الرئيس الباكستاني يطلب مساعدة دولية لبلاده

هجمات جوية تقتل 21 شخصا في شمال وزيرستان

حطام مدرسة بنات في بيشاور هدمها عناصر طالبان (أ.ب)
TT

طالب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أمس بمساعدة دولية عاجلة لبلاده، داعيا العالم إلى دعم الديمقراطية الباكستانية. وكتب زرداري في مقالة نشرت في صحيفة «واشنطن بوست» «إننا بحاجة إلى مساعدة فورية». وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أقرت بأن قيام اقتصاد قابل للاستمرار في باكستان هو الشرط لاحتواء مخاطر الإرهاب وقد تعهدت واشنطن بتقديم 1.5مليار دولار سنويا على مدى خمس سنوات للمساعدة على إرساء الاستقرار في الاقتصاد الباكستاني. وتابع زرداري «الآن يتوجب على باقي العالم أن يحذو حذو المجهود الأميركي» مضيفا أن «باكستان بحاجة إلى رزمة مساعدات ضخمة حتى تلبي حاجات شعبها وتهزم المقاتلين».

كما دعا العالم إلى مساعدة باكستان على معالجة مشكلة ملايين النازحين نتيجة النزاع في شمال غربي البلاد. وحصل زرداري الأسبوع الماضي على تعهد من الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة لمئات آلاف العائلات النازحة جراء الهجوم الذي تشنه القوات الباكستانية على المتمردين من عناصر طالبان في هذه المناطق. من جهة أخرى في إسلام آباد قال مسؤولون أمس إن طائرات نفاثة قصفت مواقع يشتبه أنها خاصة بمسلحي طالبان في المنطقة المضطربة التي تقع شمال غربي باكستان على الحدود الأفغانية خلال ليلة أمس مما أسفر عن مقتل 15 من المسلحين وستة مدنيين.

وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي كثفت فيه القوات المسلحة الباكستانية من عمليتها في منطقتي شمال وزيرستان وجنوب وزيرستان وهما معقل لمسلحي القاعدة وطالبان. وقد أعلنت السلطات الأسبوع الماضي أن القوات الأمنية سوف تبدأ هجوما حاسما على المنطقة لأجل القضاء على قائد طالبان البارز بيعة الله محسود الذي يتحمل مسؤولية ارتكاب سلسلة من الهجمات الإرهابية في البلاد. وتوجه لشبكة محسود التهم بأنها تستضيف المسلحين المتشددين من أصول عربية وووسط آسيوية والذين يعبرون الحدود باستمرار لتنفيذ هجمات ضد قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية التي تحارب طالبان في أفغانستان. وقال مسؤول استخباراتي رفض الإفصاح عن هويته، إن سلسلة الهجمات الجوية بدأت مساء أول من أمس واستمرت حتى صباح اليوم حيث «تم تدمير العديد من مستودعات الذخيرة التي يمتلكها المسلحون». وقد قصفت الطائرات أهدافا لطالبان في ست قرى على الأقل في منطقتين من بينها بلدتان رئيسيتان هما رازماك وساراروغا. وقال المسؤول «إن التقارير الأولية تفيد بأن 15 مسلحا على الأقل قتلوا وبالنظر لقوة النيران التي استخدمت في الهجوم فإن أعداد القتلى يمكن أن تكون أعلى من ذلك». ووفقا للمصدر فقد لقي ثلاث نساء وثلاثة أطفال حتفهم عندما استهدفت صورايخ منزل بر جلال الدين الموالي لطالبان في رازماك. ولكن نجا جلال الدين من الهجوم. ولم يصدر تأكيد رسمي عن حجم الأضرار. ولم يتسن التأكد بصورة مستقلة من الأرقام حيث إن الجيش يضع قيودا على الصحافيين في مناطق القتال. ومع ذلك نفى متحدث باسم طالبان أنها تعاني من «خسائر كبيرة». وقال قاري حسين وهو قائد عسكري ونائب محسود لوكالة الأنباء الألمانية هاتفيا من مكان غير معلوم «معظم القتلى من المدنيين والحكومة تختلق الأرقام لتظهر أنها تنتصر (على طالبان) ولكن هذا كله مجرد دعاية».

وقبل 10 أيام فتح الجيش الباكستاني الذي شن هجوما في نهاية أبريل (نيسان) على حركة طالبان في وادي سوات (شمال)، جبهة أخرى في المناطق القبلية تستهدف خصوصا جنوب وزيرستان معقل زعيم طالبان بيت الله محسود. وصرح مسؤول أمني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه أن «صواريخ أطلقت من موقع غير محدد سقطت مساء أول من أمس على مواقع قوات الأمن في مناطق شمال وجنوب وزيرستان».