مقتل 7 من عناصر الشرطة في هجمات بأسلحة كاتمة للصوت في بغداد والموصل

استمرار أعمال البحث عن ضحايا في موقع التفجير الانتحاري جنوب كركوك

امرأة تعاين أمس الدمار الذي خلفه التفجير الانتحاري في بلدة تازة جنوب كركوك أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما أكدت مصادر أمنية أمس أوقعت هجمات متفرقة، 7 منها بأسلحة كاتمة للصوت، 10 قتلى في صفوف عناصر الشرطة العراقية في بغداد والموصل، حسبما أكدت مصادر أمنية أمس. من ناحية ثانية واصل سكان بلدة تازة جنوب كركوك التي شهدت أول من أمس تفجيرا انتحاريا ضخما أوقع عشرات القتلى والجرحى البحث عن ضحايا بين الأنقاض التي خلفها الانفجار.

وقال مصدر في الشرطة إن مسلحين مجهولين قتلوا مساء أول من أمس أربعة من عناصر الشرطة بأسلحة كاتمة للصوت. وأوضح، حسب وكالة الصحافة الفرنسية أن «المسلحين نفذوا أكثر من هجمة بأسلحة كاتمة للصوت مستهدفين دوريات للشرطة كانت تنتشر في الشارع الرئيسي في حي الجامعة (غرب بغداد) ولاذوا بعدها بالفرار مستغلين الجدران الإسمنتية في الشارع». وتابع أنه صباح أمس «وقعت اشتباكات بين مسلحين مجهولين ودوريات للشرطة في الشارع ذاته، ما أسفر عن مقتل اثنين من الشرطة». وأكد مصدر عسكري وقوع الاشتباكات ومقتل اثنين من الشرطة. ويشهد حي الجامعة في بغداد الذي تعيش فيه غالبية سنية، أعمال عنف من حين لآخر رغم مواصلة انتشار قوات الأمن العراقية للعمل على وقف أعمال العنف في عموم مناطق بغداد.

وفي هجوم آخر، قتل اثنان من رجال الشرطة وأصيب ثالث بجروح عندما هاجم مسلحون مجهولون دورية للشرطة في منطقة الغزالية (غرب)، وفقا لمصدر في الشرطة. وأوضح أن «المسلحين أطلقوا النار على دورية شرطة كانت تقوم بمهام أمنية في الطريق الرئيسي ولاذوا بالفرار، تاركين قتيلين وجريحا من عناصر الدورية».

وفي الموصل قتل أحد عناصر الشرطة في هجوم بسلاح كاتم للصوت في حي الفيصلية (وسط)، وفقا لمصدر في الشرطة. إلى ذلك، قتل مدني وأصيب ثلاثة أشخاص بينهم شرطي في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة أمس في شارع الجمهورية وسط الموصل، وفقا للمصدر ذاته.

من ناحية ثانية، تجمع عشرات الرجال صباح أمس في موقع التفجير الانتحاري في بلدة تازة جنوب كركوك أول من أمس، الذي أسفر عن مقتل أكثر من سبعين شخصا وإصابة أكثر من مائتين، لمساعدة فرق الإنقاذ التي تواصل عمليات البحث عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض.

وانتشرت قوات أميركية وعراقية منذ مساء أول من أمس، في البلدة المنكوبة، وسط ركام العديد من المنازل التي سواها الانفجار بالأرض وأثار الدمار ورائحة الدماء والدخان التي انتشرت في المكان. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن البلدة بدت خالية وأغلقت المحال التجارية، ولا يشاهد فيها سوى عدد محدود من الرجال الذين يواصلون البحث عن ضحايا بين الأنقاض. فيما توجه آخرون لدفن موتاهم في المقبرة القريبة من الناحية.

وقال علي قنبر غيدان (41 عاما)، أحد المتطوعين للمساعدة في دفن الضحايا «إنها مصيبة حلت علينا، خسرنا العشرات طيلة حكم نظام صدام لأننا انتمينا لحزب الدعوة مطلع الثمانينات، واليوم خسرنا المئات عندما تولى الحزب قيادة البلاد». وأضاف «استهدفونا لأننا تركمان ومن طائفة معينة، المجرمون وأعداء العراق يريدون إيقاعنا في فكرهم وخرابهم وجرائمهم». وتابع «لكننا سنبقى ثابتين في أرضنا ولن نتزحزح عن بلدنا أو نتراجع عن مذهبنا وسنبني العراق مهما كلف الأمر».

وطالب غيدان بأسى «الحكومة العراقية بإعلان بلدته بلدة منكوبة». وانتقد تأخر المساعدات الحكومية، قائلا «حتى الآن لم تصلنا الحكومة، نريدها أن تأتي وتعيننا على مصابنا، لأننا اليوم مشردون بلا مأوى وبلا طعام وبلا ماء أو كهرباء، والقوات الأميركية هي التي تقدم لنا الآن المياه». وناشد المسؤولين «العمل على إعادة بناء الدور وإسكان من شرده التفجير الإجرامي».

بدوره، قال الملازم سعد محمود، من فرق الدفاع المدني «إن ثمانين منزلا مهدمة بالكامل، والأضرار لحقت بعشرات الدور في عموم الناحية إلى جانب المحال والمقاهي والأبنية الحكومية». وأضاف «أننا مستمرون في أعمال رفع الأنقاض والبحث عن ضحايا محتملين».

وقال مجيد شاكر علي (58 عاما)، أحد وجهاء البلدة، «مدينتنا نكبت بهذا التفجير الذي دمر أهلها وأحياءها، إنه الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء في منازلهم وهم عزل لا ذنب لهم سوى أنهم يؤدون فروضهم وطقوسهم ويتمسكون بأرضهم». وتابع «أن التفجير أحدث صدمة في نفوسنا فكيف لك أن ترى طفلا عمره سنتان أو أقل يخرج ميتا من تحت الأنقاض، أو ترى شيخا كهلا أو عجوزا وهي ممزقه تحت بيتها وبيدها مصحف شريف، أو عائلة كاملة يتم انتشالها من تحت الأنقاض بينما كانت جالسة لتناول الغذاء، لعن الله قتلى أبنائنا وأهلنا وشعبنا». وأكد أن أربع عائلات بأطفالها أبيدت بالكامل تحت أنقاض منازلها في التفجير.