الإعلام الأميركي ينشغل بتغطية موقف أوباما تجاه طهران.. ونقل صور المتظاهرين

الصحافة البريطانية تحدثت عن «سرقة الانتخابات الإيرانية».. وتصف مواجهات الاثنين بـ«يوم القدر»

مصور صحافي اجنبي يتابع الاحداث على شاشة التلفاز بغرفته باحد الفنادق بعد منعم من متابعتها على الطبيعة (أ.ف.ب)
TT

بعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات الإيرانية والجدل القائم حولها، لا تزال وسائل الإعلام الأميركية منشغلة بإيران، لكنها أخذت تركز بشكل أكبر على سياسة الإدارة الأميركية تجاه النظام الإيراني، بالإضافة إلى تأثير الإعلام الجديد في تحريك الشارع الإيراني. وفي لندن هيمن الموضوع نفسه على الصحف البريطانية التي توليه اهتماما بارزا وأفردت له مساحات واسعة بالخبر والتعليق والصور.

وركزت البرامج الإخبارية التلفزيونية والصحف الأميركية صباح أمس على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول إيران وقوله «إن على الإيرانيين أن يقرروا من يقود إيران، نحن نحترم السيادة الإيرانية ونريد أن نتجنب جعل الولايات المتحدة هي القضية داخل إيران». واستضافت قناة «ان بي سي» النائب الجمهوري جون ماكين الذي انتقد موقف أوباما، بينما استعانت كل من «اي بي سي» و«سي ان ان» بمراسليها على الأرض للحديث عن التطورات في إيران من خلال الاتصالات الهاتفية بعد منع الصحافيين الأجانب من تصوير الأحداث، بالإضافة إلى محللين لبحث السياسة الأميركية الخارجية.

وبينما حملت كبرى الصحف الأميركية، من «نيويورك تايمز» إلى «يو اس أي توداي»، صورا للمتظاهرين الإيرانيين على صفحاتها الرئيسية لليوم الثالث على التوالي، طالب الكاتب المحافظ جونا غولدبرغ في مقالة في صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أوباما بأن «يتخذ جانب الديمقراطية». وأضاف: «يجب ألا نقصف إيران أو نغزوها.. ولكن ربما تستطيع أن ترفع أصبعا من أجل الديمقراطية»، منتقدا بشدة نهج الرئيس الأميركي بأن «ما تعرضه أقل بكثير من، فقط، الكلمات». وعرض المحلل السياسي والكاتب في صحيفة «واشنطن بوست» هاورد كيرتز تحليلا للمعضلة التي تواجه أوباما، قائلا: «نفوذنا مع إيران محدود، وهو ظاهر في عدم قدرة الغرب على وقف برنامجها النووي.. ولكن هل ستفقد الولايات المتحدة ما لها من تأثير صغير (على إيران) إذا انتقد أوباما الانتخابات وبقي أحمدي نجاد في السلطة؟». لكنه أردف قائلا: «من الناحية الأخرى، هل يمكن لرئيس يتحدث عن مثاليات الديمقراطية أن يبقى صامتا خلال ثورة شعبية حول انتخابات تثير شكوك عالية في دولة شرق أوسطية رئيسية؟». والرأي الأخير هو رأي صحيفة «وال ستريت جورنال» النافذة، التي قالت إن «المسؤولية الأخلاقية على إدارة أوباما»، مضيفة أن «الانتخابات يجب أن تدفع الرئيس أوباما لإعادة التفكير في عمله من أجل اتفاق كبير مع إيران حول الملف النووي، على الرغم من أن المؤشرات الأولية تظهر أنه سيحاول ذلك على كل حال». وخلصت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن «في إيران اليوم، انتخابات مزيفة قوبلت بثورة مفتوحة. هذا أمر يحتاج إلى شجاعة كبيرة. على دول العالم الحرة أن تكون شجاعة في الرد بشكل أفضل من سياسة مزيفة في التعامل بطيبة مع نظام غير شرعي». ومن جهته، قال الكاتب روس دوثات في صحيفة «نيويورك تايمز» إن «الطلاب في إيران يتظاهرون من أجل الديمقراطية وينادون من أجل أوباما»، متوقعا أن الأزمة المالية الخانقة في إيران هي التي ستهد النظام الحالي.

