الناطق باسم الحوثيين: نعد أنفسنا للحرب ولسنا امتدادا لإيران أو حزب الله

قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم أصحاب مشروع ثقافي.. واتهم السلطات بحشد قواتها والتحريض عليهم لدى السعودية

صالح هبرة
TT

اتهم الحوثيون في اليمن السلطات بالتحضير لشن حرب سادسة عليهم في معقلهم الرئيسي بمحافظة صعدة شمالي البلاد. وقال صالح هبرة، الناطق باسم الحوثيين، إن المؤشرات على الاستعداد لهذه الحرب تكمن في توجيه الاتهامات للحوثيين بارتكاب بعض الأعمال كما حدث في قضية خطف الأجانب وكذا في محاكمة دفع من أنصارهم كما هو جار هذه الأيام، حيث تحاكم السلطات قرابة عشر دفع من الحوثيين أمام محاكم أمن الدولة والإرهاب.

وأكد هبرة في تصريحات خاصة لـ «الشرق الأوسط» أنهم وفي ظل استعداد السلطة للحرب من خلال إرسال الحشود العسكرية من مختلف المناطق إلى صعدة، يعدون أنفسهم للحرب أيضا «نحن موقفنا دفاعي دائما» والحشود العسكرية «تعني أننا مستهدفون والسلطة تحاول قتلنا والقضاء علينا ونحاول أن ندافع عن أنفسنا وممتلكاتنا وبيوتنا وأراضينا وهذا حق مكفول لنا شرعيا وقانونيا».

وذكر صالح هبرة أن صعدة تعاني وضعا إنسانيا صعبا وأنها تحت حصار من قبل السلطة يتمثل في نقص المواد الغذائية والإمدادات وغيرها منذ انتهاء الحرب الخامسة في يوليو (تموز) من العام الماضي. واتهم السلطات بالسيطرة على المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية. وقال «السلطة تقوم بتوزيع المساعدات توزيعا سلطويا، من كان معها أعطته ومن كان ضدها ومع الطرف الثاني وهو الأكثر، فهذا يعتبر محروما ولا ينال أي شيء».

وفي الوقت الذي يتردد في الشارع اليمني ومنذ انتهاء الحرب الأخيرة أن الحوثيين يسيطرون على معظم أجزاء محافظة صعدة، فإن الناطق الرسمي باسم الحوثيين يقول إن الدولة تتواجد في أغلب مديريات المحافظة «تواجد يعبر عن سيطرتها» ولكن كجهاز حكومي أمني محدود دون وجود معسكرات للجيش أو بتواجد بسيط للمواقع العسكرية. ويضيف أن «السلطة استهدفت المحافظة بالكامل وبقدر المساحة الكبيرة التي استهدفتها كانت هناك مقاومة من الناس والدفاع عن أنفسهم وحريتهم وقناعاتهم، وإذا لم يكونوا مستعدين سيقضى عليهم».

وقال هبرة أيضا إنهم لم يستهدفوا معسكرات الجيش لمجرد أنها موجودة ولكن «لأنها جاءت تقاتلنا ولذلك قاومناها» وإنهم أيضا لا يهدفون إلى السيطرة على الأرض ولكن «طبيعة المعركة تفرض علينا أن نأخذ هذا الجبل ونترك الآخر، نسيطر على هذه المساحة أو تلك، ليست السيطرة هدفا أو استراتيجية بالنسبة لنا».

وأعرب القيادي في الحركة الحوثية عن تضامن جماعته مع الجنوبيين و«الحراك الجنوبي» ومع المطالب التي يرفعونها وقال إنهم «مظلومون ونهبت أراضيهم، لقد أخذت عليهم دولة.. ألغوها ورموها إلى الشارع» واصفا إياهم بأنهم «ضحوا كثيرا». وتجنب هبرة التعليق على مطالبة الجنوبيين بما يسمونه «فك الارتباط» أو «استعادة الدولة»، وقال «موقفنا هو موقف ما يشعر به هذا المظلوم» و«نحن مع مطالبهم المشروعة ولم يتضح لنا أنهم يطالبون بالانفصال»، مؤكدا أنه عندما يطرح أي موضوع «ويتبناه الشعب الجنوبي بوضوح، سيكون لنا موقف حينها».

واتهم صالح هبرة السلطات اليمنية بالزج بالضباط والجنود الجنوبيين خلال الحروب الخمس الماضية في مقدمة الصفوف على خط النار ليكونوا «كبش فداء في المعارك»، وقال أيضا إن الجنوبيين «كانوا يتعرضون لضربات مكثفة في الحرب بالغلط». ونفى ما يشاع في الشارع اليمني عن وجود اتفاق بين الحوثيين والسلطة على تصفية الجنوبيين من الجيش بالزج بهم في المقدمة في الحرب، وقال «إننا أصلا مستهدفون من الشماليين والجنوبيين ونواجه أي معتد من أي جهة كانت».

وفي سياق حديثه لـ «الشرق الأوسط» أكد القيادي في حركة الحوثي أكثر من مرة على اختلاف «شعب صعدة» عن باقي المحافظات بكونه «مجتمعا محافظا وله عادات وتقاليد مختلفة»، لكنه في الوقت ذاته نفى أن يكون الحوثيون يسعون إلى «الاستقلال أو الانفصال» عن اليمن. وقال إنهم لا يطالبون سوى بالمواطنة الحقيقية وليس «الاستبعاد والامتهان والإهانة والإذلال والتسلط»، واعتبر الأوصاف الآنفة هي مفهوم المواطنة لدى السلطة. وإنهم يطالبون بممارسة نشاطاتهم الدينية والثقافية والتقليدية التي يمارسونها منذ عقود، حسب قوله. مؤكدا أنهم شيعة زيدية «لنا ثوابتنا ولنا مساحتنا وثقافتنا». وأنهم لم يدخلوا شيئا جديدا على المنطقة.

وقلل هبرة مما وصفه بـ«المخاوف السعودية» تجاه وجودهم على حدودها الجنوبية. ونفى أن يكونوا امتدادا لإيران أو حزب الله لمجرد أنهم شيعة. واتهم السلطات اليمنية بأنها تطرح على السعودية أنهم عملاء لإيران وليبيا. وأكد أنهم لا يستهدفون أحدا وأن مشروعهم ثقافي واضح و«لا مبرر لأية مخاوف».