الدعاية الانتخابية تكتسح كردستان.. ومنافسة محمومة بين أنصار طالباني والمنشقين

الحزبان الكرديان الحاكمان يذكران بالانجازات.. و«التغيير» تحث الناخبين على «انقلاب متحضر»

شاب يحمل على صدره شعار قائمة التغيير في السليمانية أمس (تصوير: كامران نجم)
TT

كما كان مقررا لها، انطلقت في عموم أرجاء إقليم كردستان العراق منذ الساعات الأولى من نهار أمس، الحملة الإعلامية والدعائية الخاصة بالانتخابات النيابية المقررة في 25 يوليو (تموز) المقبل، التي يتنافس فيها 20 كيانا و 5 ائتلافات سياسية والتي ستترافق مع انتخابات رئيس إقليم كردستان، التي يتنافس فيها خمسة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي للإقليم مسعود بارزاني.

وقد انطلقت الحملة الدعائية كانطلاقة الشرارة، التي تشعل فتيل الحرب، خصوصا في مدينة السليمانية، التي تشهد منافسة محمومة بين أنصار قائمتي التغيير التي يقودها السياسي الكردي المعروف نوشيروان مصطفى، رئيس مؤسسة «وشه – الكلمة» الإعلامية، والأمين العام المساعد سابقا لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني، الذي انشق عنه لاحقا، وبين أنصار القائمة الكردستانية التي تضم الحزبين الكرديين الحاكمين في الإقليم، الاتحاد والديمقراطي، التي يرأسها الدكتور برهم صالح.

إذ بدأت القنوات الإعلامية المختلفة لكلتا القائمتين برامجهما منذ الساعات الأولى لنهار أمس بإطلاق شعارات حماسية وبث برامج تحريضية تحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لصالحهما. ففي الوقت الذي تذكر فيه وسائل إعلام الاتحاد الوطني، التي تتخذ من السليمانية مقرا لها، شرائح المجتمع مرارا وتكرارا بما حققته سلطات الحزبين من انجازات في جميع ميادين الحياة في الإقليم خلال السنوات الماضية، ما يجعلها «تستحق أن تنال ثقة الشعب مجددا» حسب تعبيرها، دعت وسائل إعلام قائمة التغيير التي استحدثت موقعا الكترونيا ناطقا باسمها، جميع الناخبين من أقصى الإقليم إلى أقصاه، إلى التصويت لصالحها بهدف «التغيير والانقلاب المتحضر» عبر صناديق الاقتراع على ما أسمته بـ«الواقع المزري الحافل بالفساد الإداري والمالي والمحسوبيات واحتكار السلطات وابتلاع خيرات الإقليم والمتاجرة بقوت الشعب وقضاياه المصيرية، والديمقراطية الصورية»، حسب تعبيرها .

وعلى صعيد الشارع، اتشحت الجدران والساحات العامة والأماكن الرسمية المخصصة للدعاية الانتخابية بالبوسترات الخاصة بقائمة التغيير التي تحمل رقم 57 والتي اكتسحت بوسترات القوائم الأخرى المتنافسة وصور المرشحين، كما شوهدت صور رئيس قائمة التغيير نوشيروان مصطفى بكثافة في معظم أرجاء المدينة وضواحيها القريبة، ما حدا بمصطفى إلى إصدار بيان رسمي وفوري أعرب فيه عن شكره وتقديره لمشاعر المتعاطفين والمؤيدين لقائمته، ودعا إلى رفع صوره من جميع المواقع التي علقت فيها على وجه السرعة معتبرا ذلك تكريسا لحالة الاهتمام بالأشخاص. وقال في بيانه «ما نريده ونسعى إليه هو إحداث التغيير وإنجاح قائمته في الانتخابات»، مؤكدا أن صوره الشخصية لم تطبع في مطابع مؤسسته إطلاقا، وحث مؤيديه على توضيح برنامج قائمة التغيير الانتخابي عوضا عن رفع تلك الصور.

وفي إطار الحملة العاتية التي ستستمر حتى 23 يوليو (تموز) المقبل انطلقت كوكبات من الشباب المناصرين لقائمة التغيير من مدينة السليمانية حاملين رايات كردستان وبوسترات القائمة نحو البلدات والقصبات والضواحي القريبة للترويج لقائمتهم، فيما طافت سيارات تحمل أعلام كردستان وأعلام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وبوسترات القائمة الكردستانية التي تحمل الرقم 54 في شوارع السليمانية للترويج لها.

لكن الوضع في مدينة أربيل عاصمة الإقليم كان على عكس الوضع في السليمانية، حيث اكتسحت بوسترات القائمة الكردستانية جميع القوائم الأخرى المتنافسة في كل الميادين والساحات المخصصة للدعايات الانتخابية، بينما ارتدى المئات من الشباب والصبية والفتيات فانيلات وقمصانا تحمل صور القائمة المذكورة، كما خصصت وسائل إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي تتخذ من أربيل مقرا لها، غالبية أوقات بثها، وأفردت صفحات الجرائد للترويج للقائمة الكردستانية، عبر التذكير المستمر بما حققته حكومة الإقليم من انجازات في ظل تلاحم وتكاتف الحزبين الرئيسيين، وحثت الناخبين على التصويت لصالحها، باعتبارها الضمانة الأكيدة لاستمرار تقدم وازدهار الإقليم امنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا أيضا، على حد تعبيرها.

وعلى صعيد آخر، أقر برلمان إقليم كردستان المنتهية دورته القانونية منذ الرابع من الشهر الجاري، في جلسته أمس نظام «الكوتا» للأقليات القومية والدينية في الإقليم. وبموجبه سيتم تخصيص مقاعد في مجالس محافظات الإقليم الثلاث للأقليات، وعلى النحو التالي: 3 مقاعد في دهوك للكلدان والسريان والآثوريين ومقعد واحد للأرمن، ومقعدان للكلدان والسريان والآثوريين وثلاثة مقاعد للتركمان في اربيل، ومقعد واحد فقط للكلدان والسريان والآثوريين في السليمانية. وبموجب هذا النظام ستخصص مقاعد للأقليات المذكورة في جميع محافظات الإقليم يصوت لها أبناء تلك الأقليات فقط خلال انتخابات مجالس المحافظات التي ستجرى في الإقليم لاحقا على غرار محافظات وسط وجنوب العراق التي جرت في فبراير (شباط) الماضي.

من جانبه قال عدنان المفتي، رئيس البرلمان الكردستاني غداة جلسة أمس، «إن مسودة الدستور الدائم للإقليم التي عرضت على البرلمان لإجراء القراءة الأولية عليها، أخذت بعين الاعتبار مصالح جميع أبناء شعب كردستان وكل الملاحظات التي أبدتها الأحزاب والقوى السياسية، وإن لجنة صياغة مسودة الدستور ضمت ممثلين عن جميع مكونات شعب كردستان».