وثائق سرية تكشف أن أبو زبيدة كاد يموت 4 مرات تحت التعذيب

إيطاليا توافق على استقبال 3 معتقلين من غوانتانامو

TT

كشفت جمعية أميركية أمس عن وثائق تثبت أن أبو زبيدة الذي يشتبه الأميركيون بأنه المسؤول عن خلية إرهابية تابعة لـ«القاعدة» «كاد يموت أربع مرات» تحت التعذيب عندما استجوبته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه). وأبو زبيدة هو أول معتقل «مهم» يتعرض لأساليب التحقيق المكثفة التي وافقت عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ومن بينها طريقة الإيهام بالغرق التي يعتبرها الناقدون تعذيبا.

وفي صفعة أخرى لمزاعم المسؤولين في إدارة بوش السابقة، بأن التحقيقات القاسية أثمرت عن الحصول على معلومات استخباراتية، قال خالد شيخ محمد المشتبه بضلوعه في الإرهاب في محكمة عسكرية أقيمت في معتقل غوانتانامو في عام 2007، إنه أمد المحققين بمعلومات خاطئة أثناء تعذيبه.

وقال بلغة إنجليزية ركيكة في وصفه جلسة تحقيق وجه إليه خلالها سؤال حول موقع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن «كنت أخترع القصص». وحصلت الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات العامة من القضاء على قرار يرغم السي آي ايه على نشر وثائق يروي فيها معتقلون «مهمون» الاستجوابات التي جرت معهم في السجون السرية التابعة للوكالة، ونقلوا إليها قبل وصولهم إلى غوانتانامو في عهد إدارة بوش. ولم يسمح للمحامين أو عامة الناس بحضور تلك جلسات الاستماع. وقالت الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات العامة في بيان «في الصيغ السابقة المنشورة حول هذه الوثائق، شطبت وكالة المخابرات المركزية الأميركية كل إشارة تتعلق بسوء المعاملة» موضحة أن بعض المقاطع لا تزال سوداء بفعل الشطب في الوثائق التي نشرت الاثنين. وقال أبو زبيدة «بعد أشهر من الآلام والتعذيب الجسدي والذهني لم يكترثوا للجروح التي سببوها لي في العين والمعدة والمثانة والفخذ الأيسر والأعضاء التناسلية. وهم لم يبالوا بأني كدت أن أموت جراء هذه الجروح وأن الأطباء قالوا لي إني كدت أن أموت أربع مرات». وأضاف: «كانوا يقولون: هذه مذكراتك.. أنت تريد أن تشن عمليات ضد أميركا. وكنت أقول لا الفكرة مختلفة. كانوا يقولون لا ثم يعذبونني. وكنت أقول حسنا، ما تقولونه صحيح. كنت أقرر شن عملية».

أما ماجد خان المواطن الأميركي الوحيد من بين المعتقلين «المهمين» المحتجزين في غوانتانامو، حيث يحتجز نحو 230 سجينا، فقال كذلك إنه تعرض للتعذيب. وأوضح «في النهاية أي معلومات غير سرية لديكم هي من خلال وكالات عذبتني جسديا وعقليا». ودعا بن ويزنر أحد أعضاء الجمعية الأميركية للدفاع عن الحريات العامة، إدارة الرئيس أوباما إلى الإفراج عن وثائق تتعلق ببرنامج السي آي ايه للاحتجاز، وقال إن الجماعة الحقوقية ستعود إلى المحكمة للسعي من أجل إزالة السرية عن الوثائق. ومن جهة أخرى، وافقت إيطاليا على استقبال ثلاثة من المعتقلين في سجن غوانتانامو، بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. وقال أوباما إثر المحادثات مع برلسكوني في البيت الأبيض «شكرت رئيس الوزراء على دعمه لسياستنا الرامية إلى إغلاق غوانتانامو. إنه ليس مجرد كلام. فقد وافقت إيطاليا على استقبال ثلاثة معتقلين محددين». ولم تكشف أي تفاصيل عن هويات هؤلاء المعتقلين.

والتقى أوباما وبرلسكوني لإجراء محادثات حول قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في إيطاليا الشهر المقبل، غداة إقرار الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع واشنطن حول نقل معتقلين في غوانتانامو إلى أوروبا.

ويقضي الاتفاق الذي أقره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن استقبال أي معتقل، قرار فردي لكل من الحكومات الأوروبية. وينص الإعلان المشترك المتعلق بهذا الاتفاق على أن «المسؤولية الأولى في اغلاق غوانتانامو والعثور على مقر إقامة للمعتقلين السابقين تقع على عاتق الولايات المتحدة».