مسؤول في البرلمان العربي يثير جدلا بعد اعتباره الثورة الإيرانية نموذجا يحتذى

النائب السعيدي لـ«الشرق الأوسط»: إذا كان هذا هو موقف الاتحاد البرلماني العربي فهذه «كارثة»

TT

تسببت تصريحات أدلى بها رئيس اللجنة السياسية والخارجية في البرلمان العربي، أشاد فيها بالثورة الإيرانية وأنها «نموذج يستحق الإشادة»، وكذلك تأييده لإعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد، في رفع مذكرة احتجاجية إلى الاتحاد البرلماني العربي من قبل برلماني بحريني، يحتج فيها على هذه التصريحات «غير المسؤولة»، ومطالبا بتحديد موقف البرلمان العربي من هذه التصريحات.

وكشف أمس النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالبرلمان البحريني عن قيامه بإرسال مذكرة احتجاج على تصريحات رئيس اللجنة السياسية والخارجية في الاتحاد البرلماني العربي محمد أبو هديب التي اعتبر فيها أبو هديب الثورة الإيرانية نموذجا يستحق الاحتذاء به.

وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» قال النائب السعيدي إن هذه التصريحات تكون مقبولة إذا كانت تعبر عن وجهة النظر الشخصية للنائب الأردني، «أما إذا كان يتحدث باسم البرلمان العربي باعتباره الثورة الإيرانية نموذجا لنا، فهذه كارثة ومأساة، ولنا تصرف آخر سنقوم به في حينه، باعتبار أن هذا الموقف يسيء لنا جميعا كبرلمانيين عرب، بل وشعوب عربية».

ويشير السعيدي إلى أن التصريحات لم تتوقف على مديح التجربة الإيرانية ووصفها بالنموذج الذي يستحق الإشادة، «بل تعدى الأمر إلى أن المسؤول الكبير في البرلمان العربي يؤيد نظام الرئيس نجاد، ونحن نعرف أيما معرفة أن سياسات الرئيس نجاد على وجه الخصوص كانت هي الأكثر عدائية واستفزازية لدول الخليج، والدول العربية عامة، فكيف يأتي أبو هديب ليؤيد نظاما إيرانيا لم نر منه خيرا أبدا».

وكان رئيس اللجنة السياسية والخارجية في البرلمان العربي النائب الأردني محمد أبو هديب قد أدلى بتصريحات لقناة العالم الإخبارية الإيرانية، قال فيها إن الانتخابات الأخيرة في إيران «دليل واضح على أن الشعب الإيراني متفهم للعملية الديمقراطية ومقتنع بخياراتها، ويريد أن يشارك في صنع القرار ويحدد سياسات دولته»، معتبرا أن المشاركة الكبيرة للناخبين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت «بمثابة استفتاء على مسيرة الثورة الإسلامية منذ بدايتها حتى اليوم». وأضاف أبو هديب، في تصريحاته التي سمته رئيس اللجنة السياسية والخارجية في البرلمان العربي، أن الشعب الإيراني «أثبت بالدليل القاطع أن خياراته هي على الخط الذي يقوده الرئيس احمدي نجاد وأن هذا هو الخيار الأسلم للبلاد». مؤكدا «أن النموذج الانتخابي الإيراني يمكن أن يحتذى به في المنطقة».

وقال السعيدي في تصريحه «أرسلت خطابا إلى الاتحاد البرلماني العربي احتجاجا على التصريحات التي أطلقها رئيس اللجنة السياسية والخارجية في البرلمان العربي محمد أبو هديب، التي أشاد فيها بالثورة الإيرانية وتأكيداته أنها نموذج يستحق الإشادة والاحتذاء به حيث إنه من الواجب على البرلمان العربي التصريح بوضوح عما إذا كانت هذه التصريحات تمثل البرلمان العربي أم أنها تصريحات شخصية، خصوصا أنها صادرة من شخصية لها مكانتها في هذا البرلمان.

ويقول البرلماني البحريني الشيخ جاسم السعيدي «أستغرب كيف تكون هذه الثورة الخمينية البائسة نموذجا يمكن الاحتذاء به، وهي لم تنجح أساسا في إيران بدلالة الاحتجاجات والصراعات التي نشاهدها يوميا منذ انتهاء الانتخابات، التي خلفت بعدها المظاهرات المليونية التي سئمت الحكم الديكتاتوري وقبضة العمائم المتفرعنة على العباد»، وواصل السعيدي «لا أريد أن أخوض في الشأن الداخلي السياسي الإيراني لأن له خصوصيته، ولكن ما يغيظني هي تصريحات النائب أبو هديب رئيس اللجنة السياسية في الاتحاد البرلماني العربي فكيف يصرح لوسائل الإعلام بأن الثورة الإيرانية نموذج يستحق الإشادة، وهو يعلم أن هذه الثورة قد سببت الكثير من المشاكل والقلاقل في المنطقة، خصوصا منطقة الخليج العربي وأن هذه الثورة تحاول جهات إيرانية خبيثة أن تصدرها علنا للمنطقة، طمعا في هذه المنطقة الحيوية من العالم وأن هذه الثورة هي التي تسببت في احتلال الجزر العربية الإماراتية الثلاث، وأن هذه الثورة هي التي تدعم الإرهابيين في كثير من الدول العربية، وأن هذه الثورة هي التي تزعم بأن البحرين جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن هذه الثورة هي التي تقمع عرب الأحواز وتقمع أهل السنة والجماعة في إيران، وأن هذه الثورة هي التي أدخلت المنطقة في حرب العراق الأولى، وأن هذه الثورة هي التي تهدد أمن واستقرار المنطقة إلى يومنا هذا، وأن هذه الثورة هي التي لا تعترف بالخليج العربي عربيا بل تعتبره فارسيا».

واستغرب السعيدي إشادة رئيس اللجنة السياسية في البرلمان العربي بالثورة الإيرانية «التي لم يجن العرب منها إطلاقا سوى الخراب والدمار والفتنة والقلاقل والتوجس في المنطقة العربية، لذا فإنه لزاما على الاتحاد البرلماني العربي أن يوضح لنا موقفه الرسمي من هذه التصريحات غير المسؤولة، التي أزعجتنا وأزعجت الكثير من البرلمانيين العرب سواء في البحرين أو غيره فمحاولاتنا نحن العرب في تطوير العلاقات مع إيران تبوء بالفشل بسبب التغطرس الإيراني، الذي ما زال يحتل أراضينا العربية الإماراتية التي يجب على جميع البرلمانيين الوقوف صفا واحدا في كل المحافل من أجل أن نقول إن سيادة دولة الإمارات العربية فوق كل اعتبار وثورتكم التي تهدد أمننا غير مقبولة ولن تكون على حسابنا وحساب أمننا».