طهران تطرد مراسل «بي بي سي» وتهدد وسائل الإعلام بإجراءات أكثر شدة

هيئة الإذاعة البريطانية اتهمت السلطات الإيرانية بالتدخل في عملها.. و«مراسلون بلا حدود» تفيد عن اعتقال 3 صحافيين ايرانيين

متظاهر إيراني يرفع خوذة رجل أمن خلال مواجهات أول من أمس مع الشرطة في طهران (رويترز)
TT

أعلنت إيران، أمس، أنها قررت طرد مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في طهران، وأنه أعطي مهلة مدتها 24 ساعة لمغادرة البلاد، فيما هددت طهران وسائل إعلام بريطانية أخرى، لم تسمها، بإجراءات أكثر شدة إذا واصلت «تدخلها في الشؤون الداخلية» الإيرانية، بحسب ما ذكرت وكالتا «فارس» و«مهر» للأنباء الإيرانيتان. وأكدت «بي.بي.سي» في لندن طرد مراسلها الدائم في إيران جون لين، مشيرة إلى أن مكتبها في طهران سيبقى مفتوحا.

ونقلت وكالة «فارس» شبه الرسمية الإيرانية للأنباء، عن مسؤول إيراني قوله إنه «يتعين على يون لين مغادرة إيران خلال الـ 24 ساعة القادمة بتهمة نشر أخبار وتقارير كاذبة وإغفال الحياد في الأخبار وتأييد مثيري الشغب ووطء حقوق الأمة الإيرانية». وقال مسؤول بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي التي تتعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية، إن لين أبلغ بقرار الترحيل. ولم يقدم المسؤول تفاصيل لكن الإذاعة الإيرانية أشارت إلى «تحريف الأنباء المتعلقة بجمهورية إيران الإسلامية ولا سيما الأنباء التي تخص الانتخابات».

وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، نقلا عن بيان لدائرة الشؤون الصحافية بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، محمد حسين صفار هرندي، أنه «نظرا لأداء محطة (بي.بي.سي) في تزييف الأخبار المتعلقة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ودعمها وتحريضها غير المباشر لمثيري الشغب بهدف استمرار تدمير الممتلكات العامة وخاصة خلال الأيام الماضية، وكذلك محاولتها التأثير الخاطئ على الرأي العام باستخدام الأساليب الإعلامية والحرب النفسية وإرسال أخبار مزيفة منافية للحقيقة والاستخدام غير القانوني لبعض الأفراد المحليين في إطار أهدافها، فقد تم طرد المراسل الدائم لهذه المحطة من البلاد». وأوضح البيان أن دائرة الشؤون الصحافية بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي استدعت جون لين، المراسل الدائم لمحطة «بي.بي.سي» بطهران وأبلغته احتجاجها شديد اللهجة إزاء «الأداء الخبيث» للقسم الفارسي بمحطة «بي.بي.سي»، و«الذي يعتبر مثالا للتدخل السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، وذكرت أنه في حالة استمرار القنوات المختلفة بهيئة الإذاعة البريطانية في بث أخبار كاذبة ومزيفة حول إيران والتدخل في شؤونها الداخلية وتجاهل الإعلان الدولي للأخلاق الصحافية، فإنها ستتخذ إجراءات أكثر جدية حيال ذلك». وبالإضافة إلى «بي.بي.سي»، هناك مؤسستان إعلاميتان بريطانيتان تعملان في إيران هما صحيفة «الفاينانشال تايمز» ووكالة «رويترز» (نشرة وتلفزيون).

ومن جانبها اتهمت هيئة الإذاعة البريطانية السلطات الإيرانية بالتدخل في عملها الإذاعي. وأعلنت «بي.بي.سي» يوم الجمعة أنها زادت عدد الأقمار الاصطناعية التي تبث خدمة إخبارية تلفزيونية باللغة الفارسية بعد حدوث «تشوش مستمر» في إشارات البث من داخل إيران. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان، إن «مشغل القمر الاصطناعي رصد تشوشا وأكد أنه من داخل إيران. ويعتبر هذا التشوش مخالفا لكل الاتفاقات الدولية المنظمة لاستخدام الأقمار الاصطناعية، وإيران من الدول الموقعة عليها».

وأشار مسؤولون إيرانيون بصورة متزايدة على مدى الأسبوع المنصرم إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية لعبت دورا في اندلاع الاضطرابات التي تعصف بإيران منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للنزاع. وفرضت قيودا يوم الثلاثاء الماضي على وسائل الإعلام الأجنبية فيما يتعلق بإمكانية نقل تقارير أو التصوير أو التقاط صور فوتوغرافية في طهران. ومنعت المراسلين من مغادرة مكاتبهم أو غرفهم في الفنادق لتغطية الأحداث. ووفقا للمحطة فإن مراسلها المخضرم، لين، كان في واشنطن عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 حيث كان يبعد أقل من ميل واحد من مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عندما هوجم.

وفي دبي أعلنت قناة «العربية» الإخبارية، أمس، أن السلطات الإيرانية مددت مهلة إغلاق مكتبها «حتى إشعار آخر» في طهران الذي قررته منذ 14 يونيو (حزيران) في سياق الاضطرابات في إيران. وأعلن نبيل الخطيب، رئيس تحرير «العربية» لـ«فرانس برس» أن مراسل العربية، ضياء الناصري، تبلغ هذا القرار من وزارة الإعلام. وقد أغلق مكتب القناة في طهران مبدئيا لمهلة أسبوع تنتهي أمس (الأحد).

من جهتها اعلنت منظمة مراسلون بلا حدود أمس الاحد ان السلطات الايرانية اعتقلت ثلاثة صحافيين ايرانيين منذ السبت واودعتهم السجن، مشيرة الى ان عدد الصحافيين والمعارضين الايرانيين الناشطين على الانترنت المعتقلين في إيران ارتفع الى 33. وافادت المنظمة ان زوجين من الصحافيين اعتقلا في منتصف ليل 20 يونيو (حزيران) في منزلهما في طهران. وقد وصفت مراسلون بلا حدود ايران في بيان بانها باتت «أول سجن في العالم للصحافيين». واوردت المنظمة ان «عناصر باللباس المدني من وزارة الاستخبارات قاموا بمداهمة».

من جهة اخرى، ذكرت المنظمة انها «تلقت تاكيدا لاعتقال علي مزروي رئيس جمعية الصحافيين الايرانيين قبل ظهر 20 يونيو».