انتخاب امرأة محجبة عضوا في برلمان بروكسل

الطريق مفتوح أمامها على الرغم من تهديدات البعض

ماهينور اوزدمير
TT

أصبح في إمكان البرلمانية المسلمة ماهينور اوزدمير، من أصل تركي، أن تؤدي القسم الدستوري في برلمان العاصمة البلجيكية بروكسل، وهي ترتدي الحجاب، لتكون أول مسلمة محجبة في برلمانات بلجيكا. وقالت انطوانيت ساباك، من حزب حركة الإصلاح الليبرالي الوالوني، وهي المرشحة لرئاسة البرلمان خلال الدورة المقبلة، «لا يوجد في لوائح البرلمان، ما يمنع النائبة المسلمة من أداء اليمين القانونية وهي ترتدي الحجاب»، وأيدها في الرأي البرلماني ايريك توماس، من الحزب الاشتراكي الوالوني، الذي كان يتولى رئاسة برلمان بروكسل في دورته السابقة، قبل إجراء الانتخابات الجهوية الأخيرة في السابع من يونيو (حزيران) الحالي، لاختيار أعضاء برلمانات بلجيكا. ومن المفترض أن تتولى ساباك، رئاسة أول جلسة لبرلمان بروكسل بصفتها أكبر الأعضاء سنا، وبعدها سيتم انتخابها لرئاسة البرلمان، ثم تترأس الجلسة التي سيتم فيها أداء القسم القانوني للأعضاء الجدد، وقالت ساباك، «لدي قناعتي الشخصية بهذا الأمر، ولكن إذا استدعى الأمر سأتدخل كرئيسة للبرلمان، لحماية النائبة المحجبة». وجاء ذلك بعد وقت قصير، من تصريحات لبرلماني في الحزب نفسه، الذي تنتمي إليه ساباك، وهو النائب دينس دوكارم، التي قال فيها، إنه يريد حظرا على كل البرلمانيين الذين يرتدون علامات دينية. وعقب الإعلان عن فوز ماهينور، التي حصلت على 2851 صوتا، كانت كافية لحصولها على مقعد في برلمان بروكسل من الحزب الديمقراطي، سارعت وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى ماهينور، وحرصت على إجراء مقابلات معها.

، وفي أي مكان تذهب إليه تجد اهتماما إعلاميا سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، وحرصت صحف ومحطات تلفزيونية من دول مختلفة مثل بريطانيا وتركيا وأستراليا وغيرها على إجراء أحاديث مع ماهينور. وكانت ماهينور، دائما تطالب بعدم التركيز على الحجاب الذي ترتديه، بل يجب أن يكون الانتباه والتركيز على القضايا الهامة التي تشغل المواطن البلجيكي، وفي مقدمتها البطالة والسكن وتقول، «سأعمل ضد البطالة وإرجاع المحجبات إلى العمل والمدارس». وتضيف البرلمانية تركية الأصل «أريد أن أشير هنا إلى أنه بالحجاب أو بدون حجاب لن يكون هناك أي تأثير على نظرتي للمشكلات في هذا البلد، ولا على كيفية إيجاد الحلول وتقديم المساعدة للآخرين، سواء بالحجاب أو بدون حجاب» وتضيف «أحجب شعري ولا أحجب فكري، ولن يكون غطاء الرأس الإسلامي عائقا أمام نشاطها وعملها السياسي، ولا يجب أن يتحول الأمر إلى نقطة خلاف، وانصح الذين ينتقدون الحجاب أن يذهبوا إلى طبيب عيون لتنقيتها من الإجحاف». وتحاول ماهينور، من خلال تصريحاتها التأكيد على أنها بلجيكية تحتفظ بجذور تركية إسلامية. وتقول، «لقد ولدت هنا على التراب البلجيكي، وكبرت وتعلمت في هذا البلد، وأنا مهاجرة من الجيل الثالث، وانتمي لعائلة تحرص على العمل وتؤدي عملها بجد وإخلاص، وأهلي ساعدوني وفرحوا جدا بنجاحي في الانتخابات». يذكر أن بلجيكا تعيش فيها جالية كبيرة من المسلمين تزيد على نصف مليون، معظمهم من المغاربة والأتراك، ووصل الجيل الأول منهم إلى البلاد أواخر الخمسينات للعمل في مجال إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية.