وزير العدل الأميركي يتوقع محاكمة 50 على الأقل من معتقلي غوانتانامو

واشنطن طلبت من إسبانيا استقبال 4 من السجناء

TT

توقع وزير العدل الأميركي، إيريك هولدر، أول من أمس، أن 50 معتقلا أو أكثر من معتقلي غوانتانامو قد يحاكمون في ظل سعي إدارة الرئيس الأميركي لإغلاق المعتقل في أوائل السنة المقبلة. وناقش هولدر (المدعي العام الأميركي) خطط وزارة العدل أمام لجنة العدل في مجلس الشيوخ، لكن جيف سيشنز، وهو أحد كبار أعضاء الحزب الجمهوري قال، إن المدعي العام «التزم الصمت المطبق» تجاه الإرهاب, بينما قال عضو آخر في المجلس، إن الإدارة الأميركية تسير في الطريق الصحيح فيما يخص طريقة التعامل مع المعتقلين. وقال هولدر، إن عدد أولئك الذين سيقدمون للمحاكمة لن يزيد عن 25 في المائة. وأضاف هولدر في جلسة استماع عقدتها اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ: «انتهينا في هذه المرحلة من حسم مصير حوالي نصف المعتقلين. وما زال يوجد 229 معتقلا في سجن غوانتانامو، الذي افتتح بعد الهجمات التي شنت على أميركا في 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وسئل هولدر، هل عدد المعتقلين الذين سيقدمون للمحاكمة سيكون 25 في المائة أو أقل، فأجاب قائلا، ذلك ربما يكون صحيحا. وقال متحدث باسم وزارة العدل إن العدد النهائي لمعتقلي غوانتانامو الذين سيوصى بمحاكمتهم لم يتقرر بعد. وقوبل قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، إغلاق سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو بكوبا المحتجز فيه أجانب متهمون بالتورط في أعمال إرهابية بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) بمعارضة في الكونغرس، حيث يعارض بعض المشرعين نقل أي منهم إلى الولايات المتحدة. ونقل تسعة سجناء الأسبوع الماضي إلى السعودية وبرمودا والعراق وتشاد. وأرسل سجين واحد إلى نيويورك ليصبح أول معتقل في غوانتانامو ينقل إلى الولايات المتحدة للمحاكمة أمام محكمة مدنية. وفي مدريد صرح وزير الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس، أن الولايات المتحدة طلبت من إسبانيا استقبال أربعة من معتقلي غوانتانامو خلال اجتماع عقد الأربعاء في مدريد. وقال موراتينوس في مؤتمر صحافي مساء أمس، إن السلطات الأميركية «قدمت خلال الاجتماع الأول ملفات أربعة معتقلين» في غوانتانامو يمكن نقلهم إلى إسبانيا. وأضاف «سندرس أوضاع كل معتقل على حدة وسنرد بروح إيجابية». من جهته، قال رئيس الحكومة الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، في مقابلة مع شبكة التلفزيون الخاصة «كواترو» إن مدريد مستعدة لاستقبال «عدد قليل» من هؤلاء المعتقلين. ولم يكشف موراتينوس تفاصيلا عن المعتقلين. وكانت صحيفة «البايس» الإسبانية ذكرت أول من أمس، أن حكومة مدريد مستعدة لاستقبال بين ثلاثة وخمسة من معتقلي غوانتانامو، موضحة أن هؤلاء سوريون وتونسيون وطلبوا نقلهم إلى إسبانيا. والتقى المبعوث الأميركي دانيال فريد، أول من أمس ممثلين عن وزارات الداخلية والخارجية والعدل. وقال بعد اللقاء في وزارة الخارجية الإسبانية، إن «الحكومة الإسبانية عبرت للحكومة الأميركية عن استعدادها للمساهمة قدر الإمكان في إغلاق غوانتانامو». وتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مع واشنطن حول نقل معتقلين في غوانتانامو إلى أوروبا. ويقضي الاتفاق الذي أقره وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بأن استقبال أي معتقل، قرار فردي لكل من الحكومات الأوروبية. وينص الإعلان المشترك المتعلق بهذا الاتفاق على أن «المسؤولية الأولى في إغلاق غوانتانامو والعثور على مقر إقامة للمعتقلين السابقين، تقع على عاتق الولايات المتحدة». وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الاثنين بعد لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، أن إيطاليا وافقت على استقبال ثلاثة من المعتقلين في سجن غوانتانامو. ولم تكشف أي تفاصيل عن هويات هؤلاء. من جهة أخرى منعت لجنة الخدمات العسكرية في مجلس النواب الأميركي أول من أمس، في إطار مشروع ميزانية الدفاع لعام 2010، نقل معتقلين من سجن غوانتانامو إلى الولايات المتحدة. وأقرت اللجنة بإجماع أعضائها الـ61 ميزانية وزارة الدفاع للسنة المالية 2010، بـ4.550 مليار دولار. وينص مشروع الميزانية الذي يجب أن يوافق عليه مجلس النواب على 130 مليار دولار للعمليات في العراق وأفغانستان، أو في أي مسرح عملية أجنبية أخرى محتملة.