«الأصالة والمعاصرة»: التحالف مع «العدالة والتنمية» قد يكون جزئيا وليس وطنيا

اقترح منتخبة ضمن لائحته لعمدية مراكش.. وقرر طرد وكيل لائحة تحالف مع آخرين

الدكتور محمد الشيخ بيد الله، أمين عام «الأصالة والمعاصرة»، وبجانبه حسن بنعدي، رئيس المجلس الوطني للحزب خلال المؤتمر الصحافي أمس بالرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

قال محمد الشيخ بيد الله، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إن منتخبيه على صعيد بلديات مدينة مراكش (وسط المغرب)، اقترحوا على ممثلي الأحزاب الفائزة، ترشيح المحامية، فاطمة الزهراء المنصوري، المنتخبة ضمن لائحة حزبه لعمدية مراكش، خلفا لعمر الجزولي، من حزب الاتحاد الدستوري (معارض).

وأعرب بيد الله، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده أمس بالمقر المركزي لحزبه، عن رغبته في أن تحظى المنصوري بثقة جميع الأحزاب السياسية، والمنتخبين بجميع بلديات مراكش. ووصف بيد الله في معرض جوابه على سؤالين لـ «الشرق الأوسط» انتقادات المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (مشارك في الحكومة)، «بالتهجمات» و«الحروب الصغيرة»، التي لن تثني حزبه عن مواصلة مسيرته التي حركت البركة السياسية الآسنة بالمغرب، مشيرا إلى أن التهجمات انطلقت منذ تأسيس الحزب إلى الآن، وهي التي ستلهم حزبه ومنتسبيه، الأمل في تحقيق الاستراتيجية المرسومة في أفق 2012، في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأكد بيد الله أن حزبه قرر عدم إجراء أي تحالف سياسي مع حزب العدالة والتنمية المعارض، ذي المرجعية الإسلامية، على المستوى الوطني، لاختلاف رؤى كل حزب حول أولوية الإصلاحات التي يجب أن تنفذ في المغرب لتحقيق التنمية.

لكن بيد الله، لم يحسم في أمر عقد بعض منتخبيه الفائزين في الانتخابات البلدية، تحالفات مع منتخبي حزب العدالة والتنمية في بعض المدن والأقاليم، من قبيل مدينة سلا المجاورة للرباط، مبرزا أن ذلك يبقى من اختصاص الأمانات الإقليمية لحزبه، مشيرا إلى «أن حزب العدالة والتنمية، حزب محترم يشتغل وفق القوانين، ويحترم الثوابت الوطنية».

وأوضح بيد الله أن حزبه لم يضع أي خطوط حمراء لعقد تحالفات مع باقي الأحزاب السياسية في بعض المدن، وخص بالذكر حزب الاتحاد الاشتراكي، نافيا أن يكون منتخبوه تعرضوا للإقصاء، حينما أجرت مجموعة من الأحزاب بالرباط تحالفا ضم كلا من «الاستقلال»، متزعم الائتلاف الحكومي، و«التجمع الوطني للأحرار»، و«الاتحاد الاشتراكي» المشاركين في الحكومة، و«العدالة والتنمية» المعارض، وبعض منتخبي لائحة حزبه بدائرة اليوسفية بالرباط، قصد انتخاب لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عمدة لمدينة الرباط، خلفا لعمر الجزولي، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية المعارض.

وقال بيد الله بهذا الخصوص: «إن حزبنا لم يتعرض للإقصاء، وكما تعلمون فإن التحالفات تعقد بين أحزاب صباحا، وتفك بعد الظهيرة، لتعاد صياغة خريطة جديدة من التحالفات، مما يجعلنا نشك في أمر حسم العمدية على مستوى الرباط، كوننا نخوض مشاورات مع حزب الاستقلال، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، وآخرين لوجود قواسم مشتركة، وسيكون البقاء للأصلح»، مضيفا أن حزبه قرر طرد إبراهيم الجماني، وكيل لائحة حزبه بدائرة اليوسفية، والفائز بـ 12 مقعدا، لأنه لم يحترم توجيهات الحزب في مجال التنسيق مع منتخبي باقي الأحزاب في الرباط، مؤكدا أنه يحترم الشخص في حد ذاته، لكونه متحدرا من أسرة عريقة ساهمت في الدفاع عن وحدة البلاد.

ونفى بيد الله، أن يكون حزبه تلقى دعما من قبل السلطات الرسمية للفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات البلدية، معلنا، أنه كأمين عام للحزب، رفع 74 شكوى إلى وزير الداخلية المغربي، تهم استعمال بعض المرشحين المنافسين لحزبه، المال العام لشراء الذمم، وممارسة ضغوطات، وتعنيف مرشحي حزبه، من قبل آخرين في مدن مختلفة، واصفا تلك التهجمات بأنها «أخطبوط خطير وإرهابي أضر بالانتخابات في بعض الدوائر»، مشيرا إلى أن فوز حزبه بـ 6037 مقعدا، لم يكن مفاجئا بالنظر إلى احتلاله المرتبة الأولى من حيث عدد الترشيحات المقدمة والتي وصلت إلى نحو 16 ألفا و642.

وقال بيد الله إن المعطيات الأساسية لمنتخبيه أثبتت أن 81 في المائة من الفائزين، هم كوادر جديدة، لم تجرب العمل في البلديات، في حين تم إعادة تجديد الثقة في 16 في المائة من المنتخبين، يوجد ضمنهم 21 في المائة يمارسون مهنة الفلاحة، و20 في المائة أجراء، و9 في المائة تجارا، و1 في المائة من رجال المال والأعمال، كما شكلت النساء 14 في المائة من إجمالي الفائزين.

وبشأن حضور كل من فيصل العرايشي، مدير القطب العمومي للتلفزيون المغربي، بقناتيه الأولى والثانية، والإذاعة الوطنية، وعلي بوزردة، المدير العام لوكالة الأنباء الرسمية إلى مقر حزبه، ليلة الإعلان عن النتائج، قال حسن بن عدي، عضو المكتب الوطني للحزب «إن مجيء العرايشي، وبوزردة، إلى المقر المركزي للأصالة والمعاصرة، لم يكن لدعم الحزب، أو تشجيعا له، ولكن احتفاء بفتح المقر المركزي، حيث وجهت الدعوة لجميع الفعاليات لتدشينه، منهم من حضر ومنهم من تخلف». وكانت صحف مغربية، انتقدت حضور المسؤولين بـ«غير العادي»، كونهما لم يحضرا سهرة نظمتها وزارة الاتصال (الإعلام) ووزارة الداخلية، ليلة الإعلان عن النتائج، كما لم يذهبا لمقر أي حزب سياسي.