محققو حادث تحطم طائرة «إير فرانس» في سباق مع الزمن

حادث تحطم «الإيرباص» شديد الكلفة على شركات التأمين

TT

حادث تحطم طائرة «إير فرانس» في المحيط، وعلى متنها 228 شخصا، سيكون مكلفا جدا لشركات التأمين ولصناعة الطيران المدني ككل، حسبما يرى محللون وخبراء تأمين.

يقول باتريك دي لا مورينيه نائب المدير التنفيذي لشركة «أكسا كوربوريت سولوشنز»، إحدى الشركات التابعة لشركة أكسا، كبري شركات التأمين التي تغطي 12.5% من تأمين الطائرة «إنه حادث هائل بالنسبة إلى سوق التأمين في مجال الطيران المدني». وصرح ستيفن ريلي المدير التنفيذي لمجموعة «جلوبال ايروسبيس اندررايتنج مانجرز» التي تغطي 7.5 في المائة من تأمين الطائرة «من الواضح أنها ستكون قضية كبرى، بناء على عدد الركاب». وتشارك نحو 15 شركة تأمين دولية في تغطية الحادث، منها اليانز، والمجموعة الدولية الأميركية «إيه آي جي». وقال ريلي «إن كلفة الحادث ستكون ـ في الغالب ـ الأكبر لحادث طيران منذ تحطم طائرة شركة خطوط الطيران الأميركية فوق مدينة نيويورك في عام 2001، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 265 راكبا، وبلغت كلفته التأمينية نحو 600 مليون دولار». وفي هذه المرحلة، فإن الشيء المؤكد الوحيد هو أن كلفة تأمين الطائرة الإيرباص إيه 330 التي تحطمت في المحيط الأطلسي في الساعات الأولى من الأول من يونيو (حزيران) هي 67.4 مليون يورو ( 93.5 مليون دولار)، بيد أن الجزء الأكبر من التكلفة سيكون التعويض الذي سيدفع إلى الناجين من الركاب البالغ عددهم 216 راكبا من 32 بلدا، الذين قضوا في الحادث. وقال دي لامورينيه «إن مبلغ التعويضات لضحايا كوارث الطائرات تحدده اتفاقية مونتريال لعام 1999، التي وقعت عليها 91 دولة، منها البرازيل، والتي صارت جزءا من القانون الفرنسي في عام 2004» . وفضلا عن كلفة الطائرة نفسها، فإن الاتفاقية تضع كلفة الحادث نفسه في حدها الأدنى بنحو 100 مليون دولار. إلى ذلك، ذكر أحد المحققين الفرنسيين في حادث تحطم طائرة «إير فرانس» الأخير أمس في باريس أن التحقيقات الجارية في الحادث الذي أسفر عن مقتل 228 شخصا تجري «في سباق مع الزمن». وقال أوليفر فرانته من مكتب تحليل الحوادث إن المنطقة الموجودة في المحيط الأطلسي التي يجرى فيها البحث عن ضحايا، وكذا الطائرة وصندوقيها الأسودين «بيئة صعبة للغاية». وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن «المنطقة مجهولة»، بينما أشار إلى أن الانبعاث الصادر عن الصندوقين الأسودين يبلغ مداه كيلومترين فقط، موضحا أن فترة الضمان لسلامة محتوى الصندوقين لا تستمر أكثر من 30 يوما، وهو ما يعني أن السفن والطائرات التي تقوم حاليا بتمشيط منطقة تبلغ مساحتها 17 ألف كيلومتر لم يتبق أمامها سوى أسبوعين قبل أن تتقلص فرص العثور على الصندوقين إلى صفر في المائة تقريبا. والصندوقان الأسودان هما عبارة عن مسجل قمرة القيادة، ومسجل بيانات الرحلة، ويعتبران مهمين في اكتشاف سبب سقوط الطائرة إيرباص إيه 330 التي كانت تقل على متنها 216 راكبا، وطاقما من 12 شخصا في المحيط الأطلسي في الأول من يونيو (حزيران) في رحلة من ريو دي جانيرو إلى باريس.