المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي: العراق ليس ضيعة حتى تنفرد به إيران

الموسوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: لا يفترض أن ينتظر العرب إجازة من أحد كي يوجدوا عندنا

علي هادي الموسوي
TT

أبدى علي هادي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي رغبة بلاده الملحة في وجود عربي قوي في العراق، منتقدا ما يتردد حول انفراد إيران ببلاد الرافدين، وقال في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن «العراق ليس ضيعة حتى تنفرد به إيران». كما توقع الموسوي تحسن الوضع الأمني، وأكد أن الانتخابات المقبلة ستشهد أجندات سياسية بعيدة عن الطائفية. وأكد الموسوي أيضا وجود تحول حقيقي مغاير لما يعلمه العالم العربي عن العراق عبر شاشات الفضائيات. وفي ما يلي نص الحديث:

* قلت إن الوضع في العراق تحسن للأفضل وأن الدول العربية غير مطلعة بشكل جيد على ما يجرى في العراق، ما الجديد الذي لا يعرفه العرب؟ - الصورة الموجودة حاليا أن الحرب الطائفية انتهت واليوم يوجد عراق موحد، فعلى سبيل المثال المشاركة السياسية أصبحت ركيزة أساسية للعراق الجديد بدلا من المشاركة الطائفية أو المذهبية، ثانيا العراق يحكم حاليا من الناحية السياسية وليس الطائفية، وسوف تكرس هذا الاتجاه أكثر الانتخابات المقبلة التي سيصوت فيها الشعب للسياسة بعيدا عن الأجندات المذهبية، كما أن الأحزاب التي كان توجهها طائفيا أصبحت توجهاتها الآن سياسية، وبدأت في طرح الخطاب الوطني للعراق الموحد، وفي الانتخابات المقبلة ستمثل قوائم لن يطغى عليها أي لون طائفي.

* هل ستجرى الانتخابات في موعدها نهاية العام الجاري؟ - ستحدد موعدها الحكومة مع مجلس النواب، وستكون على الأرجح ما بين موعدين إما خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) أو نهاية الشهر الأول من عام 2010.

* من الملاحظ وجود اضطرابات في التركيبة الحاكمة للعراق ما هي أسبابها؟ - الخلاف طبيعي؛ لأننا ننتقل من مرحلة الزعيم المرحوم والرئيس المرحوم إلى رئيس سابق وزعيم الحزب السابق، وهذه في مجملها نسميها تغييرا وليست تصفيات.

* تتحدث عن تحسن أمني وقد عانينا في بغداد من الإجراءات الأمنية الأميركية المشددة في المنطقة الخضراء؟ - يوم 30 الجاري سوف تخضع المنطقة الخضراء للأمن العراقي، ويمكن القول إن المنطقة الخضراء ستكون من دون أميركيين وفق الاتفاق الأمني، الذي يقر بالانسحاب من المدن، ثم الانسحاب النهائي من العراق في عام 2011.

* ما تفسيرك لما طرحه رئيس الوزراء نوري المالكي من أنه مع نظام الحكم الرئاسي لأنه أفضل من البرلماني؟ - رئيس الوزراء تحدث عن هذا الموضوع معنا، ورد على سؤال لأحد الإعلاميين بأنه مع النظام الرئاسي وليس البرلماني، وكان يهدف إلى إبراز أهمية النظام الرئاسي، الذي ينهي كل ما هو طائفي في البرلمان، وعندما شكلنا الدستور كان ذلك في ظروف معينة وصعبة، وتأثر التشكيل بالوضع الطائفي السابق، واليوم هناك محاولة للتصحيح وبالتالي فرئيس الوزراء لا يقصد إلغاء البرلمان،لأن أي شيء في البلاد يتم عبر التعديل الدستوري سواء كان تعديلا رئاسيا أم برلمانيا، ولا توجد سلطة أقوى من سلطة البرلمان.

* كيف تفسر لنا مغزى خطوة تصدير الأكراد للنفط؟

- هذا الموضوع حدث فيه نوع من سوء الفهم، والتصدير تم في إطار الدولة المركزية الموحدة، وليس لصالح الأكراد، لأن التصدير صدر من خلال الأنبوب المركزي، الذي تسيطر عليه الدولة، ومورده سيكون للدولة المركزية، وهذا يختلف عن الاتفاقات التي تتم بين الشركات والإقليم للبحث عن النفط.

* يتحدث العراق كثيرا عن أهمية الانفتاح على الدول العربية ثم يتجه إلى عالم آخر، متى يقرن القول بالفعل؟ - العراق منفتح على عالمه العربي بالفعل، وهذا ما نادى به رئيس الوزراء نوري المالكي، وكانت أول زيارة له بعد تسلمه مهامه إلى السعودية ثم إلى مصر وباقي الدول العربية، وكان واضحا في توجهه بالعودة المتبادلة، ولكن الاستجابة العربية لا ترضي طموح العراقيين، والعالم له سفارات في بغداد لكن العرب ما زالوا مترددين، ولا ننكر وجود تقدم في الموقف العربي تجاه العراق، ولكنه محدود وذلك بسبب استماع بعض الدول العربية إلى العراق عبر شخصيات وأحزاب وأفراد وليس للعراق كدولة، وهذه الطريقة قاتلة للعراقيين وللعلاقات العربية العراقية، فالدولة لها تمثيل دبلوماسي ووزارة خارجية، وهذه المؤسسات يجب أن يكون التفهم من خلالها وليس من خلال قنوات فرعية.

* ماذا عن العلاقات بين السعودية والعراق؟ – أولا العراق حريص على علاقات مميزة مع السعودية، وقد أشرت إلى أن أول زيارة لرئيس الوزراء نوري المالكي كانت للمملكة العربية السعودية، ويبدو أن هناك بعض الخلافات التي يمكن تسويتها، وقد أشار المالكي مؤخرا إلى أنه بذل كل ما يستطيع لتحسين العلاقة، ونحن بادرنا كثيرا والآن ننتظر من السعودية أن تبذل جهودا في هذا الصدد؛ لأن العراق يحرص على علاقة مميزة مع كل محيطه العربي، كما يحرص على عدم الدخول في أية محاور كما هو مطروح على الساحة (دول الاعتدال ـ ودول التشدد)، وإنما يرغب في إقامة علاقات سوية وطيبة مع الجميع.

* ولكن ما يقال عن انفراد إيران بالعراق ساهم في عدم عودة العلاقات العربية العراقية إلى وضعها الطبيعي؟ - العراق ليس ضيعة حتى تنفرد بها إيران، ويجب ألا نلقي اللوم على إيران لأنها موجودة في العراق، فمن الأفضل الاقتراب والوجود، ونحن لا نسمح لأحد بأن ينفرد بالعراق وهي موجودة مثل أية دولة أخرى.

* لكن إيران تحرص عبر سياستها على إبعاد العرب عن العراق؟ ولماذا يحتاج الوجود العربي إلى إجازة من إيران، كل العراقيين يرغبون في علاقة مميزة مع العرب.

* ما مدى تأثير فوز محمود أحمدي نجاد بالرئاسة الإيرانية على العراق، وهل سينتهج سياسة جديدة؟ - فوز نجاد في الانتخابات موضوع إيراني داخلي لا شأن لنا به، لكن على إيران أن تطمئن جيرانها بالاعتدال، فملف إيران النووي لا يخص إيران، وإنما المنطقة ككل، التي لا يمكن أن تعيش في توتر، بينما تعيش إيران في حالة استقرار، وبالتالي نحن مع حوار فعال من أجل التوصل إلى نوع من الاتفاق حول كل القضايا المختلف عليها.