أوباما واثق من قدرة باكستان على عزل الإسلاميين المتطرفين

مقتل 10 مدنيين و7 مسلحين في اشتباكات في وادي سوات

TT

أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما «عن ثقته بقدرة» باكستان شعبا وحكومة على «عزل المتطرفين» الإسلاميين وذلك في مقابلة بثها تلفزيون «دون.تي.في» الباكستاني. وقال أوباما «أثق بقدرة شعب وحكومة باكستان على تسوية المشاكل بالطرق الديمقراطية وبعزل المتطرفين»، مؤكدا أن بلاده «شريك وصديق» لباكستان وأنها لن تتدخل مباشرة في شؤون البلاد. وأضاف أوباما «لطالما عرفت باكستان كيف تتخطى مشاكلها. وليس هناك أي سبب لكي لا تتخطى مشاكلها اليوم». وتابع «لا ننوي إرسال قوات إلى باكستان». وينتشر حوالي 60 ألف جندي أميركي في أفغانستان. وأوضح أوباما أنه في حين تهز باكستان منذ عامين موجة اعتداءات أدت إلى مقتل ألفي شخص «دعمنا في الماضي باكستان عسكريا ومن المهم التحقق أن هذا الدعم العسكري يستخدم ضد المتطرفين وخصومنا المشتركين».

وقال إن «باكستان وجيشها يهتمان بشؤون البلاد العسكرية». لكن أوباما لم يجب عن سؤال حول إطلاق النار بانتظام من طائرات أميركية من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية في شمال غرب البلاد التي تعتبرها واشنطن معقلا لطالبان وحلفائها من «القاعدة». وأضاف أوباما «علينا مساعدة باكستان وتأمين لهذا البلد الموارد لتطورها. العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان يجب ألا تقوم فقط على التعاون العسكري». وباكستان حليفة واشنطن في حربها على الإرهاب التي أطلقت إثر اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة. ويحث الأميركيون إسلام آباد على التدخل في المناطق القبلية شمال غرب البلاد المتاخمة لحدود أفغانستان التي تستخدم قواعد خلفية للمتمردين الذين يشنون، على حد قولهم، هجمات على القوات الغربية المنتشرة في أفغانستان. وطلبت واشنطن من الحكومة الباكستانية أن تشن في نهاية أبريل (نيسان) هجوما عسكريا على طالبان في منطقة سوات (شمال غرب) بعد تقدم الإسلاميين باتجاه إسلام آباد، عاصمة الدولة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي. وفي هذا الخصوص أعرب أوباما «عن ثقته بأن ترسانة باكستان النووية في أمان». وفي بيشاور أفادت الشرطة أن ما لا يقل عن سبعة من عناصر طالبان قتلوا الأحد في شمال غربي باكستان في مواجهات مع قرويين شكلوا ميليشيات للدفاع الذاتي. وأوقف قرويون في بلدة باتراك في دير العليا متمردين كانوا يفرون شمالا حسب ما قال قائد شرطة المنطقة حجاز أحمد. وأضاف أن «سبعة متمردين قتلوا» في مواجهات عنيفة بالأسلحة الخفيفة، موضحا أن الشرطة أغلقت المنطقة لاعتقال المتمردين الآخرين الفارين.

ومطلع يونيو (حزيران) أعلن الجيش الباكستاني الذي أطلق في نهاية أبريل (نيسان) هجوما لطرد قوات طالبان من ثلاث مناطق هي سوات وبونر ودير العليا، أن آلاف القرويين في دير العليا شكلوا ميليشيات لمحاربة طالبان. وكانت هذه الميليشيات تلقت دعما جويا من الجيش الباكستاني الذي شجع في الماضي تشكيلها لمساندة قواته لمقاتلة المتمردين. وقتل القرويون حتى الآن ما لا يقل عن ثلاثين من طالبان وأصابوا 12 بجروح مع القتلى السبعة الذين سقطوا اليوم بحسب أحمد.

من ناحية ثانية قتل ما لا يقل عن 10 مدنيين و7 مسلحين أمس في غارات جوية شنتها طائرات الجيش وفي اشتباكات في الإقليم الشمالي الغربي المضطرب في باكستان، وذلك حسبما ذكر مسؤولون وسكان محليون بمناطق القتال. ويأتي سقوط هذا العدد الأخير من القتلى في وقت كرر فيه رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني وعودة لتخليص البلاد من التطرف والإرهاب.

وقامت الطائرات الباكستانية صباح اليوم الأحد بقصف مواقع مشتبه فيها للمسلحين في قريتي مكين بازار وشاكار كوت جنوب وزيرستان، وهي منطقة قبلية تتخذها شبكة «القاعدة» وحركة طالبان الإسلامية كملاجئ لها. وقال أحد السكان رفض الكشف عن هويته «إن بعض القنابل أصابت المناطق السكنية في القريتين.. وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص في مكين بازار وأربعة آخرون في شاكار كوت. ودمر العديد من المنازل أو أصيبت بتلفيات». ولم تبدأ الحكومة رسميا أي هجوم عسكري في جنوب وزيرستان. إلا أن الطائرات والمروحيات استهدفت أماكن اختباء المسلحين في المنطقة. وتأتي هذه الأفعال في المناطق القبلية في الوقت الذي تقوم فيه القوات الحكومية بإنهاء عملية في سوات وثلاث مناطق أخرى من إقليم الحدود الشمالي الغربي المجاور. وقال الجيش في بيان أمس إن سبعة مسلحين قتلوا وأصيب 16 آخرون في اشتباكات مختلفة في سوات وهو وادي يشتهر بمناظر خلابة ويقع على مسافة 140 كم شمال غربي إسلام آباد.