ميليباند: لن نسمح لأحد بتحويل ما يجري في شوارع طهران لنزاع بين بريطانيا وإيران

قال إن ما يحدث في إيران سيحله الإيرانيون لكنه يهم العالم

إيرانية ترفع لافتة تطالب بالحرية أثناء مظاهرة أمام السفارة الإيرانية في الكويت امس (أ ف ب)
TT

أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، أمس، أنه لن يسمح للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، بتحويل التظاهرات الجارية في إيران احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية إلى «صراع» بين البلدين. وكتب ميليباند في صحيفة «ذي صن» أن «المتظاهرين في شوارع طهران برهنوا على نبل».

وأضاف أن آية الله علي خامنئي، «حاول تحميل الغرب مسؤولية الاضطرابات. لكننا لن نسمح لأحد بتحويل ما يجري في شوارع طهران إلى نزاع بين بريطانيا وإيران». وتابع الوزير البريطاني «رسالتي إلى الشعب الإيراني بسيطة: تقرير مصير بلدكم يعود إليكم». وأضاف، «لكننا نريد أن نعرف ما إذا كانت إيران مستعدة للعمل معنا لإعادة الثقة في نواياها النووية، ونريد أن نعرف ما إذا كانت مستعدة للعمل من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين». وتابع «لن نتدخل في شؤونهم، لكننا نسعى إلى احترام الحقوق الإنسانية الأساسية». وأكد أن «ما يحدث في إيران سيحله الإيرانيون لكنه يهم العالم».

وكان خامنئي، دعا في خطبة الجمعة إلى وقف التظاهرات التي لا سابق لها منذ ثلاثين عاما، احتجاجا على إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد. ودان خامنئي انتقادات الدول الغربية «وعلى رأسها الحكومة البريطانية» لنتائج الاقتراع. واستدعت لندن القائم بأعمال إيران في بريطانيا لإبلاغه بأن هذه التصريحات «غير مقبولة». ودان ميليباند يوم الأربعاء «أعمال العنف وخصوصا سقوط قتلى» خلال التظاهرات في طهران، لكنه رأى أن الأزمة في إيران «ليست شرخا بين إيران والغرب». وقال «لن نجد أنفسنا في موقع يمكن فيه اتهام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو أي بلد غربي آخر بالسعي لاختيار الحكومة الإيرانية». ودعت الدول الغربية طهران إلى ضبط النفس بعد خطبة مرشد الجمهورية الإسلامية. ففي واشنطن، حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الحكومة الإيرانية من أن «العالم يراقب» سلوكها وقال إنه يقف «إلى جانب الذين يطالبون بالعدالة بشكل سلمي». وتابع أن الطريقة التي سيتبعها القادة الإيرانيون في «التعامل مع الذين يحاولون إسماع أصواتهم بوسائل سلمية، ستعطي الأسرة الدولية فكرة جيدة عما هو قائم أو غير قائم في إيران». وأضاف أن «فكرة نزول مئات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في إيران بدعوة من الغرب أو الولايات المتحدة ذريعة قديمة يتم إبرازها من وقت لآخر. إلا أنها لن تجدي». وأكد مجددا أن ما يحدث في إيران «ليس قضية الولايات المتحدة أو الغرب ضد إيران بل قضية الشعب الإيراني». وكان الناطق باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس، صرح قبيل ذلك «لا يمكننا أن نصبح أداة في الجدل الذي يدور حاليا في إيران بين الإيرانيين». ورفض غيبس في الوقت نفسه تشديد موقف البيت الأبيض حيال نظام طهران. وقال «كثيرون يودون ألا نكون متورطين في ذلك». وجاءت تصريحات أوباما بعيد تبني الكونغرس قرارا يقضي بدعم الإيرانيين الذين «يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الإنسان». وقد أقر مجلس النواب النص بـ405 أصوات مقابل صوت واحد، بينما تبنى مجلس الشيوخ نصا مماثلا برفع الأيدي. ويعبر النص عن «الدعم لكل المواطنين الإيرانيين الذين يؤمنون بقيم الحرية وحقوق الإنسان والحريات المدنية وحكم القانون». كما ينص على «إدانة العنف ضد المتظاهرين، الذي تمارسه حكومة إيران والميليشيات الموالية لها، وقطع الاتصالات الإلكترونية المستقلة عبر التدخل بالإنترنت والهواتف الجوالة».