صفير يشكر جميع الذين استنكروا «ما رشقه» به البعض لموقفه من الانتخابات

رأى أن لبنان أمانة في أعناق جميع أبنائه على اختلاف أديانهم

TT

شكر أمس البطريرك الماروني نصر الله صفير «جميع الذين تفهموا موقفنا من الانتخابات النيابية وأعربوا لنا عن عاطفتهم واستنكروا ما رشقنا به بعضهم من ذوي الأغراض التي باتت معروفة». وأبدى، في حديث صحافي، تحفظه على مسألة «الثلث المعطل» في الحكومة الجديدة، وقال «لا أفهم بذلك الثلث المعطل. نحن اعتدنا أن يكون هناك فريق يحكم وفريق يعارض». ولم ير «سببا لفتنة مسيحية شيعية أو أي فتنة مع طوائف أخرى لتمرير مؤامرة التوطين». وقال «هناك أناس لهم أغراض وغايات ويعرفون بعضهم بعضا. وبالنسبة إلى التوطين فمرفوض ولبنان بلد صغير ولا يحتمل التوطين». وأسف، خلال استقباله وفودا شعبية «لما حدث هذه الأيام، لكننا لا نزال جميعا في لبنان. ولبنان أمانة في أعناقنا جميعا على اختلاف أدياننا وطوائفنا» آملا في أن «تمر هذه الزوبعة وأن يبقى اللبنانيون متفاهمين متساندين يعملون جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا في سبيل وطنهم لبنان». وفيما تمنى صفير، كل الخير والتوفيق للنواب الجدد مع بدء ولاية المجلس الجديد، لم يشأ الدخول في مسألة الترشيح إلى رئاسة البرلمان تأييدا أو اعتراضا. وعن رأيه في الرئيس نبيه بري مرشحا أوحد «هذا أمر يخص النواب وليس لي ما أقوله في هذا المجال. ومن يختاره النواب يكون هو المرشح الأفضل». وعما إذا كان يؤيد تولي رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة المقبلة، قال «نؤيد من يؤيده النواب لهذا المنصب. وهو رجل معروف عنه الاعتدال وابن رجل كان يملأ مركزه ويخدم الوطن خير خدمة».

ورأى أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يضطلع بـ«دور معتدل، وإن كان صعبا لأن التوفيق بين الطوائف المختلفة في لبنان ليس أمرا سهلا». وإذا كان يؤيد إعطاء الثلث الضامن لرئيس الجمهورية في الحكومة المقبلة، قال «نحن مع أن يقوم رئيس الجمهورية بما عليه من واجب تجاه الوطن. والطريقة التي يتخيلونها أو ينص عليها الدستور نحن معها لهذا الدور الذي يجب أن يعود إلى رئيس الجمهورية».

وكان صفير استقبل نائب «القوات اللبنانية» جورج عدوان، الذي صرح عقب اللقاء «أظهرت كل الظروف، من سنوات وسنوات بعيدة... أنه كان لبكركي الدور الريادي فيها وفي تعزيز الاستقلال الثاني وإطلاقه» لافتا إلى «أنه إذا كنا اليوم ننعم بالحرية والأمن والاستقرار، وحتى المعارضون الذين يستطيعون إبداء آرائهم بصراحة، ومن دون أي ضغط أو شائبة، فيعود الفضل في ذلك لمواقف بكركي السباقة في ذلك».

بدوره، رد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع على منتقدي البطريرك وقال «هناك من ينتقد البطريرك صفير لأنه قبل الانتخابات أعطى مواقف سياسية. من هنا أريد أن أذكر البعض أن البطريرك قبل انتخابات 2005، أطلق مواقف سياسية وكانوا هم أول المهللين له. أيعقل أن نهاجم البطريرك عندما يطلق مواقف لا تناسبهم وتصبح بكركي عرضة للهجوم؟ هذا أمر غير مقبول وعلى كل واحد منا أن يتصرف بالحد الأدنى من المنطق».

وذكر الذين يتطاولون اليوم على بكركي وسيدها بمواقف البطريرك والبطريركية خلال محطات ثلاث: في عام 1920 خلال إنشاء دولة لبنان الكبير، وفي 1975 حين دافعت بكركي وسيدها عن الوجود المسيحي في لبنان، ومن 1990 حتى 2005 حين كان سيد بكركي ومن وراءه يعانون أشنع أنواع الاحتلال.