العراق: مقتل وإصابة العشرات في هجمات متفرقة بينها انفجار استهدف حافلة طلاب

اغتيال قيادي في «القاعدة» بعد الإفراج عنه.. وانتحاري يفجر نفسه عند نقطة تفتيش

عمال ينظفون شارعاً من الأضرار التي خلّفها انفجار سيارة ملغومة وسط بغداد أمس (أ.ب)
TT

قتل ما لا يقل عن 27 شخصا وأصيب عشرات آخرون بجروح في موجة أعمال عنف وقعت أمس في العراق، قبل أيام من موعد مغادرة القوات الأميركية من المدن والمقررة في الثلاثين من الشهر الجاري.

ففي بغداد، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل 11 شخصا بينهم ثلاثة طلاب وإصابة عشرات آخرين بجروح. وأوضحت المصادر «أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب نحو عشرين آخرين بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة مركونة في شارع الكرادة». وأضافت «أن الانفجار وقع حوالي الحادية عشرة صباحا (00.08 تغ)».

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فقد قتل ثلاثة أشخاص وأصيب نحو ثلاثين آخرين في هجوم آخر، وذلك عندما انفجرت عبوة ناسفة. وفقا لمصدر في الشرطة. وأوضح «أن الانفجار وقع قرب سوق شعبي مكتظ في منطقة الشعب (شمال شرق) ما أدى إلى سقوط الضحايا، بينهم نساء وأطفال». وأشار إلى قيام قوات الأمن بتفجير عبوة ثانية، تحت السيطرة، كانت معدة للانفجار لدى تجمع الناس لإخلاء الضحايا. كما قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 13 آخرون جميعهم من الطلاب بجروح بانفجار عبوة ناسفة في مدينة الصدر الشيعية، وفقا للمصادر. وأوضحت «أن عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق انفجرت لدى مرور حافلة ركاب صغيرة كانت قادمة من منطقة الحبيبية في مدينة الصدر، ومتوجهة إلى مركز العاصمة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من ركابها، وإصابة 13 آخرين». وأكدت مصادر طبية أن القتلى والجرحى جميعهم من طلبة الإعدادية، كانوا في طريقهم لأداء الامتحان النهائي العام. وأدى طلبة الدراسة الإعدادية أمس في العراق ثاني امتحان.

وفي محافظة ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة (60 كلم شمال شرق)، أعلن مصدر أمني مقتل ثلاثة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة. وأوضح أن «انفجار عبوة ناسفة ضد دورية للجيش العراقي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وتدمير إحدى عجلات الدورية». وأضاف أن الانفجار وقع لدى مرور الدورية في قرية الدهالكة شرق مدينة بعقوبة.

الى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون أحد العناصر السابقة في «القاعدة» كان خرج من معتقل بوكا قبل نحو شهر، في بلدة الخالص (20 كلم شمال بعقوبة)، وفقا للمصدر.

ومحافظة ديالى بين المناطق الأقل استقرارا وتشهد أعمال عنف شبه يومية، رغم مواصلة قوات أميركية وعراقية عمليات أمنية فيها. وفي ناحية أبو غريب (25 كلم غرب)، قتل 7 اشخاص وأصيب 13 آخرون جميعهم من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري بحزام ناسف، وفقا لمصدر عسكري. وأوضح «أن الانتحاري فجر نفسه ضد نقطة تفتيش للشرطة عند مقر المجلس البلدي لناحية أبو غريب، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح». وأضاف أن الهجوم وقع حوالي الواحدة ظهرا (00.10 تغ)».

وتشهد أبو غريب أعمال عنف متكررة، ففي 27 مايو (أيار) الماضي، قتل خمسة أشخاص بينهم أميركي بانفجار سيارة مفخخة استهدفت رتلا للقوات الأميركية في سوق شعبي وسط الناحية. وفي الموصل، قالت الشرطة إن مسلحين قتلوا جنديين عراقيين عند نقطة تفتيش شرق المدينة. كما قتل شرطيان وسط الموصل بنيران مسلحين. ونقلت وكالة رويترز عن الشرطة العراقية العثور على جثة بها آثار أعيرة نارية في الرأس والصدر بوسط المدينة. وحذر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، في 11 من الشهر الجاري، من تصاعد العمليات «الإرهابية» مع اقتراب موعد انسحاب القوات المتعددة الجنسيات من المدن في الثلاثين من الشهر الجاري.

وقال المالكي في كلمة له في مؤتمر ضم كبار القادة الأمنيين، أبرزهم وزيرا الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني، «إن العمليات الإرهابية ستشتد.. سيحاولون أن يعطوا الانطباع بأن الأجهزة الأمنية فشلت في أداء مهامها مع اقتراب انسحاب القوات متعددة الجنسيات». ونبه قائلا «اليوم نحن على مقربة من 30 يونيو (حزيران)، الذي يشكل الحلقة الأولى وهذه مرحلة مهمة، من انتهاء وجود القوات متعددة الجنسيات». وتنص الاتفاقية الأمنية، التي وقعت بين بغداد وواشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، على انسحاب القوات الأميركية من المدن نهاية يونيو الحالي، يعقبها انسحاب كامل عن البلاد نهاية 2011.