عراقيون في الكاظمية يؤيدون المتظاهرين في إيران.. ويأملون أن تكف التدخلات الإيرانية

بعضهم توقع استمرار أحمدي نجاد رئيسا

TT

يقول خياط في سوق الكاظمية الشيعي ببغداد، من دون لف ولا دوران إن «الإيرانيين يتدخلون دائما في شؤوننا، وآمل أن تكف تدخلاتهم إذا حصلت تغييرات» في إيران، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة، التي أعقبت الانتخابات الرئاسية. وفي حديث مع وكالة «الصحافة الفرنسية» يدعم العديد من الشيعة العراقيين على غرار صالح عزيز (43 سنة) الإيرانيين الذين يحتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أدت إلى إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، الذين نزلوا إلى الشارع في تظاهرات ضخمة لم تشهد مثيلا لها الجمهورية الإسلامية منذ ثلاثين سنة.

ومنذ الإطاحة بنظام صدام حسين سنة 2003، شهد البلدان، حيث أغلبية السكان من الشيعة، تقاربا كبيرا بعد حرب دامية بينهما (1980 ـ 1988) خلفت نحو مليون قتيل.

فقد تسلم السلطة في بغداد عدد من القادة السياسيين الشيعة، الذين أمضى عدد كبير منهم سنوات طويلة في المنفى في إيران، ما أتاح تحسين العلاقات بين البلدين، وتمتع إيران بنفوذ متنام في العراق. وأضاف صالح، وهو يحتسي القهوة مع أصدقائه أن «الإيرانيين المتظاهرين على صواب، لكن أظن أن أحمدي نجاد سيبقى في السلطة. إنه نافذ ويدعمه آية الله علي خامنئي».

وغير بعيد عنه ينتقد قيس زهار، بائع الهواتف الجوالة الطريقة التي يفرض بها القادة الإيرانيون، لا سيما آية الله خامنئي، آراءهم على المجتمع برمته. وقال الرجل الشاب (27 سنة) «على القادة من رجال الدين ألا يتدخلوا في السياسة والحياة اليومية. أنا أدعم المتظاهرين، وإذا سقط النظام سيكون ذلك جيدا لإيران والعراق».

وبينما يجمع البلدين انتماء أغلبية السكان إلى المذهب الشيعي، فإن النظرة إلى دور رجال الدين ليست واحدة. إذ يرى الإيرانيون أن جوهر السلطة يعود إلى رجال الدين، بينما يعتبر العراقيون أن على رجال الدين الاكتفاء بالنصح وليس ممارسة العمل السياسي بتفاصيله اليومية. وهذا ما يفرق جوهريا بين آية الله علي خامنئي، وآية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي في العراق.

وينص الدستور الإيراني على ولاية الفقيه، ويمنح نفوذ كبيرا «للمرشد الأعلى» في الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الذي «يحدد السياسات العامة» للدولة. وفي مدينة النجف الشيعية المقدسة جنوب بغداد حيث يوجد الزوار الإيرانيون بكثافة، يأمل مهند حسن (24 سنة) أيضا في حصول تغيير في إيران المجاورة. وقال «أظن أنه إذا انتصر أحمدي نجاد فسيكون لذلك انعكاس سلبي على العراق، لأن التدخل الإيراني سيتواصل».

ويشاطره الرأي علي صالح الموظف (43 سنة) الذي قال: «إذا انشغل القادة الإيرانيون بمشكلاتهم، فلن يكونوا قادرين على الاهتمام ببلدان أخرى، وسيتوقفون عن التدخل». وفي كربلاء المدينة الشيعية المقدسة الأخرى، أكد شرطي رفض كشف اسمه، أنه يأمل في نهاية نفوذ طهران، وقال «إننا لا نتدخل في الشؤون الإيرانية، ونتوقع منهم الشيء نفسه». لكن إمام المدينة، الشيخ عباس الدبول، يرى في المقابل أن تغييرا في إيران ستكون له «انعكاسات سلبية» على العراق، معتبرا أن «سلطة أحمدي نجاد أفضل من أي نظام آخر، عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع العراق». ويرى العراقيون الذين شهدوا في الآونة الأخيرة انبثاق ديمقراطية في بلادهم، التي كان يمسكها صدام حسين بقبضة حديدية، أن من حق جيرانهم أيضا أن يتمتعوا بـ«الحرية». وقال صالح عزيز، الذي يملك دكانا قرب ضريح الإمام الكاظم في بغداد «إننا أحرار هنا. أحرار في التصويت والتعبير والانتقاد، وعندما انتخب يؤخذ صوتي في الاعتبار فلماذا لا يتمتع الإيرانيون بذلك؟».