المفتي قباني: المرجعيات الروحية صمام أمان لبنان وعلينا طي صفحة الانتخابات

مزيد من الردود على انتقاد نصر الله مواقف البطريرك صفير

TT

استمرت أمس ردود الفعل على خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله الذي انتقد فيه البطريرك الماروني نصر الله صفير بسبب مواقفه عشية الانتخابات النيابية وتحذيره من ضياع هوية لبنان.

فقد أكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن «المرجعيات الروحية هي صمام أمان للبنان واللبنانيين. ودورها توحيدي ووفاقي للمصلحة الوطنية، ومشروعها هو الدولة» داعيا «لطي ملف الانتخابات وتداعياته السياسية، لأنه أصبح من الماضي، والعمل على تأسيس مرحلة جديدة في التعاطي بين كافة الأفرقاء للتواصل والانفتاح الذي يريح المواطن، خاصة أننا على عتبة المشاورات لانتخاب رئيس للمجلس النيابي وتشكيل حكومة جديدة». وقال المفتي: «إننا نتطلع إلى دورة جديدة من العمل السياسي يرتفع فيها الخطاب السياسي إلى مستوى يفي بتطلعات أجيال الغد».

وشدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبة الجمعة أمس، على أن «لبنان لكل اللبنانيين ولكل الطوائف والمذاهب والأحزاب، لذلك تعالوا حتى نتعاون لإحياء المودة بين اللبنانيين ونضمد جراح الجرحى ونتعاون في ما بيننا على سد الخروقات، لا سيما أن هناك أناسا يخافون على لبنان، وهذا حقهم، لأنه ليس من المعيب أن يخاف أحد على لبنان، لذلك عليهم أن يعوا أن لبنان مهدد، ويجب أن نتعاون كلنا للحفاظ عليه، فنعقد قمة روحية في أي مكان لنتعاون ونتقارب على حماية وطننا والدفاع عنه، وكي نكون جميعا فداء للبنان، فنحفظه ونكفل بقاءه على الخير ونبعده عن كل شر».

ورأى وزير الدولة نسيب لحود في كلام نصر الله «نوعا من التصعيد غير المطمئن يتناقض مع تكراره التزام التهدئة في المرحلة التي تلت الانتخابات. ومن أبرز معالم هذا التصعيد النبرة التشكيكية المستهجنة التي استخدمها في حديثه عن البطريرك صفير، كالتساؤل مثلا عن مغزى حديث البطريرك عن عروبة لبنان، ومن ثم تأكيد اعتزامه تقديم مجموعة من المقترحات تؤكد الوجه العربي للبنان والطلب من البطريرك تأييدها في بيان علني. كذلك تشكيكه الضمني في موقف البطريرك من الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في مراحل سابقة». وقال: «إن كلام السيد نصر الله لا يتناسب إطلاقا وأصول التخاطب مع مرجعية روحية ووطنية بحجم البطريرك صفير، وخصوصا أن هذه المواقف المستغربة أتت خلافا للروحية التي دعا إلى اعتمادها في خطابه، حيث ناشد أخصامه السياسيين الامتناع عن الإساءة إلى المعتقدات الدينية».

إلى ذلك، أكد نائبا «القوات اللبنانية» ستريدا جعجع وإيلي كيروز، في بيان مشترك أصدراه أمس، «الدور المفصلي للبطريركية المارونية في المحطات الأساسية من تاريخ لبنان، خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة، حيث كانت العين الساهرة في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعلى وحدته وتنوعه في مواجهة مختلف أنواع الاحتلالات والوصايات».

وجاء في البيان: «إن البطريرك صفير يمثل اليوم من خلال مواقفه الوطنية الوجدان المسيحي التاريخي الصافي الذي لا يمكن فصله عن الوجدان الوطني اللبناني انطلاقا من قناعاته المبدئية التي تتخطى المصالح السياسية والحسابات الخاصة». وأشار إلى أن «مواقف البطريرك صفير من الانتخابات الأخيرة تندرج في صلب السياق التاريخي لمواقف بكركي التي لا تبتغي خدمة فئة دون أخرى، بل تعني لبنان كله بجميع طوائفه وفئاته. وما أعلنه ويعلنه البطريرك يشكل دعوة إلى حصر الرهانات والحسابات بمصلحة لبنان أولا دون سواه، في وقت أطلق الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) موقفا نافرا ومستهجنا أعلن فيه الرهان على فوز المعارضة في لبنان ومساهمة ذلك في تغيير المعادلة الإقليمية، وكأن لبنان مجرد ورقة أو ساحة أو وسيلة ولا قيمة لأهله وقرارهم وتطلعاتهم».

من جهته، اعتبر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن أن «موقف البطريرك نصر الله صفير الأخير نابع من حرصه على مصير لبنان في توازناته». وقال: «إن بكركي كانت دوما إلى جانب القضايا المحقة، لا سيما تلك التي تمس وحدة البلاد وجوهر العيش المشترك ومصير النظام البرلماني الديمقراطي الحر في لبنان».

أما حزب «الوطنيون الأحرار» فقال: «إننا نؤكد للسيد نصر الله أن مواقف البطريرك والبطريركية، منذ قرابة ربع قرن، واضحة من كل الموضوعات، وخصوصا التي لمح إليها. ولن يجدي نفعا افتعال التباس أو تشكيك. فالبطريرك ليس من الذين يوجه إليهم سؤال في هذا الشأن، أو ينتظر أحد منه جوابا عنه. فليعمل من يشاء على ما يشاء من مقترحات، وليناور ويتذاكى ويثير الشكوك قدر ما يشاء، فثوابت البطريرك، وهي ثوابت غالبية اللبنانيين العظمى، مقروءة إلا من الذين يتعامون عمدا عن رؤيتها».