الجزائر: «التحالف الرئاسي» يخشى قرب «نهاية مهمته»

قلق وسط أحزابه الثلاثة من أنباء «حزب مرتقب لشقيق الرئيس»

TT

بحث قادة «التحالف الرئاسي» الذي يضم ثلاثة أحزاب تعد الأكبر من حيث التمثيل في البرلمان الجزائري، مستقبله في المشهد السياسي في ضوء أخبار متداولة بحدة حول تأسيس «حزب شقيق رئيس الجمهورية»، الذي يشاع أنه يطرح نفسه كقاعدة يرتكز عليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بدلا عن «التحالف».

وتسلَم حزب «حركة مجتمع السلم» الإسلامي بمقره بالعاصمة أمس، الرئاسة الدورية لـ«التحالف» من حزب «جبهة التحرير الوطني» صاحب الأغلبية. وانضم للقاء الشريك الثالث حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، وبحث قادة الأحزاب الثلاثة وهم على التوالي أبو جرة سلطاني ووزير الدولة عبد العزيز بلخادم والوزير الأول أحمد أويحيى، في اجتماع مغلق مصير التكتل الحزبي الثلاثي الذي نشأ لدعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد الأخبار المتسارعة عن تأسيس «حزب شقيق رئيس الجمهورية».

وذكرت مصادر من «التحالف» لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات الأحزاب الثلاثة المسيطرة على البرلمان بغرفتيه وعلى المجالس البلدية والولائية، طرحت موضوع الحزب الجديد الذي يتردد أن السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الأصغر وأحد أهم مستشاريه، يعتزم إطلاقه للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المنتظرة عام 2012. ونقلت المصادر عن بعض القياديين أنهم يخشون أن يكون الحزب المرتقب، إطارا سياسيا يريده الرئيس بوتفليقة بديلا لـ«التحالف» يرتكز عليه في الاستحقاقات المقبلة وفي الترويج ميدانيا لمشروع عفو شامل عن أعضاء الجماعات المسلحة، يسعى بوتفليقة إلى تجسيده قبل نهاية ولايته الثالثة (2009 ـ 2014).

يشار إلى أن «التحالف» نشأ مطلع 2004 بإيعاز من بوتفليقة على خلفية انتخابات التي نظمت في نفس العام، والتي حقق فيها فوزا عريضا على أقوى منافسيه ورجل ثقته السابق علي بن فليس. وبدا الوزير الأول وأمين عام «التجمع الديمقراطي» أحمد أويحيى، غير متخوف قياسا إلى زميليه سلطاني وبلخادم. ونقل عنه أنه لا يملك معطيات دقيقة عن الحزب، الذي قال إنه قرأ عنه في الصحافة «كغيري من الذين يطالعون الصحف، لكن ليس كل ما تكتبه الجرائد حقيقة». وقال قيادي بارز في «جبهة التحرير» في اتصال به، إن أعضاء «التحالف الرئاسي» يقرأون قصة الحزب الجديد على أنها «نهاية مهمة التحالف الرئاسي، لكن ما يقلقهم أنهم لا يعرفون إن كان الرئيس بوتفليقة وراء فكرة الحزب الجديد، أما أنها مبادرة شخصية من شقيقه تعكس طموحا شخصيا مفترضا في الوصول إلى أعلى هرم السلطة. والفرق بين الأمرين مهم جدا بالنسبة إلينا، فإذا كانت المسألة من الرئيس يعني أنه مستغن عن أحزاب التحالف، وأنه يبحث عن أطر سياسية جديدة لمشاريع ومبادرات في المستقبل».

وهوَن بلخادم في اجتماع حزبي الجمعة الماضية، من القضية وتداعياتها على مكانة «جبهة التحرير» الريادية في الساحة السياسية، وقال لصحافيين: «حتى إن حدث ووجد هذا الحزب، فنحن في جبهة التحرير متعودون ولن يستطيع أحد دفننا»، في إشارة إلى أن الرأي العام أخطأ عندما تنبأ بوفاة «الحزب العتيد» كما تسميه الصحافة المحلية، لما أطلق نافذون في الحكم حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» عام 1997 الذي انضم إليه عدد كبير من كوادر الجبهة.

ونقل عن سلطاني أن «مجتمع السلم» يوجد في راحة حيال الجدل القائم حول الحزب الجديد، مقارنة بالحزبين الآخرين. لكن الانشقاق الذي يشهده حزبه لا يزال مصدر قلق بالنسبة إليه، بسبب «الهجرة الجماعية» التي شهدتها صفوفه باتجاه «حركة الدعوة والتغيير» التي خرجت من عباءة الحزب الإسلامي، إثر خلاف كبير بين سلطاني وعدد من القياديين.