نصر الله أكد سعيه لفوز المعارضة في الانتخابات وكشف عن «تهيبها» من تسلم الحكم في لبنان

قال إن مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران «عربي ابن عربي»

TT

رأى الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن إيران قادرة على تجاوز الأزمة القائمة، معتبرا أن لا فارق بين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمرشح مير حسين موسوي، ناصحا قوى الأكثرية البرلمانية في لبنان بـ«عدم الخوض في مسألة لا يفهمون بها».وأكد نصر الله أن الحزب لم يتهاون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأنه بذل كل الجهد لفوز المعارضة، معترفا بوجود «تهيب» لدى المعارضة من تسلم الحكم، وإن أكد الاستعداد للقيام بما يلزم لو فازت المعارضة، على الرغم من أنه سبق له أن أكد في إحدى خطبه قبل الانتخابات اللبنانية أن الجهة التي هزمت أعتى قوة عسكرية في الشرق الأوسط قادرة على حكم دولة أكبر بمائة مرة من لبنان. وقال نصر الله في احتفال أقيم لتكريم أعضاء الماكينات الانتخابية للحزب في المناطق اللبنانية: «إن المعارضة منذ البداية كانت تعمل من أجل أن تحصل على الأغلبية، ولم يتحقق ذلك ولم ينجز، لكن طرح سؤال بعد صدور النتائج، وقيل إن حزب الله لم يكن يريد أن تفوز المعارضة لذلك لم يعمل بكل طاقته ولو كان يريد أن تفوز المعارضة لبذل جهودا أكبر، الجواب الواضح هو: كلا هذا غير صحيح على الإطلاق، البعض يتحدث بهذه الطريقة للإيقاع بيننا وبين حلفائنا، وبغض النظر عن الخلفيات فهذا الموضوع غير صحيح نهائيا لأن الحزب بذل كل جهده لتحقيق هذا الهدف» وأضاف: «لا أخفي أننا كنا متهيبين من فوز المعارضة لأن الفوز يعني مواجهة تحديات كبيرة، عندما نفوز نحن نفي بوعودنا لأننا لا نعتبر المسؤولية سلطة وجاها، لكننا لم نكن نخاف من الفوز فنحن نعمل وفق قاعدة تقول إذا تهيبت من شيء فارم بنفسك عليه». وتابع: «عندما ظهرت النتائج لم نهتز لأننا اعتبرنا الانتخابات محطة وليست نهاية الدنيا أو التاريخ، ومن الطبيعي أن يحزن من يبذل جهدا وطنيا كبيرا ولا يحقق هدفه، لكن الحزن ليس إحباطا وتزلزلا للإرادة، نحن لم نهتز لأننا ما زلنا كما كنا وحيث كنا ولم يتغير شيء». وعلى الرغم من أن نصر الله ألزم نفسه «بسقف التهدئة الموجود في البلد» إلا أنه اتهم «الفريق الآخر بالقيام بحملة كبيرة من الاتهامات التي وجهها لكل قوى المعارضة، وليكسب بعض الأصوات لم يكن لديه مشكلة باعتماد التضليل». وانتقد البيان الذي صدر عن البطريرك الماروني نصر الله صفير عشية الانتخابات الذي تحدث عن «مخاطر تتهدد الكيان اللبناني وعروبة لبنان»، وقال: «أنا كمواطن لم أفهم كيف سيهدد الكيان الوطني إذا ربحت المعارضة ولكن لدي تساؤل فغبطته موجود في بكركي منذ الثمانينات وخلال هذه الفترة شهدنا حروبا إسرائيلية ولم أسمعه يوما يتحدث عن تهديد الكيان». وأضاف: «ألم يستدع التهديد الإسرائيلي منذ أكثر من 20 سنة أن يدفع البطريرك للحديث عن تهديد الكيان، وأسأله: هل نحن عرب أم لسنا عربا؟ وثانيا إذا المقصود سورية، فسورية عربية، وقد يكون المقصود في إيران، ولكن الموجود في إيران اليوم هو دين محمد وليس التفريس ومؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي، والخامنئي سيد قرشي ابن فاطمة الزهراء والعرب، وعلى كل قد تكون إيران هي المقصودة، ولكن أحب أن أسمع من غبطته كيف يشكل فوز المعارضة تهديدا للكيان اللبناني» مقترحا «أن نأخذ مخاوف البطريرك بجدية وأن يوقع معنا على مجموعة مقترحات تؤكد عروبة لبنان».

ودعا نصر الله إلى عدم التطرق إلى موضوع ولاية الفقيه واستعماله في النقاش السياسي «لأن موضوع ولاية الفقيه هو جزء من معتقدنا الديني والإساءة إليه إساءة إلى معتقدنا الديني». وقال: « قد لا يكون لولاية الفقيه إجماع ولكنّ هنالك جزءا كبيرا من الشيعة يعتقدون بهذا الأمر فإذا لم تكن المعتقدات موقع إجماع فهذا لا يسقطها عن موقعها، تجنبوا الإساءة لمعتقداتنا وقولوا فينا بالسياسة ما شئتم». ورأى نصر الله أن الانتخابات اللبنانية جرت تحت ترهيب إسرائيلي وأميركي وغربي وعربي وليس تحت ترهيب سلاح حزب الله، وقال: «حكي عن تداعيات فوز المعارضة، تحدث البعض عن حرب إسرائيلية إذا ربحت المعارضة وأن أميركا ستعيد النظر بمساعداتها، فهذا كله كلام قيل، وإذا كان ما قيل في أثناء الانتخابات غير صحيح فسنضم ذلك إلى طواحين الكذب والتضليل وإذا كان صحيحا فهذا يعني أن أميركا والغرب والخارج لا يحترمون إرادة الشعب اللبناني لذلك أرهبوه ليتجه نحو الاتجاه الآخر، وفئة من اللبنانيين تأثرت بهذا الترهيب».

وتطرق نصر الله إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية ناصحا قوى 14 آذار «أن يتركوا موضوع الانتخابات الإيرانية، لأنهم لا يفهمون بها والإمام القائد قال إن المخربين لا ينتمون لأي من المرشحين»، وأضاف: «أين يقترع 85% من الناخبين؟ ففي إيران تم هذا الموضوع، وفي إيران تحدث مشاكل من هذا النوع ولكن بوجود وعي كبير لدى المسؤولين أطمئن أن إيران ستتجاوز هذه المحنة بسهولة إن شاء الله»، مستغربا تصوير الرئيس أحمدي نجاد على أنه من قوى «8 آذار» والمرشح مير حسين موسوي من قوى «14 آذار»، مشددا على عدم وجود فوارق بين المرشحين، ورد الخلاف إلى «أسباب تقنية تتعلق بفرز النتائج».