايد دخول المعترك السياسي في بداية التجربة الديمقراطية 1992، انتمت إلى «حزب التجمع من أجل الديمقراطية والوحدة»، وهو أول حزب أنشئ في موريتانيا في عهد التعددية الحزبية، الداعم لنظام الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع. ثم انشقت عن الحزب بعد انقلاب السادس من أغسطس (آب) 2008، لتدعم الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي قاد الانقلاب. ولم يسجل في تاريخها أي انتماء إلى أحزاب المعارضة. وتنحدر بنت أحمد زايد من أسرة صحراوية محافظة، تخرجت من مدرسة تكوين المعلمين، ومارست التدريس في عدة ولايات داخلية من البلاد، مما مكنها من نسج علاقات مع شخصيات شجعتها على تأسيس حزب سياسي تحاول من خلاله أن يكون لها وشريحتها من النساء دور في بلد يتجاوز عدد أحزابه السياسية المرخصة السبعين.