الجيش يتعقب إرهابيين قتلوا 18 دركيا في كمين بشرق الجزائر

المسلحون يسعون لنقل عملياتهم إلى مناطق تتميز بالاستقرار

TT

قتل الجيش الجزائري صباح أمس 4 من أعضاء جماعة مسلحة في شرق العاصمة يعتقد أنها كانت وراء اغتيال 20 شخصا مساء أول من أمس، بينهم 18 دركيا في كمين استعمل فيه المعتدون أسلحة حربية ثقيلة. وحشدت قوات الأمن إمكانيات هائلة، مما ترك الانطباع بأنها مصممة على تعقب منفذي المجزرة. ورجحت مصادر مطلعة على نشاط الإرهابيين، أن هؤلاء يسعون لنقل عملياتهم إلى المناطق التي تتميز بالاستقرار.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر أمني ببرج بوعريريج (300 كلم شرق العاصمة)، أن قوات الجيش عثرت على جثث ثلاثة مسلحين في غابة بوقطل صباح أمس، بعد ليلة لم يتوقف فيها إطلاق النار بين وحدة من القوات العسكرية الخاصة وجماعة إرهابية يتجاوز عددها الـ20، حسب المصدر الذي نقل عن ضابط شارك في العملية أن المسلحين الثلاثة قتلوا أثناء تعقب أثرهم داخل الغابة. وقد انطلقت العملية العسكرية في حدود العاشرة الليلة قبل الماضية، أي بعد نحو ساعة ونصف الساعة من قتل الدركيين. ووصف سكان بلدة المنصورة، التي تنتمي إداريا لبرج بوعريريج، العملية بأنها كانت مروعة، مشيرين إلى أن عددا كبيرا من رجال الدرك سقطوا في كمين نصبته جماعة مسلحة على مستوى منعرج على الطريق السريع الشرقي، الرابط بين العاصمة وأبرز ولايات الشرق. ونقلت مصادر من مدينة البرج عن سكان البلدة، أن أكثر من 10 مسلحين وقفوا وسط الطريق وكانوا مختبئين وراء شاحنة حتى تحجب الرؤية عن رجال الدرك الذين كانوا ساعتها في طريقهم إلى ورشة يشتغل بها فنيون صينيون.

وجرت العادة أن يستخلف دركيون زملاءهم المكلفين بحراسة الورشة، ما يعني أن الجماعة الإرهابية كانت تعرف توقيت عملية التبديل فخططت بإحكام للكمين ونفذته بطريقة باغتت قوات الدرك ولم تترك لأفرادها فرصة الرد. وتقول المصادر إن رجال الدرك كانوا داخل 10 سيارات رباعية الدفع، وكانوا مدججين بأسلحة حربية لكن يبدو أن التعود على المرور بنفس الطريق يوميا دون تعرضهم لأي خطر، جعل الدركيين يشعرون بالاطمئنان، زيادة على أن المنطقة ظلت آمنة لسنوات طويلة.

وأوضحت المصادر نقلا عن أهل بلدة المنصورة، أن إرهابيا كان في موقع عال بعيد نسبيا عن الطريق السريع، فجر إحدى سيارات الدرك بقذيفة «آر.بي.جي» بمجرد أن دخلوا في المنعرج، واندلع بعدها مباشرة إطلاق نار مكثف صوب دورية الدرك صدر من عدة جهات، فقتل عدة دركيين على الفور فيما توفي آخرون متأثرين بجروحهم أثناء نقلهم إلى مستشفيات برج بوعريريج وقسنطينة (500 كلم شرق العاصمة). وبلغت حصيلة الكمين مقتل 18 دركيا و2 آخرين من المدنيين يعتقد أنهم من المنصورة، وجرح 10 دركيين على الأقل. ونقلت المصادر نفسها أن بعض سكان المنطقة لاحظوا المسلحين وهم يحضرون للكمين، ونقل عن أحدهم أن إرهابيا قال له «نحن من مجاهدي القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ابتعد من هنا».

ورجح مصدر على دراية بنشاط الإرهابيين، أن الهجوم من تنفيذ جماعة تنقلت إلى المنصورة من منطقة بعيدة عن برج بوعريريج. وتؤشر العملية على أسلوب جديد في العمل الإرهابي. فبسبب الضغط الذي تمارسه أجهزة الأمن على الجماعات المسلحة في معاقلها الرئيسية، يلجأ الإرهابيون إلى فك الخناق بنقل عملياتهم إلى مناطق تتميز بالاستقرار الأمني نسبيا، مما يترك في الوقت ذاته انطباعا بأن «القاعدة» منتشرة في مناطق واسعة.