مظاهرات يهودية في القدس تطالب بإقالة وزير إسرائيلي وصف العرب بالوساخة

TT

شهدت مدينة القدس، أمس، مظاهرة يهودية ضد تصريح عنصري أدلى به وزير الأمن الداخلي إسحق أهرونوفتش ضد المواطنين العرب. فطالب المتظاهرون اليهود بعزل هذا الوزير فورا.

وكان الوزير أهرونوفتش، وهو من حزب «إسرائيل بيتنا» وقائد سابق كبير في الشرطة، قد قام بجولة تفقدية في المحطة المركزية القديمة في تل أبيب التي تُعتبر وكرا للمخدرات والدعارة، وعرض عليه أحد العملاء السريين من أفراد الشرطة في المنطقة، وقال العميل السري الذي كان يلبس ثيابا غير نظيفة للوزير معتذرا: «أبدو قذرا بعض الشيء، فأنا أتخفى بلباس عربية، ولم يكن لدي الوقت لأبدل ثيابي». فرد عليه الوزير: «يا وسخ، أنت تبدو كعربوش حقيقي». وعربوش هي التصغير العبري لكلمة «عربي»، تقال على وزن «عخبيش» وتعني «فرخ الفأر» بالعبرية، وهي شتيمة تُستخدم في العالم السفلي في إسرائيل.

ومع نشر الخبر خرج قادة الأحزاب العربية الوطنية في إسرائيل بحملة احتجاج. وانتقده العديد من الكتاب والصحافيين والسياسيين من أنصار السلام. فأصدر الوزير بيانا اعتذر فيه عن هذه الكلمة وقال إنه لم يكن يقصد المساس بالعرب وإنه بعيد جدا عن المفاهيم العنصرية. ولكن الحملة ضده لم تهدأ، وارتفعت أكثر وأكثر المطالبة بإقالته. وقال النائب حايم أورون رئيس حزب «ميرتس» إنه لو كانت إسرائيل دولة سليمة لما كانت هناك حاجة إلى الاحتجاج ولكان الوزير أهرونوفتش استقال وحده.

وفي المقابل خرج قادة أحزاب اليمين المتطرف ومجموعة من قادة الشرطة السابقين يدافعون عن أهرونوفتش على طريقة «جاء ليكحلها فأعماها». فقال المفتش العام الأسبق للشرطة أساف حيفتس إن «كلمة (عربوش) ليست عنصرية ضد العرب إنما أصبحت لغوا في أفواه كل أفراد الشرطة. فعندما تريد أن تصف شخصا ما بالعفن والوساخة تقول له عربوش، من دون أن تقصد المساس بالعرب، وهناك من يردد هذه الكلمة دون أن يفهم أصل الكلمة وعلاقتها بالعرب».

وزاد هذا التصريح من غضب النواب العرب، الذي رأوا فيه تأكيدا على أن العنصرية تتجذر في المجتمع الإسرائيلي وأن التعابير العنصرية تقال دون وازع. وهذا يزيد الطين بلة. وقال النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، إنه لا يقبل القول إن هذه مجرد زلة لسان، إنما تدل على أن العنصرية تضرب بجذورها العميقة في المجتمع الإسرائيلي وباتت سلاحا بأيدي الوزراء يتباهون بها ويتوقعون جرف أصوات انتخابية إذا أطلقوها.

وقال النائب جمال زحالقة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي إن «الحكومة الإسرائيلية لم تعد قادرة على التستر على عنصريتها، وها هو وزير شرطتها يتفوه بكلمات عنصرية مهينة للعرب، وهو لا يمثل فقط حزبه الفاشي (إسرائيل بيتنا)، بل الحكومة الإسرائيلية بأسرها». وأضاف زحالقة: «هذه الكلمات تترجم إلى سياسات تتبعها المؤسسة الإسرائيلية وبالأخص الشرطة التي يتولى هذا الوزير مسؤوليتها». وأوضح: «نحن في مواجهة مفتوحة مع العنصرية الإسرائيلية، التي لم تعد تلبس أقنعة التمويه كما في السابق».

يُذكر أن كلمة «عربوش» استُخدمت قبل ثلاث سنوات في بيان رسمي من الشرطة إلى الصحف الإسرائيلية، حيث قالت إن «15 ألف عربوش وصلوا إلى مظاهرة في أم الفحم». وفي حينه هبّت عاصفة من الاحتجاج لدى فلسطينيي 48، فقرر مفتش الشرطة العام نقل الضابط من مقر عمله المحاط بالعرب.