رئيس البرلمان العراقي إلى القاهرة قريباً بعد تسمية مصر سفيرها الجديد

السامرائي لـ«الشرق الأوسط» : سنحمل رسالة واضحة

TT

أعلن رئيس البرلمان إياد السامرائي عن زيارة سيقوم بها لمصر خلال الأيام المقبلة، بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره المصري أحمد فتحي سرور؛ لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وإيجاد أرضية مشتركة من التفاهم والتواصل. وبين السامرائي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الزيارة جاءت بناء على دعوة رئيس مجلس الشعب المصري، وأجدها فرصة لتعميق التواصل بيننا وبين الدول العربية وجمهورية مصر»، مؤكدا حرصه على أن «يتشكل الوفد من عدد من الشخصيات البارزة في المجلس، تمثيلا لنسبة لا بأس بها من الكتل السياسية؛ لإعطاء صورة متكاملة عن الوضع العراقي وسنذهب برسالة واضحة، ونحن اليوم في العراق حريصون على مد جسور متينة بيننا وبين جيراننا؛ لإيجاد مصلحة مشتركة بيننا وبينهم».

وأشار السامرائي إلى أن «الوفد ليس وفدا حكوميا، وبالتالي لا نستطيع إبرام اتفاقات أو نذهب لمسائل تنفيذية، لكن يمكن بحث القضايا الأساسية، التي تهم الجانبين، وبالتالي نحاول التعرف بيننا وبين الإخوة في مصر على القضايا، التي هم يهتمون بها، ونحن نطلعهم على القضايا التي نهتم بها وإيجاد أرضية مشتركة من التفاهم، ونحرص على التواصل بعد ذلك، فيكون هذا الجهد البرلماني عنصرا مهما في توثيق العلاقة، وفي إنجاح ما يترتب على ذلك من نشاطات حكومية ونشاطات شعبية ونشاطات اقتصادية».

ويأتي الإعلان عن الزيارة البرلمانية غداة تسمية مصر سفيرها الحالي في زامبيا شريف شاهين سفيرا لدى بغداد. وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير حسام زكى أن السفير المصري الجديد لدى العراق سبق له العمل في عدة سفارات بالخارج، ومنها الرباط وطوكيو وأثينا وبيروت، وأنه خدم في العديد من إدارات الوزارة وله خبرة كبيرة في العمل الدبلوماسي على مدار سبعة وعشرين عاما. وأضاف زكي، أن «تسمية السفير المصري تعد خطوة هامة إلى الأمام في استعادة قوة وحيوية العلاقات بين البلدين الشقيقين»، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه سيجرى خلال الأسابيع المقبلة الدفع بطاقم دبلوماسي وإداري وفني، لبدء العمل في السفارة المصرية في العراق بعد توقف شبه كامل استمر على مدار أربع سنوات؛ خدمة لمصالح المصريين المقيمين وللعمل مع الجانب العراقي على تسهيل وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

وكانت مصر أول دولة عربية تعين سفيراً لها في العراق بعد سقوط نظام حكم صدام حسين، إذ عينت واحداً من دبلوماسييها المرموقين سفيراً لها في بغداد، هو السفير إيهاب الشريف، في شهر يونيو (حزيران) عام 2005، لكن بعد أقل من شهر، وتحديدا في يوم 3 يوليو تم اختطاف السفير الشريف، وأعلنت جماعة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين اختطافه، ويوم 6 يوليو(تموز) أعلنت الجماعة أنها قتلت السفير، وجاء في الرسالة التي تم بثها إلكترونياً على شبكة الإنترنت، الإشارة إلى أنه (الشريف) كان يعمل دبلوماسيا في إسرائيل، وأظهر تسجيل فيديو، إيهاب الشريف معصوب العينين، وهو يذكر هويته ومحل إقامته في مصر.

وصدرت اتهامات مصرية غير رسمية لإيران بالضلوع في الحادث، بهدف إثناء الدول العربية عن إرسال سفراء لها إلى العراق، والانفراد بالساحة العراقية، وتغييب أي وجود عربي في بغداد، لكن إيران استغربت الاتهام المصري، ونفت أي علاقة لها باغتيال الشريف.

بعدها رفضت مصر تعيين سفير لها هناك، لكن الحكومة العراقية سعت حثيثا على مدى السنوات الماضية لإثناء مصر عن قرارها، حتى تم التوصل إلى اتفاق إرسال القاهرة بمقتضاه سفيرها إلى بغداد، حتى صدر القرار أمس، بعد عدة زيارات قامت بها وفود أمنية ودبلوماسية مصرية على العاصمة العراقية.