انتخاب امرأة عمدة لمراكش.. لأول مرة في المغرب

«العدالة والتنمية» يتنازل لفائدة «الاتحاد الاشتراكي» عن عمدية الرباط

فاطمة الزهراء المنصوري لحظة انتخابها عمدة لمراكش أمس (تصوير: لحسن باخاشو)
TT

انتخبت امرأة أمس عمدة لمدينة مراكش المغربية، وذلك لأول مرة في المغرب. وفي حين بدأ عدد من المدن المغربية أمس عمليات اختيار عمد جدد بعد الانتخابات البلدية التي جرت قبل أزيد من أسبوع، قرر حزب العدالة والتنمية (معارض) التنازل لفائدة مرشح الاتحاد الاشتراكي (مشارك في الحكومة)، عن عمدية العاصمة الرباط.

وفازت فاطمة الزهراء المنصوري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، برئاسة مجلس مدينة مراكش، بعد أن تمكنت من الحصول على 54 صوتا مقابل 36 صوتا، حصل عليها منافسها عمر الجازولي، العمدة السابق، عن حزب الاتحاد الدستوري. وأعلنت المنصوري، 33 سنة بعد انتخابها أمس: «يشرفني أن أرأس بلدية مراكش» و«آمل أن أكون في مستوى المهمة الجديدة».

ومرت مراسم اختيار رئيس المجلس الجماعي لمراكش، التي احتضنها قصر البلدية بمراكش أمس، من دون احتجاجات أو تشنجات أو حوادث تذكر. وأرجع متتبعون هذا الهدوء النسبي إلى أن فوز المنصوري بعمدية المدينة كان متوقعا، وبنسبة كبيرة، منذ يوم الجمعة الماضي، خاصة بعد الاجتماع الذي عقد بمدينة الدار البيضاء، وجمع محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وفؤاد عالي الهمة، عضو المكتب الوطني للحزب، مع أقطاب التحالف الملتف حول المنصوري، إلى درجة أن هذه الأخيرة صرحت لـ«الشرق الأوسط»، صباح السبت الماضي، أن رئاستها لمجلس المدينة «صارت مضمونة»، وأنه سيكون لها شرف العمل «رفقة فريق يريد الخير لمراكش ولأهلها».

ويمثل فوز المحامية المنصوري، بعمدية مراكش سابقة هي الأولى من نوعها، على مستوى المغرب والمدينة الحمراء، على اعتبار أن السيدة أسماء الشعبي، نجلة رجل الأعمال المغربي المعروف ميلود الشعبي، ترأست سابقا مجلس مدينة الصويرة، وهي مدينة صغيرة، لا يطبق فيها نظام وحدة المدينة. ويرجع فوز المنصوري، المحامية الشابة ونجلة باشا مراكش سابقا والسفير السابق للمغرب لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعمدية المدينة، إلى تماسك التحالف الذي تكون من أحزاب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي، الذي أجمع على «ضرورة إحداث التغيير على مستوى تسيير المدينة» و«تدشين مرحلة جديدة لتداول النخب».

إلى ذلك، قال عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية المعارض، إن حزبه قرر دعم ترشيح أول امرأة لعمدية مراكش، في شخص المحامية، فاطمة المنصوري، على الرغم من انتسابها لحزب الأصالة والمعاصرة، الخصم السياسي الأول لحزبه.

وأكد بن كيران، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي، عقدته قيادة الحزب مساء أول من أمس بالرباط، أن حزبه لا يضع خطوطا حمراء على بعض الأحزاب أثناء عقد تحالفات لانتخاب رؤساء البلديات، مشيرا إلى أن القيادات في الجهات (المناطق)، لها صلاحية لدعم ترشيح أي منتخب، وفق معايير محددة، من قبيل النزاهة والاستقامة. بيد أن بن كيران، اتهم، فؤاد عالي الهمة، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، بافتعال مناورات سياسية لتحطيم تحالفات حزب العدالة والتنمية، في كل من مدينتي الدار البيضاء، والرباط، كأبرز مثالين، مضيفا أن الفكر الاستئصالي الذي يحمله الهمة، ضد حزبه، لا يزال مستمرا، ويتخذ أشكالا مختلفة، انطلقت من خلال بث رسائل عبر وسائل إعلام عمومية، وانتهت بالتدخل لفك التحالفات في مدن الشمال والجنوب، على حد قوله.

وقال بن كيران: «إنني فهمت الآن لماذا طلب مني الهمة، تهدئة الخواطر، قبل انطلاق الحملة الانتخابية، لإيقاف المشادات، والتصريحات والتصريحات المضادة التي وترت العلاقات بين الحزبين، لقد كان تكتيكا من قبله، فهو الآن يعمل على تكسير تحالفاتنا»، مضيفا أن قيادة «الأصالة والمعاصرة» أغاظها فوز مرشحي حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى في المدن. وأعلن بن كيران، تنازل حزبه عن دعم ترشيح نائبه، لحسن الداودي، لفائدة فتح الله ولعلو، نائب الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي المشارك في الحكومة، معللا القرار الأخير، بارتفاع حدة الهجوم على حزبه، بالادعاء أنه لا يصلح لتسيير العاصمة الرباط، على الرغم من أن حزبه تلقى 13 شكوى فقط، لم تجر بشأنها النيابة العامة (الادعاء العام)، أي تحقيق، إذ اعتبرتها مجرد ادعاءات. ووجه بن كيران، نداء إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قصد التدخل لإيقاف ما سماه مناورات البعض في ضرب الممارسة الديمقراطية.