رئيس أبخازيا لـ«الشرق الأوسط»: لا نتعجل الاعتراف الدولي.. وعلاقاتنا مع روسيا خير ضمان

قال إنه يتطلع إلى علاقات طيبة مع البلدان العربية «حيث يعيش الكثير من أبنائنا»

سيرغي باغابش رئيس جمهورية ابخازيا («الشرق الأوسط»)
TT

عادت ابخازيا إلى صدارة النشرات الإعلامية المحلية والعالمية مع بدء الاستعدادات للمناورات العسكرية واسعة النطاق جنوبي القوقاز في أعقاب فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار مد فترة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في ابخازيا. وكانت روسيا قد اضطرت إلى اللجوء إلى استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة لمد فترة بعثة مراقبي الأمم المتحدة في ابخازيا التي أشارت إليها بوصفها جزءا من أراضي جورجيا وهو المشروع الذي حظي بتأييد سبعة أعضاء منهم فرنسا وبريطانيا وامتناع أربعة عن التصويت. سيرغي باغابش رئيس جمهورية ابخازيا التي أعلنت استقلالها عن جورجيا ولم تحظ سوى باعتراف روسيا ونيكاراغوا أكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الاعتراف الدولي الواسع النطاق لا يشغل بال بلاده كثيرا في الفترة الحالية مؤكدا أن الوجود العسكري الروسي في أراضي الجمهورية يظل ضمانا للأمن والاستقرار ليس في ابخازيا وحسب بل في كل مناطق القوقاز. وقال إنه يتطلع إلى علاقات طيبة مع البلدان العربية، وخص بالذكر الأردن والبلدان التي يعيش فيها أبناء أبخازيا المعروفون في العديد من البلدان العربية بوصفهم أبناء العشيرة الاباظية. وقال إن الوجود العسكري الروسي في بلاده جاء بناء على طلب ابخازيا ويتمثل اليوم في القوات المشتركة لحرس الحدود والقاعدة العسكرية في غوداوت، مشيرا إلى أن روسيا ليست في حاجة إلى أراض جديدة وإلى أن ابخازيا هي التي تقدمت بطلب العون والدعم العسكري، وهو ما استجابت له روسيا التي تنشد أيضا استقرار المنطقة في إطار استعداداتها لتنظيم الاوليمبياد الشتوي في سوتشي في عام 2014. وقال: «إن الجميع يجب أن يعي أننا حين تعرضنا للحصار بعد الحرب (1992ـ 1993) وكنا نبيع آخر ما نملكه من أخشاب ومعادن وثروات إلى تركيا لمقاومة الحصار الذي تعرضنا له أيضا من جانب بلدان الكومنولث لم نجد من يقدم لنا يد الدعم سوى روسيا. وأشار إلى مشاركة القوات الروسية لحفظ السلام في تحقيق الاستقرار وهو ما دفعت ثمنه من دماء أبنائها الذين استشهد منهم 109 من الضباط والجنود في الوقت الذي كانت فيه الدوائر والبلدان الغربية تحظر أي اتصال معنا بما في ذلك في مجالات الاستثمار والاقتصاد». وضرب الرئيس الابخازي مثالا على مشروعية ما تقوم به بلاده من خطوات لدعم علاقاتها العسكرية والاقتصادية مع روسيا بما سبق وقامت به الدول الغربية التي تقدمت إلى عضوية الناتو بحثا عن الأمن والاستقرار. وأنحى باغابش باللائمة على البلدان الغربية والولايات المتحدة التي تواصل إغداق المال على جورجيا من أجل دعم قواتها المسلحة وبناء جيشها ما يثير شهيتها إلى استخدام القوة ضد جيرانها مثلما حدث مؤخرا في أغسطس (آب) من العام الماضي. وأعرب عن أمله في أن تقوم هذه البلدان بتحويل مثل هذا الدعم المالي إلى مجالات أخرى ومنها تشكيل صندوق للمساهمة في إعادة بناء ما دمرته الحرب في ابخازيا وتوفير الظروف المناسبة لعودة المهجرين من الجورجيين إلى ديارهم مؤكدا استعداد ابخازيا للمساهمة في هذا الصندوق. وإذ أشار إلى أن روسيا هي الضمان الاستراتيجي لأمن وتطور ابخازيا كشف عن الكثير من خطط التعاون الاقتصادي مع المستثمرين الروس في مجال التنقيب عن النفط في الجرف القاري للبحر الأسود والمشروعات المشتركة في مجال السياحة وتعمير المنتجعات في المنطقة التي تعد الأهم والأغنى والأوفر ثراء من حيث الطبيعة الخلابة ومواقع الاصطياف الأكثر شهرة على مدى التاريخ المعاصر.

ومن المعروف أن ما يقرب من 85% من أبناء ابخازيا يحملون الجنسية الروسية بما يمنحهم الحق في جواز السفر الروسي الذي يظل بالنسبة لهم السبيل الوحيد إلى الاتصال بالعالم الخارجي. ورغم ذلك يبدو حرص ابخازيا شديدا على عدم السماح لغير أبناء ابخازيا في تملك الأراضي والعقارات تحسبا لذكريات مريرة خلت.