الموصل تستعد للانسحاب الأميركي في غياب الثقة بشرطتها

وضع المدينة الأعنف في العراق وجهازها الأمني يعاني نقصا عدديا وتدريبيا

عناصر في الشرطة يتدربون على الرماية تحت إشراف الجيش الأميركي في الموصل (رويترز)
TT

ينظر إلى التحقيق الذي تجريه مع اثنين من عناصرها حول مقتل جندي أميركي ومترجم له كاختبار لقوة شرطة الموصل وهي الأضعف داخل الأمن العراقي الذي يوشك أن يتولى مسؤولية حماية المدينة الأكثر عنفا في البلد.

ولا تثق المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة في شرطتها خاصة بعدما فرّ آلاف من الضباط تاركين مواقعهم في عام 2004، تاركين الجنود الأميركيين والأكراد يحاربون المتمردين السنة الذين نشطوا هنا بعدما أجبروا على الخروج من الفلوجة.

ووفقا لما قاله الكولونيل غاري فوليسكي، قائد القوات الأميركية في المنطقة التي تشمل الموصل ثالث أكبر المدن العراقية، فإن القوات الأميركية والعراقية قد ألقت الأسبوع الماضي القبض على شرطيين ـ ضابط وعريف ـ وسلمتهما إلى القوات العراقية. وكان الشرطيان قد أطلقا النيران على دورية أميركية في 24 فبراير (شباط) مما أدى إلى مقتل الليوتينت ويليام إيميرت من لينكولن بتينيسي ومترجمه وجرح خمسة آخرين. ويعتقد بأن الشرطيين قد هربا من الموصل بعد الهجوم وقد عادا فقط قبل عدة أسابيع. وبمقتضي الاتفاقية الأمنية التي تم دخلت حيز التطبيق أول العام، فإن أمر محاكمة الشرطيين يرجع إلى السلطات العراقية.

ويريد الأميركيون أن تفتح شرطة الموصل تحقيقا مهنيا وشاملا حول إطلاق النيران وهي مهمة داخلية مزعجة تعزز مخاوف فرار المتمردين والمتعاطفين معهم من قوات الأمن العراقية.

وفي اجتماع عقد أخيرا، أخبر قائد بشرطة الموصل الكولونيل فوليسكي بأن المتهمين لم يمثلا بعد أمام قاض ـ وهي أولى خطوات المحاكمة ـ نظرا لوجود شكوك في أنهما أطلقا النيران وما إذا كانا شرطيين من الأساس. ولكن فوليسكي لم يصدق ذلك، قائلا إن أقارب الرجلين قد تعرفا عليهما، فيقول: «الجميع سوف ينظر إلى قدرتكم على التحقيق في ذلك، دعونا نرى ما الذي تحتاجونه منا لكي نساعدكم». ويقول فوليسكي موجها حديثه لضابط أميركي آخر: «يجب أن نستمر في تدريبهم طوال المدة الباقية». لقد أصبحت الأسئلة حول كفاءة شرطة الموصل أكثر إلحاحا مع اقتراب انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية في 30 يونيو (حزيران). وبالرغم من الجهود المحمومة التي بذلها الجيش الأميركي في تدريب وتجهيز الجيش العراقي والقوات القومية شبه العسكرية فإنه لم يول نفس الاهتمام بالشرطة المحلية. ويقول الميجور جون كوجبيل، الضابط التنفيذي من فورت هوود بالكتيبة الثالثة باللواء الثامن مدرع «لم يكن هناك متسع من الوقت يسمح بالتركيز على تدريب الشرطة العراقية». وتقوم القوات العراقية بإرسال المزيد من جنود الجيش والشرطة المحلية إلى الموصل للمساعدة في ملء الفراغ بعد انسحاب الأميركيين. ويؤمن المسؤولون الأميركيون والعراقيون بضرورة تحمل الشرطة المحلية لمسؤوليات حفظ الأمن الأساسية على المدى الطويل.

ولن يكون ذلك سهلا. فيقول فوليسكي إن المدينة لديها عجز يبلغ 5300 شرطي من إجمالي 17 ألف شرطي تحتاج إليهم، مضيفا: «شرطة الموصل هي الأقل تدريبا ضمن قوات الأمن العراقية».

ويعتقد العديد من الضباط العراقيين والأميركيين أن الأمر سوف يستغرق سنوات قبل أن تستطيع قوات الشرطة أن تؤدي مهامها بكفاءة. ويقول ضابط شرطة رفض الإفصاح عن هويته لأنه يتحدث ضد سياسات قائده «من دون الأميركيين، لن يجدي ذلك، فنحن نفتقر إلى التدريب الملائم، والإعداد الملائم، وليس لدينا أفراد».