الجيش الباكستاني يتلقى الأوامر ببدء هجوم واسع على المناطق القبلية للقضاء على طالبان

روسيا وباكستان وأفغانستان تدعو لتعاون إقليمي أقوى ضد الإرهاب

رجال شرطة باكستانيون يقفون أمام مركز للشرطة، نفذ عناصر من «طالبان» اعتداء عليه في بلدة ماردان (أ.ف.ب)
TT

أعلن الجيش الباكستاني أمس أنه تلقى أمرا رسميا بشن هجوم واسع على المناطق القبلية في المنطقة الشمالية الغربية ضد طالبان بقيادة بيت الله محسود المتحالف مع القاعدة، في وقت دعت فيه روسيا وباكستان وأفغانستان إلى تعاون إقليمي أقوى في قتال تمرد طالبان في أفغانستان.

وكان الجنود قد بدأوا بقصف بعض مواقع طالبان قبل أيام، وخصوصا في جنوب وزيرستان معقل محسود، وفي إقليمي مهمند وبغاور القبليين المحاذيين للحدود مع أفغانستان، حيث تعتقد واشنطن أن القاعدة أعادت تنظيم صفوفها. وجاء إعلان الجيش الباكستاني بدأه هجوما واسعا عقب تأكيد الحكومة قبل يومين أنها تشن «هجوما حاسما» يستهدف «القضاء» على متمردي طالبان، وخصوصا من هم بقيادة بيت الله محسود الذي يعتبر مسؤولا عن سلسلة اعتداءات أسفرت عن نحو ألفي قتيل في كل أنحاء أفغانستان في أقل من عامين. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال اثار عباس للصحافيين إن «الحكومة اتخذت قرارا مبدئيا بشن عملية عسكرية على بيت الله محسود وشبكته». وأضاف أن «الجيش تلقى أمرا بالبدء بهذه العملية. إننا في صدد اتخاذ الخطوات والتدابير الضرورية» لهذا الأمر. لكن وزير الإعلام قمر الزمان كايرا أعلن أن «العملية لم تبدأ رسميا بعد».

وتواصلت أمس العملية التي بدأت في نهاية أبريل (نيسان) لطرد طالبان من وادي سوات ومحيطه خارج المناطق القبلية، وقتل 13 متمردا خلال 24 ساعة بحسب الجيش. وفي موازاة ذلك، دعت روسيا وباكستان وأفغانستان إلى تعاون إقليمي أقوى في قتال تمرد طالبان في أفغانستان. وقال الرئيس الباكستاني في بداية اجتماع للزعماء الثلاثة على هامش مؤتمر إقليمي في مدينة يكاترينبرغ الروسية بجبال الأورال: «أعتقد أن الشيء المفقود في هذه الحرب.. هو عدم مشاركة الجيران.. عدم مشاركة المنطقة». ومن جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف: «إذا تمكنا من التوصل إلى آلية ثلاثية الأطراف عملية وفعالة، فإنها ستعود بالنفع على دولنا وستساعد في حل المهام التي نواجهها». وقال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي: «أنا متأكد أن هذه الخطوة المبدئية ستقربنا من توسيع العلاقات فيما بيننا.. وقتال فعال ضد الإرهاب». وقبل المحادثات الثلاثية الأطراف اجتمع ميدفيديف مع كرزاي وزرداري كل على حدة. وأبلغ ميدفيديف الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري استعداد روسيا التعاون مع باكستان في جميع المجالات «للقتال ضد الإرهاب».

وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون لدول آسيا الوسطى والقوى المجاورة التي تستضيفها روسيا، التقى رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ بالرئيس الباكستاني، وقال سينغ إن أراضي باكستان يجب ألا تستخدم في الإرهاب. وعقب اللقاء، أعلن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن كبار مسؤولي وزارة الخارجية في الهند وباكستان سيلتقون قريبا، وأن زعماءهم السياسيين سيستكملون ذلك بجولة من المحادثات. والتقى سينغ وزرداري لأول مرة منذ الهجمات التي وقعت على مدينة مومباي الهندية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال سينغ خلال لقائهما أمس: «أنا سعيد بلقائك لكني مفوض بأن أبلغك بأن أراضي باكستان يجب ألا تستخدم في الإرهاب». وقال قرشي لوكالة «رويترز» إن الجانبين اتفقا على أن يجتمع قريبا وكيلا وزارة الخارجية، وسيتبادل الاثنان المعلومات الجديدة ووجهات النظر بشأن قضية الإرهاب. وأضاف: «على ضوء هذه المحادثات ستلتقي القيادة السياسية للبلدين في شرم الشيخ»، مشيرا إلى اجتماع دول حركة عدم الانحياز الذي يعقد في المنتجع المصري في منتصف يوليو (تموز) المقبل.

ودعا رئيس الوزراء الهندي إلى التعاون الإقليمي في مواجهة الإرهاب وغيره من التهديدات الأمنية، وذلك قبيل لقائه مع الرئيس الباكستاني. ووجه سينغ هذه الدعوة في كلمة أعدها للقمة. وقال في النص المكتوب للخطاب الذي وزع على الصحافيين: «شبح الإرهاب والأفكار المتطرفة والاتجار في المخدرات تسيطر على منطقتنا. جرائم الإرهاب التي ترتكب اليوم عابرة للحدود». وأضاف: «من المهم أن نتعاون بشكل حقيقي مع بعضنا البعض وعلى مستوى العالم لهزيمة الإرهاب الدولي إلى الأبد».