صفير ردا على نصر الله: لا نريد أن يكون لبنان خارج لبنان.. وكلامنا لم يعجب بعضهم

نواب يتضامنون مع البطريرك ويتعجبون من الهجوم عليه

TT

رد البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير، أمس، على انتقاد الأمين العام حسن نصر الله له، أول من أمس، وأسف «لما آلت له الأمور»، وقال «قلنا ما قلناه عن يقين منا أن لبنان له ماض وتاريخ ومستقبل». وأضاف أن «الانتخابات أفرزت الناس، فمنهم من كان رابحا ومنهم من كان خاسرا، وطبعا الخاسر ينتحل الأعذار ليبرر خسارته».

وقال صفير خلال لقائه وفدا من إقليم كسروان الكتائبي في بكركي، زاره تضامنا بعد هجوم نصر الله عليه «لا نريد أن يكون لبنان خارج لبنان»، مجددا التأكيد على وجوب «ألا يذهب لبنان إلى الشرق أو إلى الغرب، وأن يكون هو ذاته وأن يتعاطى شؤونه بذاته وأن يكون ملتقى للغرب وللشرق». وأضاف «للذين أرادوه أن يكون مع الشرق فقط قلنا لهم إن لبنان هو لبنان، فلا يكون لا مع الشرق أو مع الغرب، وعلى كل فإن كلامنا لم يعجب بعضهم ولكن أعجب البعض الآخر، وهذه أمور سياسية لا نريد أن ندخل فيها، إلا أننا رأينا أنه من واجبنا القول للأبيض أبيض والأسود أسود».

وكان نصر الله انتقد، أمس، كلام البطريرك الذي وجهه قبل يوم من الانتخابات النيابية وحذر فيه من تغيير وجه لبنان العربي. وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس الجمهورية الأسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل «أن البطريرك صفير هو ضمير لبنان والممثل الأوحد للرأي العام المسيحي المتخوف أصلا من تبعات سلاح حزب الله». وقال: «سمعنا بالأمس كلام السيد حسن نصر الله. وقد فوجئنا بالمضمون السلبي، إذ أن رجل دين من طائفة أخرى يتناول غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الذي يشكل وفي نظر العديد من اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، ضمير لبنان ويتكلم باسم شريحة كبيرة منهم، ويعبر عن مشاعرهم وقلقهم». وأضاف: ومن حق السيد نصر الله أن يكون له موقف معين من ولاية الفقيه، إنما يجب ألا نخلط الأمور بعضها بالبعض. واعتراضنا ليس على الناحية الروحية لولاية الفقيه، فنحن كمسيحيين لنا تعلق بالفاتيكان من دون أن يقوم بتمويل فريق معين في لبنان ليتحكم بالمشهد السياسي ولا يقحم نفسه على الإطلاق في أي جانب من جوانب السياسة في لبنان كما هي الحال في إيران حيث القيادة الروحية هي نفسها القيادة الزمنية المتحكمة بمفاصل السياسة الإيرانية وارتباطها المباشر مع بعض الأفرقاء اللبنانيين. ونحن نعرف تماما من يدرب ويسلح ومن وضع فريقا من اللبنانيين في مواجهة فريق آخر. وهذا ما ظهر في الانتخابات النيابية الأخيرة».

من جهته، رد النائب بطرس حرب على كلام نصر الله، فقال إن ما لفته في ما قاله أمران: الأول، اعتبار الكلام على مرجعية الفقيه مساسا بالمعتقدات الدينية لفريق من اللبنانيين. وهذا أمر لا يجوز ولا يسمح به. والثاني موقف البطريرك الماروني يوم حذر من الخطر على الكيان ودعا إلى تجنب أخطار الانتخابات».

وتابع: «أما في موضوع المس بمرجعية الفقيه أو بالمعتقدات الدينية، المشكلة ليست أننا ننتقد الديانة.. إلا أن موضوع البحث هو أن العقيدة التي بنيت عليها النظرية الدينية الجديدة هي عقيدة تطول ليس فقط الجانب الديني والإيماني من الحياة المشتركة في لبنان، إنما تتجاوزه إلى الموقع السياسي. وهو بالتالي يضع مرجعية القرار ـ حتى السياسي والدنيوي ـ في يد مرجعيات ليست بالضرورة لبنانية.

وأسف منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد لـ«الكلام الصادر عن السيد حسن نصر الله الذي حمل فيه البطريرك الماروني مسؤولية فشل قوى الثامن من آذار في الانتخابات». واعتبر أن «هذا النوع من الكلام الذي يصدر عن مرجعية سياسية بمستوى السيد حسن نصر لله تجاه البطريرك الماروني لا يساعد أبدا على التفاهم في لبنان وترسيخ العيش المشترك والشراكة الإسلامية ـ المسيحية».