حزب الله: نصر الله وجنبلاط أجريا مراجعة معمقة للمرحلة السابقة وناقشا آفاق المرحلة المقبلة

مقربون من رئيس التقدمي قالوا إنه محاولة لإجراء قراءة مشتركة للأخطار

TT

عُقد الليلة قبل الماضية اللقاء المنتظر بين الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط منهيا قطيعة شخصية وسياسية استمرت منذ سقوط «الاتفاق الرباعي» الذي جمعهما إلى «تيار المستقبل» وحركة «أمل» عقب اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 2005.

ورغم أن اللقاء لم يخرج بعناوين عريضة، فإن مجرد حصوله شكل نقلة نوعية في التواصل بين الطرفين بعد سنوات من علاقة شابها التخوين وعدم الثقة بين الطرفين. وقال بيان صدر عن «حزب الله» إن نصر الله وجنبلاط أجريا خلال اللقاء الذي عُقد في الضاحية الجنوبية لبيروت «معا مراجعة معمقة للمرحلة السابقة، وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة، وأكدا ضرورة العمل معا من أجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم إلى حالة التعاون بين الجميع بما يحصن لبنان وشعبه في مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة. كما نوه الطرفان بجهود الوزير طلال أرسلان في أثناء أحداث مايو (أيار) وما بعدها. وأكدا مواصلة العمل في سبيل المصالحة الشاملة. واتفقا على استمرار التواصل والتشاور خلال المرحلة المقبلة».

واعتبر وزير العمل محمد فنيش (حزب الله) أن اللقاء «يوضع في سياق المرحلة التي تلت اتفاق الدوحة، ومن ثماره العملية كان حصول لقاءات على مستويات متعددة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله». ورأى أن اللقاء «مؤشر إيجابي إلى طبيعة العلاقات بين القوى السياسية التي شهدت تنافسا حادا وصل إلى حد القطيعة والخصومة، ومؤشر إلى انفراج الوضع وإعادة فتح القنوات واعتماد مبدأ التواصل والحوار» متوقعا أن «تكون له نتائج سياسية إيجابية للغاية على الصعيد الداخلي». وأشار عضو كتلة جنبلاط وزير الأشغال العامة غازي العريضي، إلى أن اللقاء «ناقش كل القضايا اللبنانية من وجهتَي نظر جنبلاط ونصر الله» آملا في «أن يكون بداية وصفحات مفتوحة بين كل اللبنانيين من دون استثناء، لأن الأمل للبنانيين لا يكون إلا بالحوار الذي بدأ على طاولة موسعة وحقق إنجازات كبيرة. وأي حوار مفيد بين القوى التي تكون لديها وجهات نظر مختلفة حول قضايا معينة». وقال: «أعتقد في الأيام الأخيرة، نظرا إلى تطورات كثيرة تحصل في المنطقة وبعد الانتخابات، أن ثمة ضرورة لمناقشة كل القضايا، لأن ذلك يسهل العبور إلى المؤسسات، وبالمؤسسات إلى كل اللبنانيين، لتقوم بالواجب. ولا شك في أن هناك مرحلة جديدة. ويجب التركيز على الإيجابيات. وبهذا اللقاء ستكون الأمور إيجابية. وأي خطوة من ذلك ستقرب اللبنانيين بعضهم من بعض. وهي مطلوبة في كل مرحلة لأن الأنظار يجب أن تتجه إلى التوافق والتفاهم بين اللبنانيين حتى لا يتكرر كل ما جرى في البلد».

واعتبر مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن اللقاء «جاء ليستكمل اللقاءات السابقة التي عُقدت بين النائب سعد الحريري والسيد حسن نصر الله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وهو يأتي في سياق سعي كل الأطراف الداخلية لتكريس مناخات التهدئة والأجواء الوفاقية بعد مرحلة الانتخابات النيابية لطي ذيول المرحلة السابقة والدفع باتجاه مرحلة سياسية جديدة يكون عنوانها الأساسي إعادة مناخات الثقة بين الأطراف وتنظيم الخلافات وجعلها تُحَل أو تُعالَج عبر الحوار والمؤسسات وعدم الانزلاق مجددا إلى تجربة القطيعة والتوتر والتشنج بين القوى السياسية». وأشار إلى أن اللقاء «ليس ترجمة لتوافق إقليمي ما، بقدر ما هو تنبه للجو الإقليمي».

ورفض الريس وصف اللقاء بأنه «غسل قلوب» إذ اعتبر أن «المسألة ليست مسألة شخصية لكي نتحدث عن غسل القلوب بقدر ما هي مسألة سياسية. فليس هناك خلاف شخصي مع الإخوة في حزب الله بقدر ما هو خلاف سياسي حول بعض العناوين الداخلية. وبالتالي فالمسألة أعمق من ذلك. واللقاء شكّل محاولة لإجراء قراءة مشتركة للأخطار التي تحيط بلبنان وسبل تحصين الساحة الداخلية وحمايتها من هذه الأخطار وعدم السماح بأن يعود البلد إلى التوتر بأي شكل من الأشكال».