نائب عراقي: الحكومة تفاوض خاطفي البريطانيين لدخول العملية السياسية.. والجثتان لرهينتين قُتلا قبل عام

لندن رجحت بأن الجثتين اللتين تسلّمتهما من بغداد لاثنين من رعاياها الـ5 المختطفين منذ عامين

TT

أعلنت بريطانيا أمس هوية جثتين تسلمتهما من السلطات العراقية، بأنهما تعودان إلى رجلين اختطفا مع ثلاثة بريطانيين آخرين في بغداد منذ عام 2007، وفيما نفى نائب عراقي، مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قيامه بدور الوسيط في مفاوضات مع الجهة الخاطفة، أكد بأن الجثتين تعرضتا للقتل قبل نحو عام من الآن. وعرف بيان مقتضب، نشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية واطلعت «الشرق الأوسط» عليه، الجثتين بأنهما تعودان إلى جيسون كريسويل وجيسون سويندلهيرست المختطفين في العراق.

وقال البيان «مع بالغ الأسف فقد أعلمنا اليوم عوائل الرهائن، بأنه بناء على مؤشرات قوية، فان إحدى الجثتين تعود على الأرجح إلى جيسون كريسويل، المتحدر من غلاسكو، والثانية لجيسون سويندلهيرست من سكيميريديل».

وأضاف البيان، بان وزارة الخارجية على اتصال بكل عوائل الرهائن، مضيفا «نحن عازمون على فعل أي شيء باستطاعتنا من اجل إطلاق سراح بقية الرهائن». وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، أعلن أول من أمس أن الحكومة العراقية سلمت الليلة الماضية إلى السلطات البريطانية في العراق جثتين ربما تكونان لاثنين من الرهائن. وكان البريطانيون الخمسة، وهم عبارة عن خبير إداري وأربعة من مساعديه قد تعرضوا للخطف بعد محاصرتهم من قبل العديد من الرجال، الذين كانوا يرتدون الزي العسكري في وزارة المالية ببغداد في مايو (أيار) 2007. وتشير هوية الجثتين إلى أن الخبير بيتر مور، وهو الوحيد من هؤلاء الخمسة الذي أعلن اسم عائلته سابقا، ليس بينهما.

ورغم نفي الحكومة العراقية بشكل رسمي دخولها في مفاوضات مع الجماعة الخاطفة، غير أن مصادر عراقية مطلعة أكدت وجود وساطات حكومية لإطلاق سراح المتبقين من الرهائن. وكانت الحكومة العراقية قد أطلقت مؤخرا سراح ليث الخزعلي وهو شقيق زعيم «عصائب أهل الحق» المنشقة عن ميليشيا جيش المهدي التابع للتيار الصدري، التي تبنت عملية خطف الرهائن. وأشارت تقارير في حينها إلى أن عملية إطلاق السراح جاءت ضمن صفقة لإطلاق سراح الرهائن. من جانبه، نفى سامي العسكري، النائب عن الائتلاف العراقي الموحد والمقرب من المالكي، أن يكون وسيطا في المفاوضات. وقال العسكري لـ«الشرق الأوسط»، «لست وسيطاً في المفاوضات بين الحكومة وعصائب الحق، فضلاً عن كوني نائباً في البرلمان، الأمر الذي لا يمكن أن أكون وسيطاً للحكومة في أية مفاوضات». وكان صلاح العبيدي، المتحدث باسم التيار الصدري، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» أن العسكري هو من يقوم بدور الوسيط، قائلاً «بحسب معلوماتنا فان الوسيط الحكومي الذي يفاوض عصائب الحق هو سامي العسكري»، غير انه نفى أن تكون لديه أية معلومات بشأن المختطفين البريطانيين.

وقال العسكري «لا يوجد أي اتفاق إلى الآن وقد كذب الخبر، لكن في الوقت نفسه يوجد حوار بين الحكومة والعصائب حول جملة من الأمور». وحول الجثتين اللتين سلمتهما الحكومة العراقية إلى السفارة البريطانية ببغداد، قال «لا اعتقد بان الدلائل التي ظهرت على الجثتين تؤكد بأنهما قتلتا حديثاً، سيما أن نوعية الجثتين تؤكد قتل أصحابهما منذ أكثر من سنة، ما معناه (أن القتل وقع) قبل المفاوضات وقبل أي شيء مما يحصل مؤخراً».

وعن المفاوضات بين الطرفين، قال العسكري، إن «الحوار الذي جرى بين الحكومة والعصائب تركز على تخلي الأخيرة عن سلاحها والدخول في العملية السياسية، وكذلك وقف جميع العمليات العسكرية وإطلاق جميع الرهائن والمختطفين الذين بحوزتهم، بالمقابل طالبت العصائب الحكومة أن تطلق سراح جميع معتقليهم لدى الأميركيين، سيما أن هناك بعض المعتقلين من جماعة عصائب أهل الحق ما زالوا معتقلين لدى الأميركيين، والحكومة تنتظر أن يتم تسليمهم إليها، وفي حال ثبت عدم وجود أي دليل على ارتكابه مخالفة أو أمر قضائي صادر بحقه، يطلق سراح المعتقل وفقاً لمشروع المصالحة الوطنية».

وشدد العسكري على أن «عصائب الحق ستعامل مثلما تعاملت الحكومة مع مجالس الصحوات، الذين كانوا من ضمن المجموعات المسلحة، الذين انخرطوا في العملية السياسية وفقاً لمفهوم المصالحة بين أطياف الشعب العراقي» بحسب قوله.

وأضاف العسكري، أن «هناك اتفاقا مبدئيا من قبل عصائب الحق حول استعدادهم لوقف كل العمليات العسكرية والانخراط بالعمل السياسي، مقابل ذلك يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الطرفين، بان تباشر الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين لدى الحكومة وكذلك التحدث مع الجانب الأميركي بان يطلق سراح المعتقلين الذين بحوزتهم».

وعن توقيت تسليم الجثتين، قال إن «تسليم الجثتين في هذا الوقت هو جزء من ضغط الحكومة على جماعة عصائب الحق لتسليم ما لديها من رهائن سواء أحياء أو أمواتا» لافتاً إلى أن «الأمر الآن يعتمد على الحكومة، فهل ستطلق سراح المعتقلين لديها؟ وهل الاميركان والبريطانيون سيساعدون على إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين؟، فإذا كانت هناك إشارات من هذا القبيل، فان جماعة عصائب أهل الحق حريصة على الانتهاء من جميع الملفات التي لم تحسم إلى الآن، سيما أنهم يرغبون بشدة في دخول الانتخابات المقبلة التي لم يتبق لها شيء لإجرائها».