العالم يواجه خطرا متزايدا لحصول تغيرات مناخية «لا عودة عنها»

مستوى قياسي لذوبان الكتلة الجليدية في المحيط المتجمد الشمالي في فصل الصيف

المستكشف بن هادو يجري اختبارات على بدلته في أثناء الأعمال التحضيرية للمسح في المنطقة القطبية الشمالية (رويترز)
TT

يحذر علماء قبل ستة أشهر من مؤتمر كوبنهاغن من أن البشرية تواجه بشكل متزايد خطر حصول تغيرات مناخية «لا عودة فيها»، في غياب أي تحرك سريع وفعال.

وستلتقي الأسرة الدولية في ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة الدنماركية، في مسعى لمحاربة الاحترار المناخي الذي يتهدد الأرض وللتوصل إلى اتفاقية تحل مكان بروتوكول كيوتو الذي تنتهي مدته عام 2012.

وفي تقرير تحليلي نشر قبل أيام وأتى استنادا إلى نتائج اجتماع ضم ألفي باحث من 80 دولة مختلفة في مطلع مارس (آذار) في كوبنهاغن، دق 12 عالما ناقوس الخطر حيال احتمال حصول تغيرات مناخية «مفاجئة ولا عودة عنها». واستنتج هؤلاء العلماء أن عددا من المعايير المناخية وصلت إلى مستويات «تقارب الحد الأقصى» الذي حدده الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ الحائز جائزة نوبل للسلام. ويشكل تقرير الفريق لعام 2007 أساسا للمفاوضات الدقيقة التي تجرى الآن تحت مظلة الأمم المتحدة. ويشير العلماء إلى أن عددا من المؤشرات المناخية تخطت التقلبات الطبيعية التي تطورت فيها المجتمعات المعاصرة ومنها ارتفاع متوسط معدل الحرارة على سطح الأرض وارتفاع مستويات البحار وذوبان الكتل الجليدية وارتفاع حموضة المحيطات. ويذكر العلماء الأطراف المشككة بالتوقعات المتعلقة بالتغيرات العميقة الحاصلة حاليا والمستقبلية، بأن تغييرات مناخية «هائلة» حصلت على مر التاريخ لكن السنوات الـ12 ألفا الأخيرة شهدت استقرارا كبيرا. وقد يتعدى معدل ارتفاع مستوى مياه البحر المتر الواحد بحلول عام 2100، وفقا للدراسات الأخيرة التي أجراها ستيفان رامستورف من معهد الأبحاث في بوتسدام في ألمانيا. ولعل أكبر التغييرات منذ التقرير الأخير للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ هو ذوبان الكتلة الجليدية في المحيط المتجمد الشمالي في فصل الصيف وقد سجلت هذه الظاهرة مستوى قياسيا في عام 2007. ويعتبر هذا العنصر المناخي مهما جدا، إذ إن الثلوج والجليد تعكس أشعة الشمس وتعيد إرسالها إلى الغلاف الجوي فيما تحبس المياه الحرارة على الأرض. ولم يقدم العلماء أي أرقام تحدد مستويات تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة الضرورية، علما أن هذا الموضوع سيكون في صلب المفاوضات في قمة كوبنهاغن، لكنهم أكدوا أن تحديد أهداف متدنية جدا في هذا الإطار ستكون له عواقب وخيمة «وبعضها قد يكون لا عودة عنه». وتقضي الأهداف التي حددتها الدول الصناعية حتى الآن لعام 2020، بخفض انبعاثات دول الشمال بنسبة 8 إلى 14% بالمقارنة مع مستويات عام 1990، فيما يعتبر العلماء أنه من الضروري تخفيض الانبعاثات بنسبة 25 إلى 40% لاحتواء الارتفاع في حرارة الأرض بدرجتين مئويتين. ونشر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم.أي.تي) أخيرا دراسات في أواخر مايو (أيار) تتوقع بلوغ معدل ارتفاع الحرارة 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ما لم يتم تخفيض الانبعاثات بشكل جذري. ويساوي هذا المعدل ضعف المعدل الذي كان المعهد قد توقعه في عام 2003. وتعتبر البروفسورة كاثرين ريتشاردسون، التي أشرفت على صياغة التقرير، أن المجتمع يمتلك «كل الوسائل الضرورية» لمواجهة تحدي التغير المناخي، لكن العنصر الأساسي المفقود هو «الإرادة السياسية».