مجلس الجالية المغربية ينظم مؤتمرا دوليا حول الإسلام في أوروبا

بوصوف: 4 مساجد للمغاربة في بروكسل أصبحت تتبع المذهب الشيعي

عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج يحذر من انتشار التشيع بين المغاربة في بلجيكا («الشرق الأوسط»)
TT

ينظم «مجلس الجالية المغربية بالخارج» مؤتمرا دوليا، حول موضوع «الإسلام في أوروبا: أي نموذج؟»، يومي 20 و21 من الشهر الجاري، في مدينة الدار البيضاء. وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن المؤتمر يندرج في سياق برنامج علمي متكامل للمجلس، يهدف إلى إعطاء حلول واقتراحات للقضايا والإشكالات التي يطرحها الوجود الإسلامي في الغرب، سواء بالنسبة إلى الجاليات المسلمة أو الدول والمجتمعات المضيفة. وأضاف بوصوف أن المؤتمر الحالي يعتبر الثاني، ضمن سلسلة من المؤتمرات الدولية التي يعتزم المجلس تنظيمها في الموضوع، والتي تم عقد أولها في مدينة فاس، خلال شهر مارس (آذار) الماضي حول موضوع «الإطار القانوني للإسلام في أوروبا».

وأشار بوصوف إلى أن 20 مليون مسلم يعيشون اليوم في أوروبا، ضمنهم 3.5 مليون مغربي، الشيء الذي أصبح يطرح العديد من الإشكاليات سواء بالنسبة إلى الجاليات المسلمة التي تجد نفسها في ظروف غير مألوفة بالنسبة إليها باعتبارها أقلية دينية داخل المجتمعات المضيفة. وقال إن هذه الوضعية تتطلب من الجالية المسلمة بذل جهد من أجل الملاءمة والتأقلم، كما تتطلب معرفة بالقوانين والتنظيمات المحلية لتلك البلدان من أجل تمكن الجاليات المسلمة من الدفاع عن وجودها وحقوقها، خصوصا أمام مظاهر العنصرية والتطرف. كما أصبح وجود مكون إسلامي مهم في المجتمعات الغربية يطرح العديد من الإشكاليات بالنسبة إلى الدول والمجتمعات المضيفة، والتي غالبا ما تسعى إلى تنظيم الجالية المسلمة وإدماجها. إضافة إلى ذلك، أصبحت تطرح على المسلمين العديد من الأسئلة التي يتحتم عليهم الإجابة عنها، من قبيل العلاقة بين الدين والدولة، والمساواة بين الجنسين، والزواج المختلط، وقضايا المرأة والتسامح.

وسيبحث المؤتمر من خلال أربع جلسات عامة مواضيع «جغرافية الإسلام في أوروبا»، و«الإسلام الأوروبي وإشكالية المرجعية»، و«المرجعية والممارسات لدى النساء والشباب المسلمين في أوروبا»، ثم «السياق الأوروبي والنموذج المغربي في التدين»، وذلك بمشاركة خبراء من المغرب وأوروبا وأميركا. وأشار بوصوف، الذي كان يتحدث أول من أمس خلال مؤتمر صحافي في الدار البيضاء، إلى أن المغرب يسعى من خلال هذه المؤتمرات إلى فتح حوار مع البلدان الغربية، وتوجيه مجموعة من الرسائل، بهدف رفع كل التباس حول العلاقات بين المغرب وجاليته القاطنة في الخارج، مبرزا أن الفكرة الأساسية التي يرغب المغرب في تمريرها هي أن الارتباط بين الجالية المغربية وبلدها الأصلي هو ارتباط عاطفي ووجداني، ويدخل استمرار ولائها في بلاد المهجر في هذا الإطار من حيث هو ولاء عاطفي.

كما أشار بوصوف إلى أن المغرب يسعى للحفاظ على خصوصية النموذج المغربي المرتكز على المذهب المالكي والفقه الأشعري والتصوف السني، وذلك في مواجهة بعض التيارات الأخرى للجالية المغربية في الخارج ومخاطر امتداد ذلك الغزو إلى الداخل. وذكر أن أربعة مساجد كبيرة للجالية المغربية في مدينة بروكسل أصبحت تتبع المذهب الشيعي.