مؤتمر واشنطن الدولي يبحث التنفيذ الكامل لـ«نيفاشا».. والخرطوم ترى «التطبيع أولا ثم الوساطة»

واشنطن تتجنب لأول مرة استعمال تعبير «إبادة جماعية» لوصف الوضع في دارفور

TT

بدأت أمس في واشنطن مشاورات ثنائية وثلاثية بين الولايات المتحدة ووفدين يمثلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم والحركة الشعبية في الجنوب، ويرعى هذه المفاوضات سكوت غريشن مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى السودان، ويقود وفد الخرطوم غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ووفد الجنوب مالك عقار نائب رئيس الحركة الشعبية. وستمهد المشاورات الجارية حاليا، التي ستتواصل حتى يوم الاثنين المقبل لمؤتمر دولي ينعقد الثلاثاء المقبل بحضور 32 دولة ومنظمة دولية لبحث التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب (نيفاشا). في غضون ذلك، قال مصدر سوداني مشارك في الاجتماعات إن وفد الخرطوم سيبحث مع الأميركيين التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن رفع اسم السودان من على قائمة الإرهاب سيكون من بين الأمور الملحة، وقال المصدر: «لا يعقل أن تلعب واشنطن دور الوسيط، وفي الوقت نفسه تطبق علينا عقوبات بلا حصر وتتلكأ في تطبيع العلاقات» وأضاف: «التطبيع أولا ثم الوساطة». في السياق نفسه، أكد مصدر رسمي من الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط أمس أن اسم السودان لم يرفع من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ولم يقدم المصدر أية توضيحات أخرى. ولم يتطرق غريشن إلى هذا الموضوع خلال لقاء مع المراسلين في وزارة الخارجية، ونأى المبعوث الأميركي بنفسه ولأول مرة عن استعمال تعبير «إبادة جماعية» الذي كانت تستعمله إدارة الرئيس السابق جورج بوش لوصف الوضع في دارفور، وقال غريشن: «ما نراه الآن هو بقايا إبادة جماعية، ما نراه هو تداعيات الإبادة الجماعية، ونتيجة الإبادة» ومضى غريشن يقول: «ما زال هناك الآلاف من الناس في المعسكرات، والنساء ما زلن يخشين الخروج لجمع حطب الطهي، وهناك أطفال محرومون من العيش في قراهم ويعيشون في المعسكرات».

وقال غريشن أيضا إن «العنف الجاري الآن هو في واقع الأمر بين مجموعات مسلحة والحكومة السودانية.. كما أن هناك أعمال عنف بين السودان وتشاد، لا يزال هناك عنف حيث ينشط رجال العصابات وميليشيات الجنجويد، ويستمرون في القيام بأعمال إرهابية، لكن الأمور ليست مماثلة للعمل المنظم الذي كان يحدث في الفترة من 2003 إلى 2006».

وتحدث غريشن عن المؤتمر الدولي الذي سينعقد الثلاثاء المقبل في واشنطن وقال في هذا الصدد: «ستشارك في المؤتمر الدول الداعمة لاتفاقية السلام الشامل (بين الشمال والجنوب) وسيشارك في هذا اللقاء أكثر من 30 دولة ومنظمة من أجل تأكيد الالتزام الدولي الذي كان موجودا عندما وقعت اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا عام 2005».

يشار إلى أن الاسم الرسمي للمؤتمر هو «منبر داعمي اتفاقية السلام الشامل».

وتطرق غريشن لموضوع المنظمات الدولية العاملة في إقليم دارفور وقال إن «الحوار مع الحكومة السودانية أدى إلى نتائج إيجابية، وهو ما ساعد على العمل مع الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وحكومة الخرطوم لإعادة المساعدات الإنسانية إلى طاقتها العادية في دارفور، وهناك ثلاث منظمات انضمت لفرق المساعدات الإنسانية الدولية في دارفور التي رفعت من طاقة عملها، مما أدى إلى ملء الفجوة التي نجمت عن طرد الحكومة السودانية 13 منظمة»، على حد تأكيده.

في سياق متصل، انتقدت منظمات مساندة لإقليم دارفور تصريحات غريشن، وقالت هذه المنظمات: «سياسة الإدارة الأميركية يجب أن تحتكم إلى الحقائق على الأرض، حيث لا يستطيع ملايين الأشخاص العودة إلى ديارهم في دارفور ولا يزال الرئيس عمر البشير مطلوبا بسبب ارتكابه جرائم حرب، وهناك الكثير الذي يجب أن يُفعل». وقال تحالف «أنقذوا دارفور» و«كفى» و«شبكة التدخل ضد الإبادة» إن «الرئيس باراك أوباما والسفيرة سوزان رايس (سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة) وصفا الوضع في دارفور بأنه (إبادة جماعية) في حين أن آخرين (غريشن) لا يتحدثون اللغة نفسها حول قضية أساسية».