نتنياهو يسلم ميتشل ردود إسرائيل على مطالب واشنطن لتحريك السلام

خلال لقائهما في باريس الأسبوع المقبل

سيدة فلسطينية تبحث عما يمكن استخدامها من اثاث منزلها الذي حرقته اسرائيل في نابلس، امس (رويترز)
TT

يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقترحات لتسوية الخلاف مع واشنطن بخصوص البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. ويفترض أن يطرح نتنياهو هذه المقترحات على السيناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، الذي من المقرر أن يلتقيه في باريس الأسبوع المقبل.

وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أنه على الرغم من الخلاف الحاد الذي ظهر خلال لقاء وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مع نظيرها الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فإن الطرفين معنيان بالتوصل إلى حل وسط لهذه المعضلة. وكانت كلينتون قد صرحت عقب لقاء دام نحو ساعة مع ليبرمان أن إدارة الرئيس باراك أوباما مصرة على موقفها في تجميد البناء الاستيطاني تماما في جميع الأراضي التي احتلت سنة 1967، فرد عليها ليبرمان أمام الصحافيين قائلا إن هناك ولادات ووفيات في المستوطنات ولا يعقل ألا يتاح للمواطنين أن يربوا أولادهم في المكان الذي ولدوا وترعرعوا فيه. ثم عاد إلى الرواية الإسرائيلية القائلة بأن هناك اتفاقا وتفاهمات واضحة بين رؤساء حكومات إسرائيل السابقين، خاصة أرييل شارون، تتيح لإسرائيل أن تواصل البناء في المستوطنات التي ستكون جزءا لا يتجزأ من إسرائيل في التسوية النهائية. وأجابت كلينتون برفض كل هذا الطرح وقالت إنه لا توجد أية تفاهمات، خطية أو شفهية، تتيح مواصلة الاستيطان وإن الموقف الأميركي بقي على ما هو طيلة الوقت. ولم يتغير وهي تريد أن ينفذ طلبها بهذا الشأن فورا. وأضافت أنها لا تتأثر بالمواقف الصلبة للقادة السياسيين وتؤمن بأن المرونة والبراغماتية هما من صفات القادة الكبار والمبدعين، وتتخذ مثلا من رئيسي الوزراء الأخيرين في إسرائيل، شارون وإيهود أولمرت، اللذين كانا من أشد المتطرفين في إسرائيل ولكنهما حال اعتلاء منصب رئيس الحكومة راحا يغيران من مواقفهما الصلبة لصالح أفكار نيرة.

وأكدت كلينتون أن المبعوث ميتشل يسعى إلى إعادة استئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في أقرب وقت، وهو منشغل حاليا بلقاء ممثلين عن الطرفين والدخول معهم في تفاصيل التفاصيل، ويتدارس معهم ما القضايا التي يمكن تحقيق تفاهم فوري عليها، وذلك في سبيل إطلاق مسيرة السلام من جديد واستئناف المفاوضات، حتى تتغير الأجواء بين الشعبين. وكان ليبرمان وكلينتون قد اجتمعا في نيويورك، أمس، لمدة ساعة، وبحثا مختلف القضايا، ولكن المراقبين قالوا إن اللقاء فشل في تغيير أي انطباع أميركي كان، عن ليبرمان، ولذلك فإن ميتشل يحاول تسوية القضايا مع نتنياهو، منتهزا فرصة وجوده في باريس خلال جولة أوروبية، ليلتقيه ويستمع منه إلى الأجوبة الإسرائيلية على طلبات الرئيس أوباما بخصوص تحريك مسيرة السلام، وبينها كيفية وقف الاستيطان.