وحملت المواقع الإلكترونية لكبرى الصحف والمجلات مثل «تايم» و«نيوزويك» صورا للمتظاهرين وسط طهران، وركز عدد كبير منها على صورة المعارض مير حسين موسوي وسط طهران أمس. وفي لندن، هيمن الموضوع الإيراني على صحف أمس، حيث أفردت له مساحات واسعة بالخبر والتعليق والصور.. وتحدثت صحيفة «الإندبندنت» عن المظاهرات التي خرجت أول من أمس ووصفته بـ«يوم القدر». فيما أشارت «الغارديان» إلى «سرقة الانتخابات»، في إشارة إلى الحديث عن التزوير الذي شابها.

وقال صحيفة «الإندبندنت» إن إيران «لم تعرف منذ الثورة عام 1979 مثل هذه التجمعات الحاشدة التي اتسمت بالشجاعة نظرا لمعرفة المحتجين بمقتل خمسة في حرم جامعة طهران بوحشية على أيدي ميليشيا الباسيدج». ونقلت هتافات المتظاهرين الذين قالوا «دبابات، بنادق، باسيدج، لم يعد لكل ذلك تأثير الآن». وفيما كانت المروحيات تحلق فوقهم رددوا هتاف «أين صوتي؟». وكتب روبرت فيسك في «الإندبندنت» يقول: «إن السير وسط هذا الطوفان البشري الهائل خلق حالة من الشجاعة واللامبالاة إزاء الخوف، فمن يجرؤ على مهاجمتهم؟ أية حكومة يمكن أن تنكر حشدا بهذا الحجم والتصميم؟ إنها أسئلة خطرة». ومضى يكتب: «جلست مع بعض من هؤلاء الشباب المحتجين على الحشائش، حيث تساءلوا عما إذا كان المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي سيفهم ما يحدث في إيران؟ وعندما نظروا إليّ أجبتهم قائلا لا تسألوا أجنبيا فأنا لست واثقا من أن آباء ثورة عام 1979 سينظرون بعطف إلى مطلب الحرية». وقالت «الإندبندنت»: «حقيقة أن خامنئي وافق على إجراء تحقيق في نتائج الانتخابات، ولكن أحمدي نجاد رجل صارم يعيش في مناخ ملالي صارم».

وتقول «الغارديان» إن الاحتجاجات أخذت منحى دمويا عندما انطلق الرصاص صوب أنصار المرشح المهزوم مير حسين موسوي. وأشارت إلى مشاركة مئات الآلاف في المظاهرات احتجاجا على «سرقة» الانتخابات، وقد ردد المتظاهرون هتافات «نؤيدك يا موسوي، نموت ونستعيد أصواتنا». وأشارت الصحيفة إلى إصدار خامنئي أمر التحقيق في نتائج الانتخابات، ونسبت إلى مصادر دبلوماسية القول إن ذلك لا يعد تحولا في موقف المرشد الأعلى الذي حذر موسوي بأن عليه اللجوء إلى الوسائل «القانونية» فقط للاعتراض على النتيجة. كما أشارت «الغارديان» إلى ورود أنباء من سائر المدن الإيرانية مثل أصفهان والأهواز وزاهدان ويزد ومشهد، حيث اعتلى الناس أسطح المنازل ورددوا «الله أكبر» تأييدا لمظاهرات طهران. من جانبها، تساءلت صحيفة «التايمز»: كيف يمكن مساعدة الإصلاحيين في إيران؟ وأجابت عن هذا السؤال قائلة: «بنشر المعلومات أولا بأول عما يحدث هناك، وإن لم يكن ذلك قد أسقط أنظمة مثل حكومة بورما، لكنها أبقت زعيمة المعارضة أونج سان سوتشي حاضرة في أذهاننا وصحفنا». وأضافت الصحيفة: «كما أن هناك استخدام التكنولوجيا في الاتصال بالإيرانيين، وقد تواصل حاليا كثير من المدونين الإيرانيين مع المواقع الإخبارية البريطانية». وأشارت «التايمز» إلى استخدام مواقع مثل «فيسبوك» و«تويتر» على الإنترنت، منوهة بأحد المشاركين على «تويتر» الذي كتب يقول: «إنني ذاهب إلى المظاهرة فالأمر يستحق المخاطرة، ولن أستطيع القيام بالتحديث حتى أعود، أشكركم جميعا وتمنوا لنا حظا طيبا».