تصعيد أوروبي إيراني: لندن تجلي عائلات دبلوماسييها وإيطاليا تفتح سفارتها للجرحى

دعوة لسحب السفراء الأوروبيين وتهديد سفارة بريطانيا بمصير الأميركيين في 1979 * الإمارات ترفض التدخل الأجنبي بشؤون إيران

إيرانيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض في واشنطن أمس (رويترز)
TT

شددت الدول الأوروبية أمس مواقفها ضد إيران، بينما صعدت طهران حربها الكلامية خاصة تجاه بريطانيا التي قررت إجلاء عائلات موظفي سفارتها ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى هناك، بينما طلبت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي من الدول الأعضاء في الاتحاد اليوم الاثنين بحث استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية الإيرانية في أوروبا للتعبير عن الاشمئزاز الشديد، وقالت ايطاليا إنها مستعدة لفتح سفارتها أمام الإيرانيين المحتجين المصابين بمساعدة الدول الأوروبية الأخرى. من جانبها وجهت إيران اتهامات جديدة أمس إلى الدول الغربية بسبب انتقاداتها للعملية الانتخابية.وفي لندن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس أنها قررت إجلاء عائلات موظفي سفارتها في طهران، وذلك بعدما نصحت الرعايا البريطانيين بعدم السفر إلى إيران إلا في الحالات الضرورية، مشيرة إلى التظاهرات الضخمة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن أعمال العنف الجارية لها أثر كبير على أسر موظفينا الذين لم يعودوا قادرين على المضي في حياتهم بشكل طبيعي.. نتيجة لذلك سنسحب عائلات موظفي السفارة لحين تحسن الوضع. وأكد المتحدث أن طاقم السفارة سيبقى حاليا ولم يطلب من بقية البريطانيين الرحيل ولكن يتم مراقبة الوضع هناك.

وفي إطار التوتر الحاد بين طهران ولندن خاصة بعدما هاجم مرشد الجمهورية علي خامنئي بريطانيا على وجه الخصوص في خطابه يوم الجمعة دعت اتحادات طلابية إيرانية إلى التظاهر أمام السفارة البريطانية في طهران اليوم عند الساعة الرابعة بعد الظهر (11.30 تغ) للاحتجاج على «تدخل» لندن في الشأن الداخلي الإيراني، كما ذكرت وكالة فارس للأنباء.

وأوضحت الوكالة أن الدعوة هي للتظاهر ضد «حكومة بريطانيا المنحرفة لتدخلها في الشؤون الداخلية الإيرانية، ودورها في الاضطرابات في طهران ودعمها لأعمال الشغب».

وأطلق الدعوة إلى التظاهرة أربعة اتحادات طلابية، أحدها تابع لميليشيا الباسيج الإسلامية.

ومن بين هذه الاتحادات الطلابية الأربعة، المجلس الوطني للمنظمات الإسلامية للطلبة المستقلين، القريب من التيار المحافظ المتشدد. وقد حذر عضو في هيئته الإدارية الاثنين من أن السفارة البريطانية قد تلقى مصير نظيرتها الأميركية التي احتلها طلاب متظاهرون في 1979 ثم أغلقت في 1980. وقال علي كازريان بحسب ما نقلت عنه فارس إنه «إذا استمرت بريطانيا في تدخلاتها وانحرافها، فإن الطلاب الإيرانيين سيغلقون وكر الجواسيس البريطاني في طهران كما فعلوا بوكر الجواسيس الأميركي».

بدوره هدد إسماعيل طهمروسي المتحدث باسم حركة طلاب العالم، وهي اتحاد طلابي آخر، بأن «الثاني من شهر تير (23 يونيو / حزيران) سيكون يوم 13 آبان آخر (4 نوفمبر / تشرين الثاني)» تاريخ احتلال السفارة الأميركية في طهران من قبل طلاب إسلاميين في عام 1979.

وطلبت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني من جهتها من الدبلوماسية الإيرانية أن «تخفض مستوى علاقاتها مع بريطانيا»، بحسب ما قال العضو في هذه اللجنة كاظم جلالي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) عن جلالي قوله إن «أعضاء اللجنة وجهوا انتقادات شديدة لمواقف بريطانيا وتدخلها في أعمال الشغب الأخيرة في طهران». وأضاف النائب أن «قرارات مهمة وملائمة اتخذت وستطبق بشكل تدريجي». أما وزارة الخارجية الايطالية فأعلنت في بيان أمس أن ايطاليا مستعدة لفتح سفارتها بطهران أمام المحتجين الجرحى بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى.

وأضافت الوزارة أن المبادرة الايطالية تأتي عقب تحرك من السويد لبحث ما إذا كان بوسع دول الاتحاد الأوروبي وضع خطة لفتح سفاراتها أمام المتظاهرين وتقدم معونات لهم في سفاراتها في إيران. وقال موريزيو ماساري المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين (سيكون بمقدور السفارة الايطالية تلقي الطلبات على الرغم من أن المكان الملائم لرعاية المصابين يبقى هو المستشفى). وقالت الوزارة إن ايطاليا التي دعت طهران لتجنب المزيد من إراقة الدماء والسعي لحل سلمي للاحتجاجات أصدرت تعليمات لسفارتها في طهران لمساعدة المحتجين المصابين ولكنها لم تتلق بعد طلبات للمساعدة.

كما نصحت ايطاليا التي تعد اكبر الشركاء التجاريين الأوروبيين لإيران رعاياها بتأجيل السفر غير الضروري إلى إيران.

وقالت الإمارات العربية أمس إن التدخل الأجنبي في الشؤون الإيرانية «غير مقبول»، مشددة على أن عدم الاستقرار في إيران ليس في مصلحة منطقة الخليج. وقال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، عقب لقائه بالرئيس التركي عبد الله جول ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو في أنقرة: «ما يحصل في إيران هو مسؤولية الحكومة الإيرانية، ونعتقد أن أي تدخل من أي جهة أو من أي طرف في الوضع في إيران غير مقبول».