المظاهرات واضطراب الوضع في إيران لا يؤثران على عمليات تخصيب اليورانيوم

3 سيناريوهات للملف النووي.. والأزمة الداخلية لن تساعد على حلحلة المفاوضات

TT

يرى خبراء أن الهزات التي يتعرض لها النظام الإيراني ليس لها أي تأثير على أعمال تخصيب اليورانيوم المستمرة على نطاق واسع كما لا يتوقع أن يكون لنتيجتها أي تأثير يُذكر على الصراع القائم بين القوي الكبرى وإيران بشأن سياستها النووية. وقال مسؤول فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه: «ليست مثل هذه التظاهرات هي التي يمكن أن تؤثر» على قادة البلاد في هذا الصدد، مضيفا أن «الأمر يتطلب زعزعة حقيقية للاستقرار الداخلي».

من جانبه قال الباحث برونو ترتريه في صندوق الأبحاث الاستراتيجية أن موقفَي الرئيس محمود أحمدي نجاد ومنافسه الرئيسي مير حسين موسوي «متطابقان» بشأن الملف النووي الذي رسم حدوده المرشد الأعلى للجمهورية آية الله خامنئي. كذلك فإن الحصول على الطاقة النووية مطلب شعبي جدا في إيران وليس ضمن مطالب المعارضين لأحمدي نجاد. وتواصل إيران برنامج تخصيب اليورانيوم رغم مطالبة الأمم المتحدة لها بوقفه للاشتباه في أن هدفه الحصول على السلاح النووي في حين تؤكد طهران أنه مخصص للاستخدام المدني فقط.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه «من المقلق رؤية دولة تقوم بالتخصيب دون أي هدف مدني محدد». كما أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مؤخرا أن طهران تسعى «بلا شك إلى الحصول على التكنولوجيا اللازمة لتطوير سلاح نووي». وفي تقريرها الأخير أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران جمعت 1339 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب وتشغّل حاليا نحو سبعة آلاف جهاز طرد مركزي في موقع نطنز. واعتبر المسؤول الفرنسي أنه للحصول على السلاح النووي «يتعين على الإيرانيين جمع ضعفَي أو ثلاثة أضعاف هذه الكمية من اليورانيوم الضعيف التخصيب، وهم حاليا يواصلون الإنتاج.. والسؤال الآن: متى يمكنهم الوصول إلى هذا الحجم؟».

ويشير خبراء إلى أن إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب اللازم لصنع القنبلة الذرية يستلزم من ألف إلى 1700 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب. ويرى العديد من الخبراء أن الإيرانيين يسابقون الزمن لزيادة إنتاجهم من اليورانيوم المخصب. من جانبهم يرى مسؤولون فرنسيون أن «ساعة الحقيقة» ستكون في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) القادمين خلال الجلسات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، في حين ترى مصادر أنه مع نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل لن يكون لدى إيران ما يحول دون حصولها على السلاح النووي.

ويرى الخبراء أن الأزمة الإيرانية الحالية لن تؤدي إلى حلحلة هذا الملف. ويلخص برونو ترتريه الوضع في ثلاثة سيناريوهات ممكنة: «أزمة ممتدة مع برنامج نووي مستمر آليا، تشدد للسلطة مع تسريع البرنامج النووي، إضعاف للسلطة قد يرغمها على انفتاحات خارجية».

وأضاف أن الأخير «سيكون السيناريو الإيجابي، لكن السيناريوهين الأولين هما الأكثر ترجيحا بكثير».

ويرى تيري دو مونبريال الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أنه في كل الأحوال فإن «هدف الإيرانيين ليس التقدم حتى الحصول فعليا على السلام النووي، ولكنه بكل تأكيد التوصل إلى عتبة نووية» أسوة باليابان القادرة على امتلاك السلاح النووي «خلال مهلة ستة أشهر إلى سنة».