أرجأت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة المصري في جلستها أمس «الثلاثاء» دعوى قضائية تطالب بوقف بث قناة «العالم» الفضائية الإيرانية من القمر الصناعي المصري «نايل سات»، وإلغاء ترخيص بثها، وذلك لجلسة 12 يوليو (تموز) القادم إلى حين تقديم الحكومة المصرية لمستنداتها، واتهمت الدعوى القناة بالسخرية والتحريض والتهجم على الرموز المصرية ورئيس الدولة فيما أعلن مراسلها في القاهرة أن نشاطه مجمَّد لمدة شهر، متوقعا حدوث انفراجة بعد زيارة أحمدي نجاد للقاهرة الشهر المقبل، لافتا إلى أن الدعوى تخاصم الحريات وتكيل اتهامات غير صحيحة.
وكان الدكتور سمير صبري المحامي قد اتهم قناة «العالم» الإيرانية بسبّ الساسة المصريين والحكومة المصرية ورجال القضاء المصري وعلى رأسهم النائب العام المستشار عبد المجيد محمود. وأشار صبري في دعواه إلى أن «القناة الإيرانية المذكورة شنت مؤخرا حملة وهجوما حادا، بإيعاز من طهران، دعت فيها إلى إحداث انقلاب في مصر على النظام، واختصت النائب العام بهجومها حيث نشرت على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت مقالا مجهول المصدر ادعى أن المستشار عبد المجيد محمود اتهم حزب الله ظلما بالتخطيط لشن عمليات عدائية على الأراضي المصرية، وأنه قام بذلك هروبا من اتهام الحكومة المصرية بالمساعدة في حصار غزة».
وأضاف صبري في دعواه أن المقال حوى اتهامات ظالمة ومجحفة في حق النائب العام، منها أنه يحاول التأثير في الانتخابات البرلمانية في لبنان لصالح التكتلات السياسية اللبنانية المناوئة لحزب الله، فضلا عن إساءته إلى القضاء المصري ككل وتشكيكه في حياديته ونزاهته المعروفين عالميا.
وأوضح رافع الدعوى أن «ممارسات القناة تلك تأتي ضمن سلسلة من الأفعال الاستفزازية الإيرانية ضد مصر، وكل ما هو مصري، وأطماع طهران وأهدافها في المنطقة التي تتلخص في رغبتها في فرض سيطرتها على الخليج، وتفرقة الفلسطينيين إلي جبهات ومحاور متصارعة ورهن القضية الفلسطينية بأكملها لصالح الملف النووي الإيراني»، معتبرا أن طهران تهدد الأمن القومي العربي.
من جانبه رفض أحمد السيوفي مدير قناة مكتب قناة «العالم» الإيرانية في القاهرة الاتهامات التي استندت إليها الدعوى، ووصفها بغير الصحيحة وغير الدقيقة، لافتا إلى أنه «في حالة صحتها فهي أشياء مرفوضة، ولا أعرف المصادر التي استند إليها رافع الدعوى».
واعتبر مراسل «العالم» في القاهرة الدعوى القضائية التي تطالب بإغلاقها تخاصم الحريات، ولا تلائم العصر، وترغب في العودة إلى عصور الظلام.
وقال السيوفي لـ«الشرق الأوسط» إن مكتب القناة في القاهرة مجمد لمدة شهر، إلى حين هدوء أجواء التوتر السائدة الآن بين مصر وإيران، وتوقع حدوث انفراج في العلاقات بعد قبول الرئيس أحمدي نجاد دعوة الرئيس مبارك له لحضور قمة عدم الانحياز في القاهرة الشهر المقبل.